Investing.com - تتهيأ أسواق عقود الخيارات إلى تذبذب أعنف، على الرغم من إنهاء المؤشرات الأمريكية أفضل شهورها منذ عقود، بما يعكس الشكوك حيال عودة الأمور لطبيعتها في سوق الأسهم.
منذ نهاية شهر مارس، ويتابع سوق الأسهم صعوده بقوة، مع انخفاض مؤشر الخوف، فيكس VIX، إلى 37.9 بعد وصوله لـ 80 في منتصف شهر مارس. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12.7%، خلال شهر أبريل، في أعلى ارتفاع مئوي له منذ 1987، وصعد 27% من سعر إغلاق 23 مارس.
وفي علامة إيجابية أخرى، على مؤشر إس آند بي 500 هناك علامات على التقلب، وتلك العلامات تعطي الأسواق لمحة عن التوقعات في المستقبل، ولم تعد هناك إشارات سلبية، مما يعني أن مخاوف انعكاس مسار الأسهم على المدى القريب موضوعة جانبًا في الوقت الحالي.
ويفصل مؤشر إس آند بي 500 ما نسبته 16% عن أعلى رقم قياسي له، فيما يراهن المستثمرون على أن تقلبات السوق ربما تعود في الأشهر المقبلة، مع استمرار ظهور تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية. ويسير هؤلاء عكس باقي السوق، الذي يؤمن بأن الثيران عادة لوول ستريت منذ نهاية شهر مارس.
يقول بنجامين بولر، رئيس الأسواق والمشتقات في بنك أوف أمريكا: "هناك تسعير بمزيد من الخطورة المنهجية، والتي تتسق مع المخاوف حيال الركود الاقتصادي."
وعلى مؤشر فيكس، نرى انعكاس جزئي إلى التقلب المتوقع في المستقبل، والذي ما زال مرتفعًا. يقف فيكس الآن عند نصف المستويات المسجلة في نهاية شهر فبراير.
وعلى المدى المتوسط والطويل، ارتفعت عقود فيكس الآجلة خلال الشهر الماضي، بما يدل على أن المستثمرين يتوقعون بقاء تقلبات السوق رغم رالي أبريل العنيف.
يقول المستثمرون: يتسق التقلب على المدى الطويل مع طبيعة الأزمة العالمية التي تهدد الأسواق، عندما تتعرض الأسواق لموجات بيعية على مدار شهور عدة.
يقول مات تومسون، الشريك المؤسس في شركة عقود الخيارات تومسون كابيتال مانجيمنت: "بالنسبة لنا، لا تبدو تلك البيئة كبيئة دافعة للإقبال على المخاطرة."
وما سيدفع مثل هذه التقلبات المستقبلية يمكن اختصاره في:
- عودة حالات الإصابة بفيروس كورونا للارتفاع ما إن عاد الاقتصاد للعمل.
- علامات على أن الاقتصاد الأمريكي تلقى ضربة أسوأ من المتوقع بسبب إغلاق أنشطة الأعمال عبر البلاد
- والمخاطرة السياسية ذات الصلة بعام الانتخابات الأمريكية.
ويستمر المستثمرون في جمع خيارات البيع (Put Option) لحمايتهم من مخاطر الهبوط، رغم تجمعات السوق الصاعدة. وعلى مدار الأسابيع الماضية، كان هناك زيادة في الطلب على مثل تلك العقود، مما رفع المراكز على صندوق المؤشرات المتداولة اس بي دي آر S&P 500 (NYSE:SPY)، وهو صندوق مؤشرات متداولة شهير يتتبع أداء إس آند بي 500.
تتصرف أسواق التقلب كما تصرفت في الصدمات الاقتصادية الماضية: 2007-2009، الدين اليوناني 2011، وفق تومسون. لزم إس آند بي 500 حوالي 10 أشهر ليعود إلى ارتفاعات 2011 بعد أزمة الدين اليوناني، وأكثر من خمس سنوات ليعود لتسجيل أرقام قياسية بعد الأزمة المالية العالمية.
يقول جون شيري، رئيس عقود الخيارات في نورثرن ترَست كورب (NASDAQ:NTRS): "بالعودة إلى الأزمة المالية العالمية، كان مؤشر فيكس ما بين 20 إلى 30، وكان هذا الطبيعي بالنسبة للمؤشر." وربما يكون هذا العالم الذي نعيشه الآن.
نبذة عن عقود الخيارات:
التعريف: يمنح عقد الخيار الحق في بيع أو شراء أي أصل بسعر محدد في المستقبل، ولكنها غير إلزامية.
الأنواع: هناك نوعين هما Call Option وهي خيار الشراء، وPut Option وهو خيار البيع.
والمقصود في المقال هنا هو خيار البيع، والذي يمنح للمستثمر حق بيع الأصل مع توقعه لانخفاض قيمته قبل الوقت المحدد، وكلما كثر البيع كثر الربح.