اوتاوا (ا ف ب) - اغتنم الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس وجوده في كندا في اول زيارة له الى الخارج لطمأنة جاره الشمالي الى متانة العلاقات التجارية بين البلدين على الرغم من شعاراته خلال الحملة الانتخابية والاجراءات الاخيرة التي تقول عكس ذلك.
وخلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اعلن الرئيس الاميركي انه سيمهل نفسه حتى قمة حلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل لحسم مسألة طلب القادة العسكريين الاميركيين في افغانستان تعزيزهم بمزيد من القوات تضاف الى ال17 الف جندي اميركي الذين تقرر ارسالهم هذا الاسبوع.
وشكلت الازمة الاقتصادية والتجارة والبيئة والطاقة وافغانستان العناوين العريضة للمواضيع التي بحثها في اوتاوا الرئيس الاميركي الذي وصل الى العاصمة الكندية تحت الثلج في اول زيارة له الى الخارج دامت اقل من سبع ساعات.
وسبقت اوباما الى كندا المخاوف التي اثارتها تصريحاته خلال حملته الانتخابية ولا سيما كلامه عن ضرورة اعادة النظر باتفاقية التجارة الحرة في اميركا الشمالية (نافتا)، وعززها البند الوارد في خطة الانعاش الاقتصادي الضخمة التي اقرت الاسبوع الفائت والذي يعطي الافضلية للبضائع الاميركية.
وقال اوباما "اكدت لرئيس الوزراء هاربر انني اريد زيادة المبادلات التجارية وليس خفضها"، مؤكدا ان شعار "اشتر بضائع اميركية" لا يتعارض مع هذا الهدف وهو مطابق للالتزامات الدولية التي قطعتها الولايات المتحدة.
اما بالنسبة الى اتفاقية التجارة الحرة، فقال اوباما ان مبدأي حق العمل واحترام البيئة يشكلان جزءا لا يتجزأ من هذه الاتفاقية وليسا بندين ملحقين بها.
لكنه اشار الى رغبته في التعاون مع شركائه الكنديين والمكسيكيين بما "لا يؤدي الى زعزعة العلاقة التجارية البالغة الاهمية" بين الولايات المتحدة وكندا.
واكد اوباما ان الازمة العالمية جعلت من غير المناسب بدء هذه المفاوضات في الوقت الراهن، مشيرا الى ان "الوقت الحالي يتطلب منا ان نتوخى بالغ الحذر ازاء كل ما من شأنه ان يشكل مؤشرا حمائيا".
وتطرق اوباما في كندا الى افغانستان التي جعلها الرئيس الاميركي احدى اولوياته.
وكانت كندا قررت سحب جنودها ال2700 من هذا البلد في 2011 في حين ينوي اوباما على العكس تعزيز قواته هناك ويتوقع من حلفائه ان يحذوا حذوه لوضع حد للتدهور الامني في هذا البلد.
غير ان اوباما اكد انه لم يدع هاربر الى اعادة النظر في هذا القرار، مشيرا الى انه اراد ان يبحث مع الكنديين استراتيجية الحرب في افغانستان التي باشر اعادة النظر فيها.
وذكر اوباما بأن الهدف هو الانتهاء من اعادة النظر هذه بحلول قمة الحلف الاطلسي مطلع نيسان/ابريل، رافضا بذلك الافصاح عما اذا كان سيرسل مزيدا من القوات الى افغانستان، بعد تلك التي ارسلها هذا الاسبوع، ام لا.
من جهة اخرى اعلن اوباما وهاربر اطلاق حوار ثنائي حول الطاقة النظيفة بغية الحد من الكميات الكبيرة من غازات الدفيئة التي تنبعث من بلديهما.
واكد اوباما ان تطوير موارد الطاقة النظيفة واستخدامها هو "احد التحديات الرئيسية في عصرنا. انها جوهرية لنهوضنا الاقتصادي ولكوكبنا ايضا".
اما هاربر فكشف ان "الرئيس اوباما وانا اتفقنا على مبادرة جديدة ستعزز تعاوننا في مجال حماية البيئة وامن الطاقة".
واضاف "سوف نرسي حوارا حول الطاقة النظيفة" يلتزم فيه البلدان "تطوير العلوم والتقنيات المتعلقة بالطاقة النظيفة من اجل خفض انبعاثات غازات الدفيئة ومكافحة التغير المناخي".
وكان في استقبال اوباما على ارض المطار الحاكمة العامة لكندا ميكاييل جان المتحدرة من هايتي.
وهذه الزيارة، التي شكلت اول دخول لاوباما على الساحة الدولية، استمرت زهاء سبع ساعات فقط.
وعلى الرغم من قصر مدة الزيارة، فقد وجد اوباما، الذي يتمتع بتأييد 80% من الكنديين والذي خلف سلفه جورج بوش الذي كانت شعبيته في كندا في الحضيض، استقبالا شعبيا حارا في كندا رغم البرد القارس الذي لم يحل دون نزول الاف الكنديين الى الشوارع لاستقباله.
وتجمع الالاف امام البرلمان لتحية الزائر الكبير.
ورغم ان برنامج الزيارة لم يلحظ اي لقاءات شعبية للرئيس الاميركي في كندا، فقد لقي اوباما لدى خروجه لبرهة في جولة على الاسواق التجارية في حي البرلمان استقبالا شعبيا لافتا.