بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية جلسة اليوم الجمعة بقوة، حيث ساعدت بعض تقارير الأرباح القوية المستثمرين على التسامح مع الارتفاع المزعج في اعداد حالات كورونا، والتطلع إلى الوقت الذي ستكون فيه اللقاحات متاحة على نطاق واسع للسيطرة على الوباء.
فعند الساعة 9:40 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:40 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر {{169|داو جونز}} بـ 218 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.8٪، ليشير إلى 29,298 نقطة. كما تقدم مؤشر {{166|إس إن بي 500}} بنسبة 0.8٪ أيضاً، ورافقه مؤشر {{8874|نازداك 100}} بارتفاع بنسبة 0.9٪.
وشكل التحرّك الواسع إلى الأعلى تناقض صارخ مع النمط السائد في معظم هذا الأسبوع، والذي بدأ باستفادة الأسماء الدورية وأسماء الاقتصاد "القديم" على حساب أسهم التكنولوجيا والنمو يوم الاثنين، في رد فعل مثير على إعلان فايزر (NYSE:PFE) أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.
ولكن حل الشك محل التفاؤل الذي أثارته هذه الأخبار، بعد أن أدرك المستثمرون أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يلبي اللقاح جميع المتطلبات الضرورية ليتم استخدامه على نطاق واسع. ومن بين ذلك، هنالك متطلبات تنظيمية، وأخرى لوجستية تتعلق بإنتاج وتوزيع مئات الملايين، أو حتى بلايين من الجرعات. هذا بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالتخزين الذي يجب أن يكون عند درجة منخفضة للغاية تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في أكبر المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى العالم. وفي ظل هذا التغيير في موقف المستثمرين، تغيرت ديناميكية التناوب في الأسواق.
وعلى صعيد احصائيات الوباء، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 153 ألف حالة جديدة يوم أمس الخميس، وهو رقم قياسي جديد، بينما ارتفع متوسط معدل الوفيات لمدة سبعة أيام إلى أكثر من 1,000 حالة يومياً، للمرة الأولى منذ أغسطس.
ورغم هذه الأرقام، يرى المحللون الاستراتيجيون في بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) الاستثماري العملاق بأن العام المقبل لا يزال يبدو مشرقاً بالنسبة للأسهم، حيث سيتسبب تراجع تأثير وباء كورونا في انتعاش أرباح الشركات.
وفي تقرير أعده فريق من محللي البنك، بقيادة بيتر أوبنهايمر، قال المحللون: "نتوقع أن نشهد استمرار التناوب على القيادة في أسواق الأسهم، بدعم من نمو أقوى، ومنحنيات عوائد أكثر حدة، وأسعار سلع أعلى".
وبينما حاول المحللون عدم اتخاذ موقف هبوطي للغاية من أسهم قطاع التكنولوجيا وأسهم النمو، فلقد أشاروا إلى أن "فروق التقييم القياسية، وانعكاس الاتجاه في النمو وعائدات السندات، هي أمور تشير إلى فترة من التفوق في أداء الأسهم الدورية وأسهم القيمة".
ومن بين الشركات التي بدأت بالتحرك بشكل مثير فور افتتاح الجلسة، قفز سهم سيسكو (NASDAQ:CSCO) بنسبة 7.0٪، بعد أن أصدرت نتائجها المالية للربع الأول من السنة المالية، والتي جاءت أفضل من التوقعات، لتنهي الشركة سلسلة من أربعة فصول متتالية من انخفاض الإيرادات.
كما تقدمت أسهم ديزني (NYSE:DIS)، بنسبة 2.3٪بعد صدور بياناتها الفصلية كذلك، والتي أظهرت أن شركة الترفيه العملاقة قد تفوقت على التوقعات في الربع الأخير، بفضل الأداء الأقوى من المتوقع من قبل كل من شبكة ABC التابعة لها، والأهم من ذلك، خدمة البث المباشر عبر الانترنت (ديزني بلس). وكان السهم قد سجل أعلى مستوى له في فترة الوباء، بعد إعلان شركة فايزر عن نتائج تجارب لقاحها يوم الاثنين.
ورغم التحسن، إلا ان الشركة قد سجلت خسارتها الفصلية الثانية على التوالي، متأثرة كما هو متوقع بالمبيعات الضعيفة للغاية لشباك التذاكر وسط استمرار انتشار الوباء، والقيود المفروضة على السعة المسموحة في حدائقها الترفيهية، وإلغاء الرحلات البحرية. كما أعلنت الشركة أن عدد مشتركي خدمة ديزني بلس قد ارتفع بمقدار 13.7 مليون مشترك إضافية بين أغسطس و3 أكتوبر.
وبدورها، أعلنت شركة المراهنات الرياضية درافتكنغز (NASDAQ:DKNG)، عن تقارير ارباح الربع الثالث قبل جرس الافتتاح، والتي أظهرت أنه عدد المستخدمين النشطين بشكل شهري قد وصل إلى حاجز المليون مستخدم لأول مرة في تاريخ الشركة. ودفع ذلك السهم إلى الأعلى بنسبة 7.0٪. وكانت أسهم الشركة قد حققت مكاسب مذهلة بلغت 300٪ تقريباً منذ بداية العام.
وعلى جبهة البيانات، لم يكن هنالك رد فعل حاد على البيانات التي صدرت في وقت سابق والتي أظهرت أن مؤشر {{ecl-238||أسعار المنتجين}} قد ارتفع بنسبة أكبر من المتوقع في أكتوبر، مع تحقيق الجزء الأكبر من هذا الارتفاع من التغيير في أسعار المواد الغذائية. وارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3٪ خلال الشهر المذكور، بينما لم يرتفع مؤشر أسعار المنتجين {{ecl-62||الأساسي}}، والذي يستثني بنود الغذاء والطاقة المعروفة بتقلبها، إلا بنسبة 0.1٪ فقط.