من دنيس دومو وخالد عبد العزيز
جوبا/الخرطوم (رويترز) - قالت حكومة تقاسم السلطة في السودان وجماعة متمردة رئيسية تنشط في المناطق الحدودية جنوب البلاد إن الجانبين اتفقا على عقد محادثات سلام جديدة تستضيفها دولة جنوب السودان.
وجاء ذلك بعد أيام من توقيع الخرطوم اتفاق سلام مع جماعات أخرى.
واتفقت الحكومة على الخطوة الأحدث مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال التي يقودها عبد العزيز الحلو وهي إحدى الجماعات التي لم تشارك في توقيع اتفاق يوم الاثنين الهادف لإنهاء صراعات تأججت أثناء حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
وقال مكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على موقعه الإلكتروني إن الحركة اتفقت مع حكومة الخرطوم على "ضرورة" التوصل لحل سياسي شامل في السودان "يخاطب جذور الأزمات".
وأضاف أن الجانبين وافقا على تنظيم "ورش تفاوض غير رسمية" لمناقشة الملفات المختلفة لكن لم يتم تحديد إطار زمني أو تفاصيل.
وأكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة الحلو، وهي من أكبر القوى المتمردة التي تسيطر على مناطق على الحدود الجنوبية، التوصل لهذا التفاهم.
وقال أمان أموم كبير مفاوضي الحركة لرويترز "نعم هذا صحيح. عقد الاجتماع في أديس أبابا بيننا وبين رئيس الوزراء حمدوك... سنواصل التفاوض بموجب وساطة من جوبا. لم يتم الاتفاق حتى الآن على تاريخ محدد للمحادثات".
وبعث أموم إلى رويترز صورة يظهر فيها حمدوك والحلو وهما يوقعان على وثيقة باللغة الانجليزية في إثيوبيا يوم الخميس تعهد فيها الطرفان بتحقيق الديمقراطية و"الفصل بين الدين والدولة" وهو ابتعاد كبير عن نظام البشير الإسلامي.
ولم يصدر تعليق بعد من جنوب السودان الذي استضاف المحادثات التي أفضت للاتفاق الموقع يوم الاثنين.
وكانت جماعة الحلو قد انضمت في البداية لمحادثات جوبا لكنها علقت مشاركتها بعد ذلك.
وتنشط الحركة في منطقة تقطنها أقلية مسيحية وأتباع معتقدات أفريقية يشكون منذ فترة طويلة من التفرقة في المعاملة في عهد البشير الذي أطيح به العام الماضي ويسعون لأن تكون الدولة ذات الأغلبية المسلمة علمانية ديمقراطية.
وذكر البيان المشترك الذي نشره مكتب حمدوك أن الجانبين اتفقا على تحقيق المساواة لكل السودانيين.
ويعاني السودان من الصراعات منذ عقود. وبعد استقلال جنوب السودان الغني بالنفط في 2011، أدت أزمة اقتصادية لإشعال فتيل احتجاجات أفضت في النهاية للإطاحة بالبشير.
ووقعت ثلاثة فصائل رئيسية اتفاق يوم الاثنين من بينها فصيلان من دارفور، حيث قُتل ما يُقدر بأكثر من 300 ألف وشُرد نحو 2.5 مليون منذ 2003.
ويقول الزعماء المدنيون والقادة العسكريون الذين يتقاسمون السلطة منذ الإطاحة بالبشير إن إنهاء الصراعات الداخلية يمثل أولوية قصوى للمساعدة في إحلال السلام والديمقراطية.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)