بقلم ياسين إبراهيم
Investing.com – قفزت المؤشرات الأمريكية الرئيسية بقوة في النصف الثاني من جلسة اليوم الخميس، بدعم من أسهم عمالقة التكنولوجيا، أو الـ (بيغ تيك)، وذلك على خلفية الأرباح الفصلية التي تفوقت على الوقعات، والتوقعات بأن الاقتصاد سوف ينتعش بقوة في الأشهر القادمة.
وعند كتابة هذا التقرير، حلق مؤشر داو جونز بمكاسب وصلت إلى 589 نقطة، أو ما يعادل 1.94٪. أما مؤشر إس إن بي فلقد قفز بنسبة 2.09 ٪، بينما بلغت مكاسب مؤشر نازداك 1.75٪.
وكانت عدة شركات تكنولوجيا كبرى، قد أعلنت عن نتائج فصلية أفضل من المتوقع، بما في ذلك آبل وفيسبوك، مما أدى إلى رفع ثقة المستثمرين بأسهم النمو بشكل عام.
وتراجع سهم آبل (NASDAQ:AAPL) بنسبة 1٪ على الرغم من تحقيق ربع قياسي من الإيرادات والأرباح التي تجاوزت توقعات وول ستريت، وذلك بفضل انتعاش الطلب على جهاز آيفون، حيث تدفق المستهلكون على الطرز الأحدث من هواتف عملاق التكنولوجيا، والتي تم إطلاقها في أواخر العام الماضي، وتدعم الجيل الخامس من الأنترنت.
وفي تقرير لـ ويدبوش، كتب المحلل دان إيفانز قائلاً: "نعتقد أن آبل الآن قد ثبتت نفسها على الطريق الصحيح للوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 3 تريليونات دولار خلال عام، مع إصدار جهاز آيفون الذي سيبدأ دورة منتج فائقة، بالإضافة إلى أعمال الخدمات الضخمة التي تبلغ قيمتها 1 تريليون دولار، وهذا ما سيحفز السهم خلال الفصول القادمة".
كما تفوقت نتائج فيسبوك (NASDAQ:FB) أيضاً على تقديرات المحللين في كل من الإيرادات والأرباح، على الرغم من أن التوقعات الإرشادية المتشائمة بشأن الإعلانات المستهدفة خلال العام الحالي، وهو ما حد من مكاسب سهم عملاق وسائل التواصل الاجتماعي.
أما تسلا (NASDAQ:TSLA) فتضاربت نتائجها، حيث سجلت إيرادات فاقت التوقعات، إلا أن الأرباح كانت أقل من المنتظر، وذلك لأن الشركة قللت من هامش الربح في كل سيارة تقوم ببيعها، بهدف جعل سياراتها الكهربائية ميسورة التكلفة. وفي تقرير لبنك كريدي سويس (SIX:CSGN) قال المحللون إنه على الرغم من التراجع بنسبة 2٪، إلا أن حاملي السهم على المدى الطويل سيستمرون في دعمه.
وأضاف المحللون: "نظراً للارتفاع الأخير في السهم المذكور، والأرباح التي لم تصل لما هو منتظر منها، وعدم وجود توقعات إرشادية محددة لعام 2021، وقيود العرض المحتملة، فإننا نرى أنه من الممكن أن يأخذ السهم قسطاً من الراحة. ولكن، بالنسبة للمؤمنين بالشركة على المدى الطويل، من المحتمل ألا يتسبب ذلك في تغيير تفكيرهم". ورفع كريدي سويس السعر المستهدف لسهم تسلا من 700 دولار إلى 725 دولار.
كما لعبت الأسهم الدورية (أي التي يرتبط أداءها بالدورة الاقتصادية) دوراً مهماً في الرهانات على احتمال انتعاش الاقتصاد في الأشهر المقبلة بعد أكبر انكماش سنوي في الناتج المحلي الاجمالي منذ عام 1946.
