Investing.com - العقود الآجلة لمؤشر داو جونز تسجل خسائر قوية لتفقد -116 نقطة، بينما يتراجع إس آند بي 500 بنقطة واحدة، وعقود ناسداك تحافظ على تقدمها، لذا عليك الاحتراس من شهر سبتمبر في حد ذاته.
ونقول هذا لأنه، ووفق كاتب مقالات الرأي في ماركيت ووتش، مارك هيلبرت، شهر سبتمبر هو أسوأ شهور العام للأسهم. يعود هيلبرت بالتاريخ لعام تدشين مؤشر الداو جونز، في أواخر 1800، هبط الداو جونز بمتوسط 1% خلال شهر سبتمبر. ولكن متوسط مكاسب مؤشر داو جونز الصناعي خلال الشهور الأخرى كان تراوح عند 0.7%.
بيد أن هناك دواعي للنظر في هذا بعين ناقدة:
هناك نظرية متداولة في الأسواق تقول إن شهر سبتمبر هو الأسوأ لسوق الأسهم، ولكن لا يوجد سبب.
ولكن على أي حال، بالمتوسط سوق الأسهم خلال عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يفقد قوته.
وبدون أي شرح منطقي لسجل الأداء السيء في سبتمبر، ويقول هيلبرت إنه على مدار سنوات لم يستطع التوصل لأي تفسير منطقي للانخفاض.
هناك فكرة رائجة تفيد بأن التراجع خلال شهر سبتمبر يتولد من خسائر سجلتها الصناديق الاستثمارية المشتركة بسبب الضرائب، خاصة منذ 1990، بسبب قانون الضرائب الجديد الذي فرض حينها. ولكن لو كان هذا مقبولًا، يجادل هيلبرت، نتوقع أن السجل منذ 1990 سيكون أسوأ مقارنة بما سبق.
ولكن الحالة ليست هكذا. فالداو جونز يعاني من خسائر من قبل 1990، وكانت أسوأ بأربع مرات قبل هذا العام، عمّا كانت بعده.
توجد تفسيرات أخرى، ولكنها لا تحتمل حتى النقاش وفق هيلبرت. ويفضل إحداها، وهي التي تفيد: يعاني سوق الأسهم من خسائر في سبتمبر بسبب بيع المستثمرين بعد العودة من عطلاتهم الصيفية. ولكن هذا التفسير يمكن قلبه رأسًا على عقب، فلماذا لا يرتفع السوق مع عودة الطلب الشرائي بقوة؟
وربما يكون هذا الحال في 2020، وفق هيلبرت الذي يرى بأن إعلان الفيدرالي يوم الخميس الماضي بمزيد من التيسيرات النقدية لفترات أطول بكثير مما توقعت الأسواق سيحفز الأسهم والمستثمرين الذين يعشقون بيئة النقد الميّسر.
ويقول لورانس تينت إن محاولة إيجاد تفسير لسجل الأداء هذا مضيعة للوقت. وتينت هو المدير التنفيذي السابق لـ بي جي آي، وهي الشركة المبتكرة لـ iShares التي تمتلكها بلاك روك الآن.
يذكر في مقابلة: "إذا لم يكتشف أحدهم الشيء الغامض عن الجميع، عندما سنصل للسبب وراء وجود هذا النموذج، سيكون الأوان قد فات لاستخدامه في خلق أرباح." ويعلل هذا بأن: "سيبيع المستثمرون الأذكياء في أغسطس، وسيحاول من في الجهة الأخرى هزيمتهم، وعندها سيختفي النموذج التاريخي."
الانتخابات في سبتمبر المقبل
يصعد سوق الأسهم خلال شهر الانتخابات الأمريكية. ومنذ 1896 يصعد داو جونز خلال أعوام الانتخابات الرئاسية
وبالتالي لا يوجد أي أسباب للخوف من الإحصائيات السابقة. في وجهة نظر هيلبرت تستمر الأسهم الأمريكية في الارتفاع هذا الشهر.
أنهت الأسهم الشهر الخامس من الارتفاع يوم أمس، وبالتالي يظل شبح التصحيح في أركان السوق، خاصة في عام مثل 2020، مع وقوع الأسواق في مخالب الدببة، ثم إفلاتها من الدببة ومن الواقع الاقتصادي، وتعيش الثيران الآن في عالم وردي من الارتفاعات القياسية المسجلة يوميًا، والأسهم المجزئة المستمرة بالصعود بنسب هائلة (لننظر لأداء تسلا المبهر يوم أمس). والآن يفصلنا شهران عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأكثر إثارة في تاريخ الولايات المتحدة.
الأسهم الأمريكية وشهر الانتخابات
حققت الأسهم الأمريكية أفضل أداء شهري لها منذ 1986. ويقول الاستراتيجي، جوليان إمانويل، من بي تي جي آي، إن الأداء المبهر لإس آند بي 500 ربما يخبرنا بمن سيفوز بالانتخابات هذا العام.
يقول إمانويل في مذكرة للعملاء: "باللمحة الأولى، يلعب ما حدث في أغسطس لصالح إعادة انتخاب دونالد ترامب، في 3 شهور قبل الانتخابات الرئاسية، يتحول إس آند بي للإيجابية، ليدل هذا على احتمالية فوز الحزب الحاكم بنسبة 85.7%."
ويستطرد: "بيد أنه في 1928 عندما ارتفعت الأسهم بنسبة 5% أو أكثر في شهر أغسطس، وتفوق العائد ما بين يونيو وأغسطس بـ 25%، وعادة ما يعاني السوق خلال شهري سبتمبر وأكتوبر. ولكن عندما ينخفض إس آند بي 500 تزيد احتمالية خسارة الحزب الحاكم، حدث هذا 6 مرات."
ويضيف إمانويل بأننا لا نعرف على وجه التحديد ما إذا كنا في بداية أو منتصف أو نهاية الحركة الهائلة لمؤشر ناسداك.
ولم يرى السوق ارتفاعًا لمؤشري ناسداك وفيكس لهذه الدرجة منذ يناير 2018، قبل الحركة المعروفة بـ " ‘Volmageddon" والتي ارتفع فيها مؤشر الخوف لأعلى مستوى في 20 عام.