بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية جلسة اليوم الاثنين بالتراجع، وإن كان ذلك بحدة أقل بكثير من تراجع المؤشرات الآجلة قبل الافتتاح، وذلك بعد أخبار عن اكتشاف نوع جديد من فايروس كورونا، وصف من قبل وزير بريطاني بأنه "خارج عن السيطرة". وأعادت هذه الأخبار المخاوف حول النمو الاقتصادي العالمي إلى الواجهة، بعد أن كانت أسواق قد تجاهلتها تماماً في ظل أخبار اللقاحات في الأسابيع الأخيرة.
فلقد تعرضت معنويات الأسواق لهزة كبرى بسبب الأخبار القادمة من بريطانيا عن سلالة جديدة من الفايروس. ويُقال إن السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70٪ من السلالة الأصلية للفايروس، مما أثار أيضاً المخاوف من أن يكون انتشارها أوسع. ووصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك السلالة بأنها "خارجة عن السيطرة"، وتسببت هذه الأخبار بفرض البلاد للمزيد من القيود.
وبعد هذه الأخبار، أغلقت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وأيرلندا وبلجيكا وتركيا حدودها أمام المسافرين، وفي بعض الحالات حتى الشحن القادم من بريطانيا. كما حظرت دول أخرى من خارج القارة الأوروبية، مثل كندا والأرجنتين وتشيلي والهند الرحلات الجوية القادمة منها. كما تناقلت وكالات الأنباء أن دولاً أخرى تدرس فرض حظر على الطيران القادم من البلاد.
ومن المقرر أن يرأس رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون اجتماع الاستجابة الطارئة في وقت لاحق من اليوم، لمناقشة السفر الدولي، مع كون الشحن من وإلى البلاد أحد أهم الأمور التي تُسبب القلق. يأتي اجتماع اليوم بعد أن تراجعت الحكومة البريطانية خلال عطلة نهاية الأسبوع عن خططها لتخفيف القيود على النشاطات الاجتماعية خلال فترة عيد الميلاد المجيد، وفرضت نظاماً جديداً أكثر صرامة في جنوب شرق إنجلترا، حيث تتركز السلالة الجديدة من الفايروس. وتضم هذه المنطقة العاصمة لندن.
ولا توجد معلومات حتى الآن حول مدى فعالية اللقاحات التي تمت الموافقة عليها بالفعل، أو التي ما زالت قيد التطوير، تجاه هذه السلاسة الجديدة.
وكانت الأسواق تبيع أيضاً "حقيقة" حزمة التحفيز المالية التي وافق عليها الكونجرس خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد شراء كثيف "للشائعات" خلال الأشهر الأخيرة التي أمضاها السياسيون في واشنطن في التفاوض. ووافق الكونجرس على حزمة بقيمة 900 مليار دولار من شأنها أن تساعد في تجنب آثار الموجة الأخيرة من الوباء، والتي شهدت زيادة في تسريح العمال وتباطؤ حاد في النشاط الاقتصادي، خلال الأسابيع الأخيرة.
وبالعودة إلى الأسواق، وعند الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:35 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر داو جونز بـ 193 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.6٪، ليشير إلى 29,986 نقطة. وبالنظر إلى تراجع العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بأكثر من 600 نقطة قبل الافتتاح، فإن هذا التراجع الذي أظهره المؤشر النقدي يعتبر نوعاً من التعافي.
كما تراجع مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.9٪ أيضاً، ورافقه مؤشر نازداك بتراجع بنسبة 0.6٪.
وكانت أسهم البنوك من بين الأسهم الأفضل أداءً، بعد أن قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه سيسمح للبنوك باستئناف عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح اعتباراً من بداية العام الجديد. وارتفع سهم جاي بي مورغن (NYSE:JPM) بنسبة 3.4٪ بعد هذه الأخبار، وهو الذي كان قد أعلن يوم الجمعة إنه يعتزم بدء عملية إعادة شراء بقيمة 30 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2021.
كما تقدمت أسهم البنوك الأخرى مورغن ستانلي (NYSE:MS) بنسبة 4.9٪ ليسجل أعلى سعر له في 52 أسبوعاً، وارتفع كل من بانك او أميريكا (NYSE:BAC) وستي (NYSE:C) بأكثر من 3٪.
يتميز اليوم أيضاً بأنه اليوم الذي سيتم تداول سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) فيه كجزء من مؤشر (إس آند بي 500) للمرة الأولى بعد أن دخل إدراجها في المؤشر حيز التنفيذ في نهاية جلسة الجمعة.
وفي الساعة الأولى من التداولات، سقط السهم بنسبة 6.2٪، فيما يبدو أنه جني أرباح بعد أن اكتملت عملية انضمام السهم للمؤشر. وكان السهم قد حقق مكاسب كبيرة خلال العام الحالي، جزئياً بسبب توقع مستثمري التجزئة أن صناديق الاستثمار الكبرى التي تتبع مؤشر (س إن بي) ستضطر لشراء السهم بشكل كبير بعد انضمامه للمؤشر الأمريكي الذي تتبعه صناديق استثمارية تدير أكثر من 11 تريليون دولار.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أثار المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إيلون مسك الدهشة من خلال النشر عن بيتكوين على حسابه على تويتر، والمشاركة في حوار مع أحد المتحمسين للعملة الرقمية، وهو مايكل سايلر، مؤسس خدمة مايكروستراتيجي، حول إمكانية تحويل مبالغ كبيرة من النقد في ميزانية تسلا العمومية إلى عملة بيتكوين. وجاءت الفكرة من سايلر ولكن مسك، وبكل وضوح، لم يعارضها. وأثارت هذه التطورات التكهنات بين عشاق العملات الرقمية، بأن إيلون مسك، الشخصية المحبوبة والمؤثرة، يرغب في الاستثمار في بيتكوين.