جذبت صناديق الأسهم في جميع أنحاء العالم أكبر تدفقاتها الأسبوعية منذ أكثر من عام؛ حيث أصبح المستثمرون واثقين بشكل متزايد بأن البنوك المركزية ستدعم الأسواق المالية الفترة المقبلة.
وكشفت بيانات شركة «إى بى إف آر» العالمية، أن صناديق الأسهم جلبت تدفقات بلغت قيمتها 14.3 مليار دولار، الأسبوع الماضي، وهي أكبر تدفقات منذ مارس العام الماضي.
ويعكس النشاط ارتفاع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر؛ حيث تواصل البنوك المركزية في العالم تبني نظرة متشائمة بشكل متزايد.
يأتي ذلك بعد إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على أسعار الفائدة الأمريكية، لكنه أشار إلى أنه يفكر فى خفض الفائدة الشهر المقبل.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن هذا السيناريو هو متوقع الآن على نطاق واسع؛ حيث تشير أسعار العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي إلى فرصة بنسبة 80% لقيام البنك المركزي الأمريكي، بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو المقبل.
وقال ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، الأسبوع الماضي، إنَّ البنك قد يدرس توسيع برنامج شراء السندات بقيمة 2.6 تريليون يورو للمساعدة على رفع التضخم فى منطقة اليورو التي تضم 19 دولة.
وأشار هاروهيكو كورودا، محافظ بنك اليابان المركزي، أيضاً، إلى أن التحفيز الإضافى سيكون خياراً إذا كانت أسعار المستهلكين تقل باستمرار عن هدف التضخم البالغ 2% للبنك.
وتم الإعلان عن بيانات تدفقات الصناديق فى اليوم نفسه الذى سجل فيه مؤشر « ستاندرد آند بورز 500» لأكبر الشركات العامة فى الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً متجاوزاً المستوى القياسى السابق الذى سجله فى أبريل الماضي.
وارتفع المؤشر بنسبة 18% تقريباً، العام الجاري، بعد تعرضه لعمليات بيع هائلة فى ديسمبر مدفوعاً جزئياً بالتعليقات المتشددة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جاي باول، والتي أزعجت السوق.
وقال آش ألنكار، رئيس تخصيص الأصول العالمية لدى شركة «جانوس هندرسون»، إن سرد الاختلاف فى السياسة بين البنوك المركزية انتهى بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي.
وبالنظر إلى المستقبل، فإنَّ ظروف البيئة المعتدلة مع البنوك المركزية الحذرة تعكس النمو المستمر والتضخم الثابت. وعلى الرغم من ثقة السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي، سوف يخفض أسعار الفائدة، فإنَّ بعض الاقتصاديين ما زالوا متشككين.
وقال الاستراتيجيون في مجموعة «(NYSE:سيتي)» المصرفية، إنهم يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، سيحافظ على أسعار الفائدة لبقية العام بالنظر إلى الحالة القوية نسبياً للاقتصاد الأمريكي.
وأوضح كاثرين مان، كبير الاقتصاديين العالميين في «سيتي»، أن البيانات الاقتصادية لا تزال مرنة؛ حيث يظهر الإنتاج الصناعى علامات الاستقرار، ومبيعات التجزئة تشير إلى أن المستهلك الأمريكي لا يزال يتمتع بإنفاق جيد.
وقال إيفان براون، المدير التنفيذي، رئيس استراتيجية الأصول المتعددة فى شركة «(NYSE:يو بي إس)» لإدارة الأصول، إن الأسهم عند أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهذا يجعلنا عُرضة للصدمات الفترة المقبلة.