وكانت البيانات التي صدرت اليوم قد أظهرت أن الناتج المحلي الإجمالي قد نما بمعدل سنوي قدره 4.0٪ في الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر، وفقاً للقراءة الأولى لمكتب الإحصاء. وكالعادة، ستتم مراجعة القراءة خلال الأسابيع المقبلة. وهذا الرقم أقل بكثير من رقم الربع السابق والبالغ 33٪، عندما أعيد فتح الاقتصاد على نطاق واسع بعد الموجة الأولى من العدوى وإجراءات إغلاقها.
وجاء هذا الرقم متوافقاً تماماً مع توقعات المحللين، لكنه لم يمنع أن ينكمش الناتج الإجمالي لكامل عام 2020 بنسبة 3.5٪، بسبب التراجع بأكبر نسبة في التاريخ خلال الربع الثاني، عندما بدأ الوباء في الانتشار.
وأظهرت بيانات منفصلة صدرت في ذات التوقيت أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة قد تراجع بأكثر من المتوقع، ليثير هذا التراجع بعض الأمل المطلوب للغاية وسط استمرار وباء كورونا في تعطيل الأعمال في البلاد.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مطالبات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد انخفض إلى 847 ألف شخص، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي كانت تترقب تراجع المطالبات إلى 875 ألفاً، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 914 ألفاً، والذي تم تعديله في تقرير اليوم، من القراءة الأولية البالغة 900 ألاف مطالبة.
كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم احتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد سقطت إلى 4.771 مليون مطالبة، من رقم الأسبوع الماضي الذي تم تعديله ليصبح 4.974 مليون. وكانت التوقعات تترقب ثبات هذا الرقم عند القراءة الأولية التي تم إعلانها الأسبوع الماضي، والتي بلغت 5.054 مليون.
ومع ذلك، يواصل الاقتصاديون المراهنة على أن أسوأ وباء في قرن من الزمان سيكون قد أصبح خلفنا بعد انتهاء الربع الأول من العام الحالي.
ففي تقرير لـ جيفريز (NYSE:JEF) كتب المحللون: "فيما يتعلق بتوقعات الناتج المحلي الإجمالي، سيتم كبح نمو الربع الأول بسبب ضعف نوفمبر / ديسمبر الذي خلق زخماً سلبياً للغاية في مطلع العام. ولكن، إذا انتعش النشاط الاقتصادي في فبراير كما نتوقع، فسيخلق زخماً قوياً جداً للربع الثاني".
وفي قصة الأسبوع بدون منافس، استمرت معركة وول ستريت ومستثمري التجزئة، والتي تسببت طوال هذا الأسبوع في تقلبات عنيفة بشكل لا يصدق على مجموعة الأسهم المفضلة لمستثمري التجزئة مثل غيمستوب (NYSE:GME)، ونوكيا (NYSE:NOK)، وبلاكبيري (NYSE:BB).
وكان سهم غيمستوب قد قفز إلى ما فوق حاجز الـ 500 دولار في تداولات ما قبل الافتتاح، لكن عندما تم افتتاح الجلسة، تكبدت خسائر فادحة، بعد قيام شركات السمسرة ووساطة الأسهم بتقييد التداول.
فلقد سقط السهم بنسبة 23٪ ليتداول عند 265 دولار، بعد أن كان قد سقط سقوطاً مدوياً في وقت سابق من الجلسة، ووصل إلى 112.25 دولار. أما سهم شركة AMC الترفيهية، فلقد فقذ نصف قيمته تقريباً، وتراجع بنسبة 48٪ ليتداول عند 10.08 دولار، بعد أن كان قد سقط بقوة أكبر من ذلك في وقت سابق من الجلسة، ووصل إلى 6.51 دولار.
ونقلت شبكة CNBC المختصة، أن أحد مستخدمي شركة الوساطة عبر الأنترنت (روبن هود) قد قام برفع دعوى قضائية جماعية اليوم الخميس، متهماً منصة التداول بخرق العقد المبرم بينها وبين المستخدمين لأنها بحسب قوله فشلت في الافصاح أنها ستقوم "بسحب أحد الأسهم الرابحة بشكل عشوائي من منصتها".