باريس (ا ف ب) - تشهد اوروبا بسبب وضع كارثي لقطاع صناعة الالات في المانيا وتراجع الانتاج الصناعي في اوروبا وخسائر ضخمة لبنك "يو بي اس" السويسري العملاق مجددا الثلاثاء انهيار اعمدتها الاقتصادية بفعل الازمة ولا تزال تنتظر تبني خطة الانعاش الاميركية.
والليلة الماضية حث الرئيس الاميركي باراك اوباما مجددا الكونغرس على تبني خطته للنهوض بالاقتصاد محذرا من ان عدم تبنيها ينذر ب"كارثة اقتصادية" وبان نشهد عقدا بدون نمو.
وفي انتظار اعتماد هذه الخطة فان المؤشرات الاقتصادية تواصل تراجعها خصوصا في اوروبا.
ففي المانيا تراجعت الطلبيات في قطاع صناعة الالات بنسبة 40 بالمئة في كانون الاول/ديسمبر بالوتيرة السنوية ويتوقع ان يتم الغاء 25 الف وظيفة في 2009 بحسب تقديرات اتحاد هذا القطاع الثلاثاء.
وقال رئيس الاتحاد مانفريد فيتنشتين "ان الربع الاخير (من عام 2008) كان اسوأ فصل منذ 1958". وتراجعت الطلبيات خلال تلك الفترة بنسبة 29 بالمئة بالوتيرة السنوية.
وفي ايطاليا واصل الانتاج الصناعي تراجعه في كانون الاول/ديسمبر مسجلا تراجعا بنسبة 2,5 بالمئة خصوصا جراء نتائج صناعة السيارات. وبالحساب السنوي وباعتبار ايام عمل مساوية شهد هذا القطاع انهيارا بنسبة 14,3 بالمئة.
والوضع مشابه في فرنسا حيث تراجع الانتاج الصناعي ايضا اساسا بسبب سوء اداء صناعة السيارات بنسبة 1,8 بالمئة في كانون الاول/ديسمبر بعد تراجع نسبته 2,8 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر. وشهد هذا القطاع تراجعا نسبته 9,3 بالمئة في الفصل الاخير من العام.
وفي السويد تراجع الانتاج الصناعي ايضا بنسبة 5,1 بالمئة في كانون الاول/ديسمبر مقارنة بتشرين الثاني/نوفمبر.
وبدت اوروبا منقسمة في مواجهة الازمة حيث يقوم الكل بمبادرات انعاش ولكن بشكل منفصل. وانتقدت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي اجراءات الدعم الوطنية خصوصا في فرنسا التي خصصت 6 مليارات يورو من القروض لشركتي صناعة السيارات رينو وبيجو. وقد تركز قمة اوروبية استثنائية يتوقع ان تعقد بحلول نهاية الشهر الحالي على الجدل بشأن مثل هذه الاجراءات.
وفي مستوى المؤسسات تتالت اعلانات الغاء الوظائف بعد يوم اسود الاثنين شهد الغاء شركة صناعة السيارات اليابانية "نيسان" 20 الف فرصة عمل وعملاق المناجم "انغلو بلاتينيوم" الغاء عشرة آلاف وظيفة.
والثلاثاء اعلن بنك "يو بي اس" السويسري العملاق خسائر فصلية بلغت قيمتها 13 مليار يورو والغاء الفي وظيفة. كما اعلنت شركة فيدكس الاميركية لنقل الطرود الغاء 900 وظيفة.
ووسط هذه الاجواء الملبدة شهدت البورصات الاوروبية تراجعا. وخسر مؤشر بورصة باريس نحو الساعة 11,00 ت غ 1,4 بالمئة ومؤشر بورصة لندن 1,07 بالمئة ومؤشر بورصة فرانكفورت 1,58 بالمئة وبورصة امستردام 2,07 بالمئة.
ولم تكن الانباء افضل في آسيا حيث اقرت كوريا الجنوبية بانها مهددة بالانكماش مع تراجع اجمالي الانتاج الداخلي بنسبة 2 بالمئة في 2009.
وفي الصين تراجع التضخم الى 1 بالمئة في كانون الثاني/يناير ويمكن ان تصبح نسبة التضخم سلبية.
كما شهدت الصين امرا غير مسبوق حيث اصبحت في كانون الثاني/يناير اكبر سوق عالمي للسيارات امام الولايات المتحدة التي شهدت انهيارا في الطلب على السيارات خصوصا بسبب نقص القروض لتمويل شراء السيارات.