واشنطن (ا ف ب) - بعد ثلاثة اسابيع على دخوله البيت الابيض سيستعيد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع المقبل وتيرة واسلوب حملته الانتخابية في اطار جولة للدفاع عن خطته للانعاش الاقتصادي لدى الاميركيين الاكثر تأثرا بالازمة.
سيتوجه اوباما الذي سيسافر هذه المرة على متن الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" الى ولاية انديانا (شمال) الاثنين لينتقل بعدها الى ولاية فلوريدا (جنوب شرق) الثلاثاء بغية الدفاع عن خطته المقدرة قيمتها بنحو 800 مليار دولار والتي تأخر تبنيها في الكونغرس حيث تصطدم بمعارضة قسم كبير من الاقلية الجمهورية. وسيعقد اوباما الذي استطاع ان يخطف هاتين الولايتين من الجمهوريين اثناء انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر اجتماعين عامين في مدينتين تعانيان بشكل خاص من الازمة الاقتصادية الكارت في انديانا حيث ارتفعت نسبة البطالة من 74% الى 315% في غضون عام وفورت مايرز في فلوريدا حيث ارتفع معدل البطالة من 6% الى 10%. ومساء الاثنين سيعقد اوباما مؤتمره الصحافي في اوج فترة الاستماع عند الساعة 0020 بتوقيت واشنطن (001 ت غ الثلاثاء) من البيت الابيض.
واكد اوباما السبت في كلمته الاذاعية الاسبوعية ان "مستوى ومدى هذه الخطة صائبان" معتبرا تقدم المفاوضات "ايجابي". وتوصل اعضاء مجلس الشيوخ مساء الجمعة الى تسوية بشأن خطة بقيمة 780 مليار دولار. وكانت كلفة الخطة وصلت مع اجراء التعديلات الى 920 مليار دولار. ومن المتوقع ان يجري تصويت الاثنين في مجلس الشيوخ. وامهل اوباما مجلسي الكونغرس حتى 16 شباط/فبراير للتصويت على نص توافقي. وحتى الان آثر الرئيس اجراء اتصال مباشر مع المعارضة الجمهورية آملا الحصول على دعمها. لكن لم يصوت اي جمهوري على صيغة 819 مليار دولار التي تبناها مجلس النواب في 28 كانون الثاني/يناير. ومن المتوقع ان يصوت ثلاثة جمهوريين فقط مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.
واعتمد اوباما في الاونة الاخيرة لهجة مختلفة.
وقال الجمعة في معرض تعليقه على ارتفاع البطالة بمعدل 67% انه "امر غير مبرر وغير مسؤول ان يتم تاخير (الخطة) وعرقلتها بهذا الشكل في وقت يجري فيه تسريح ملايين الاميركيين". وانتقد اوباما السبت في كلمته الاذاعية الجمهوريين الذين يفضلون الى حد بعيد التخفيضات الضريبية على برنامج واسع للاستثمارات العامة. وشدد على انه "لا نستطيع ان نتكل على طريقة لا تعطي نتيجة وتقترح فقط تخفيضات للضرائب للرد على جميع مشكلاتنا مع تجاهل الرهانات الاقتصادية الكبرى: الكلفة الصحية الباهظة والحالة الرديئة لعدد كبير من المدارس وتبعيتنا تجاه النفط الاجنبي وطرقنا وجسورنا وسدودنا التي تنهار".
وهذا التشدد في اللهجة لم يفت الجمهوريين الذين قرروا اغتنام فرصة هذا التصويت الحاسم لاسماع صوتهم وتشديد معارضتهم بعد فشلهم الانتخابي في تشرين الثاني/نوفمبر. وفي هذا السياق تشكل جولته الاثنين والثلاثاء اشارة الى تغيير في الاستراتيجية بالرغم من نفي المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس بان اوباما يبغي من وراء ذلك الضغط على بعض البرلمانيين من خلال التوجه مباشرة الى قاعدتهم. واكد المتحدث ان "ذلك ليس الهدف منه التملق الى هذا العضو او ذاك في الكونغرس" بل انها "خطوة من جانب الرئيس للتحدث الى الاميركيين عما هو على المحك".