بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم الجمعة باللون الأحمر، مع استمرار المشرعين في المراوغة بشأن حزمة المساعدات والتحفيز التي طال انتظارها، بينما تؤكد البيانات مدى الضعف الذي لحق باقتصاد البلاد بسبب الوباء.
فعند الساعة 7:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:05 ظهراً بتوقيت جرينيتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 223 نقطة أو ما يعادل 0.7٪. أما العقود الآجلة لمؤشر (إس إن بي 500)، فلقد تراجعت بـ 30 نقطة، وهو ما نسبته 0.8٪، وبنفس النسبة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر نازداك، بعد تراجعها بـ 95 نقطة.
وبذلك، أصبحت المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاث في طريقها لنهاء الأسبوع بخسارة. وإذا تحقق ذلك، فإنه سيكون الاسبوع الأول في أخر ثلاثة لـ داو و إس إن بي، والأول في أربعة لـ نازداك.
وكانت الاكتتابات العامة التي جرت هذا الأسبوع قد سجلت نجاحاً ساحقاً، رغم أنه من المؤكد أن أي شخص يبلغ من العمر ما يكفي لتذكر فقاعة الدوت كوم الشهيرة في عام 1999، لم يعد بإمكانه التغاضي عن أوجه التشابه مع ما نعيشه الآن. فعلى سبيل المثال، شركة (ير بي إن بي)، التي لم تحقق أرباحاً أبداً، وتبلغ مبيعاتها السنوية أقل من 4 مليارات دولار، والتي كانت قيمتها 30 مليار دولار فقط قبل الوباء الذي ربما يكون قد غير مستقبل السفر إلى الأبد، أصبحت قيمتها أكثر من 100 مليار دولار بنهاية أول يوم تداول لسهمها في بورصة نيويورك!
أما دورداش، الشركة الناشئة الأخرى، التي ما زالت تعاني من الخسائر في قطاع ما زال عاجزاً عن إظهار ربح ذو مغزى في أي مكان حتى الآن، فلقد تمسكت بمعظم المكاسب الصاروخية التي حققها سهمها في أول جلسة تداول، والتي وصلت إلى 86٪. وكانت الشركة قد أنهت اكتتاباً عاماً آخر تميز بالتنافس المحموم على الأسهم بأي ثمن، خصوصاً من طرف صغار المستثمرين.
لقد جعلت هذه الأرقام العملاقة من مضاعفة شركة (بوب مارت) الصينية لقيمتها إلى أكثر من 14 بليون دولار في أول ظهور لها في سوق الأسهم اليوم الجمعة، أمراً هامشياً. فعلى الأقل، يمكننا إيجاد مبرر لارتفاع سهم شركة صناعة الألعاب بهذه الطريقة المذهلة، في كونها قد حققت الأرباح بالفعل قبل الاكتتاب العام.
وعلى قمة الأسهم التي يُتوقع أن تجذب اهتمام المستثمرين في جلسة اليوم، بالإضافة إلى الوافدان الجديدان دورداش و(أير بي إن بي)، هنالك ديزني، التي تكلم رئيسها التنفيذي عن توقعات قوية لنمو المشتركين في قناة البث الخاصة بها (ديزني+) خلال السنوات القليلة المقبلة، وفيراري، التي استقال رئيسها التنفيذي بشكل غير متوقع خلال الليلة الفائتة، متذرعاً بأسباب شخصية.
أما الأجندة الاقتصادية، فتتضمن مؤشر أسعار المنتجين لشهر نوفمبر، والمقرر صدوره عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الشرقي، ومسح جامعة ميشيغان لثقة المستهلك، والذي سيصدر عند الساعة 10:00 صباحاً.
وعلى جبهة التحفيز، تتراجع الآمال بشأن الحزمة التي طال انتظارها بعد أن تمسك الجمهوريون في مجلس الشيوخ بموقفهم بشأن مسألة حماية الشركات والمدارس والكيانات الأخرى من المسؤولية القانونية في حال إصابة موظفيهم بفايروس كورونا.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة قد ذكرت أن مستشاري زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل "لا يرون طريقاً ممكناً للمضي قدماً" في حزمة الـ 908 مليار دولار، والتي صاغتها مجموعة من المشرعين من الحزبين، بسبب فشلها في معالجة هذه القضية.
وبالإضافة إلى ذلك، تسبب المشهد المألوف على المسرح السياسي الأمريكي، والخاص بتمديد تمويل الحكومة، في المزيد من إعاقة الجهود. وسينتهي العمل بقانون تمويل الحكومة الفيدرالية يوم غد السبت، بينما تم تأجيل التصويت على مشروع قانون الإنفاق المؤقت المصمم لتغطية أعمال الأسبوع المقبل، والذي كان مقرراً يوم أمس الخميس.
ويبدو أن البيانات التي صدرت يوم أمس الخميس، واظهرت ارتفاعاً حاداً في مطالبات البطالة الأولية، وصل بها إلى أعلى مستوى لها في 3 أشهر، وترك 853 ألف امريكي يبحثون عن المعونات خلال الأسبوع الماضي لوحده، لم يتمكن من إجبار السياسيين على التركيز على حل موضوع حزمة التحفيز. وأكدت أرقام المعونات ما كان تقرير الوظائف قد اقترحه الأسبوع الماضي، عندما تبين أن سوق العمل قد أضاف 245 ألف وظيفة فقط في نوفمبر، في تباطؤ حاد ومقلق من 610 آلاف في أكتوبر.
وعلى الجانب الايجابي، اقتربت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA من منح الموافقة المطلوبة للقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لجهود مشتركة بين فايزر الأمريكية وبيو إن تيك الألمانية، وذلك بعد أن صوتت لجنة استشارية بواقع 17 صوتاً مقابل 4 لصالح إعطاء الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح. وبعد هذا التصويت، أصبح من المتوقع أن تمنح إدارة الغذاء والدواء موافقتها للقاح في غضون أيام، بل إن ذلك قد يتم اليوم. ويتُوقع أن يبدأ التطعيم في البلاد بعد الموافقة فوراً.
ويأتي ذلك في وقت تعاني منه البلاد بشكل كبير من تفشي الوباء، حيث تخطى عدد حالات الوفاة المرتبطة بفايروس كورونا في البلاد حاجز الـ 3 آلاف لأول مرة يوم الأربعاء، ولثاني مرة يوم أمس الخميس، بينما استمرت أعداد الاصابات في تسجيل الأرقام القياسية اليومية، والزحف نحو علامة الربع مليون إصابة.
وكان بريطانيا قد بدأت بالفعل بتطعيم مواطنيها في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بينما منحت وزارة الصحة الكندية موافقتها للقاح يوم الأربعاء وستستلم الشحنة الأولى منه خلال الأسبوع القادم.
وفي أسواق النفط، أخذت الأسعار استراحة بعد المكاسب الحادة التي تحققت يوم أمس، والتي كانت مدعومة باستمرار الحماس بأن يتسبب طرح اللقاحات في انتعاش كبير في الطلب على الوقود العام المقبل.
فعند كتابة هذا المقال، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3٪ لتتداول عند 46.66 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لخام برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 0.5٪ لتتداول عند 50.02 دولار للبرميل، بعد تداولها فوق حاجز الـ 50 دولار للمرة الأولى منذ شهر مارس. ورغم التراجع المحدود في جلسة اليوم، ما زالت عقود النفط في طريقها لتسجيل المكاسب للأسبوع السادس على التوالي.
وفي أسواق المعادن الثمينة، تراجعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.1٪ لتتداول حول مستوى 1,837 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد تراجع اليورو امام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول الزوج عند 1.2115.