الفيدرالي يزعزع الأسواق، انقطاعات الإنترنت وبيانات البطالة - ما الذي يحرك الأسواق
بقلم: بيتر نورس
Investing.com - يهز الاحتياطي الفيدرالي الأسواق بشكل قوي مع هبوط الأسهم والنفط، وانقطاع الإنترنت يتسبب في مزيد من الاضطراب بينما ستتم مراقبة بيانات البطالة الأمريكية عن كثب. إليك ما يحرك الأسواق يوم الخميس 17 يونيو.
1. اتخاذ بنك الاحتياطي الفيدرالي نبرة متشددة
قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتعطيل السبات الصيفي الذي استقرت فيه الأسواق من خلال الإشارة يوم الأربعاء إلى أن رفع أسعار الفائدة مرتين قد يكون محتملاً بحلول نهاية عام 2023، أي قبل عام من المتوقع. كما اختتم البنك المركزي اجتماعه للسياسة الذي استمر يومين بالإبقاء على أسعار الفائدة ومشتريات السندات الشهرية دون تغيير كما كان متوقعًا على نطاق واسع، لكن التوقعات الجديدة شهدت 11 من 18 مسؤولًا بالبنك المركزي يشيرون إلى رفع أسعار الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس في عام 2023. ويمثل هذا تغييرًا مفاجئًا في التفكير مقارنةً بالاجتماع السابق حيث لم يكن أي من هؤلاء المسؤولون يبحث عن ارتفاعات خلال ذلك العام.
في الساعة 6:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10:30 بتوقيت جرينتش)، ارتفع الدولار إلى مستويات لم يشهدها منذ حوالي شهرين، مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.5٪ خلال اليوم إلى 91.642، في حين حقق مؤشر الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات عائدًا بنسبة 1.56٪، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له عند 1.59٪ والذي لم نشهده منذ أوائل مارس، من 1.482٪ يوم الأربعاء.
وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تحسن التوقعات الاقتصادية لهذا الموقف المتغير، حيث إنه من المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي الإجمالي إلى 7 ٪ هذا العام، مضيفًا أن جائحة كوفيد-19 التي استمرت 15 شهرًا لم تعد قيدًا كبيرًا على الاقتصاد الأمريكي. ومع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بشكل أسرع من المتوقع وتعافي الاقتصاد، كان السوق يتوقع أن يبدأ مسؤولو البنك المركزي في مناقشة ما إذا كان هناك حاجة إلى جدول زمني لكبح برنامج شراء السندات الضخم. ومع ذلك، فإن هذا الموقف المتشدد "يشير إلى أن مناقشة التيسير الكمي يمكن أن تبدأ في وقت أبكر قليلاً عما كان متوقعًا وتنتهي بسرعة أكبر"، كما قال المحللون لدى مؤسسة أي إن جي في مذكرة. موضحين أن هذا يعني هذا أن كل التركيز سيكون على مؤتمر جاكسون هول في أواخر أغسطس كموعد محتمل للاعتراف رسميًا بالحاجة إلى التقليل التدريجي.
2. انخفاض الأسهم بعد تحديث الاحتياطي الفيدرالي
من المتوقع أن تفتتح الأسهم الأمريكية تعاملاتها على انخفاض يوم الخميس، بعد أن جاء تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي مفاجئًا للأسواق. بحلول الساعة 6:25 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بمقدار 115 نقطة أو 0.3٪، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.4٪ وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.5٪.
وستستمر خسائر يوم الخميس تبعًا للضعف الواضح خلال الجلسة السابقة، عندما أغلق مؤشر إس أند بي 500 واسع النطاق هبوطيًا بنسبة 0.5٪، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي الرائد بنسبة 0.8٪ وهبط مؤشر ناسداك المركب الثقيل بنسبة 0.2٪.
في حين انتعشت مؤشرات وول ستريت الرئيسية بشكل حاد بعد الخسائر الفادحة التي شوهدت في بداية الوباء، حيث ارتفعت جميع المؤشرات الثلاثة بنسبة تزيد عن 30٪ خلال العام الماضي واقتربت للمستويات القياسية، والتي ساعدت في جزء لا بأس به من السخاء المالي والنقدي لـ السلطات الأمريكية.
وفي أخبار الشركات، اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة يوم الخميس على صفقة لحل نزاع تجاري يتعلق بإيرباص (بورصة باريس: AIR) وبوينغ (بورصة نيويورك: BA)، وهي اتفاقية تأتي بعد فترة وجيزة من قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدفن الأحقاد بعد ما يقرب من 17 عامًا من الصراع حول دعم الطائرات للمصنعين. أما فيما يتعلق بالأرباح، سوف يستوعب المستثمرون الأرقام من شركة برامج الكمبيوتر أدوبي (ناسداك: NASDAQ:ADBE) وتاجر التجزئة للمواد الغذائية كروجر (بورصة نيويورك: NYSE:KR)، من بين آخرين.
3. بيانات البطالة الأمريكية
كان توقع خلق فرص عمل قوية خلال أشهر الصيف هو أحد العوامل التي ساهمت في تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نغمة أكثر تشددًا. كما سيحصل السوق على أول عرض لبيانات سوق العمل بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق يوم الخميس، مع أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية، الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:30 بتوقيت جرينتش).
في حين انخفض عدد الأفراد الذين تقدموا للحصول على تأمين ضد البطالة لأول مرة في الولايات المتحدة إلى 359000 للأسبوع المنتهي في 5 يونيو، وهو أقل عدد منذ بدء الوباء وتجاوز 376000 في الأسبوع السابق.
ومن المتوقع أن تنخفض نسبة إعانات البطالة إلى 3.430 مليون في الأسبوع المنتهي في 12 يونيو، من 3.499 مليون في الأسبوع السابق. كما زادت الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة التي تحظى بمراقبة واسعة بمقدار 559000 في مايو، وفقًا لبيانات من وزارة العمل في وقت سابق من هذا الشهر، أي أقل من المتوقع البالغ 650000.
في حين أن هذا الرقم لا يزال يشير إلى نمو صحي، فمن المحتمل أن يبحث السوق عن ارتفاع نقطة البيانات هذه خلال الشهرين المقبلين نظرًا للثقة الواضحة لأعضاء اللجنة الفيدرالية في السوق المفتوحة.
اقرأ: عاجل: الذهب يتهاوى مع البيانات الأمريكية
4. مخاوف الأمن المعلوماتي
أصبحت الانقطاعات الرئيسية للإنترنت أمرًا شائعًا هذه الأيام، حيث تأثر البنك المركزي الأسترالي والخدمة البريدية والعديد من البنوك بانقطاع الإنترنت وتعطيل خدمات العملاء والمعاملات المالية في وقت سابق يوم الخميس. واضطر بنك الاحتياطي الأسترالي إلى إلغاء عملياته لشراء سندات حكومية طويلة الأجل بسبب الصعوبات الفنية المرتبطة بذلك. كما تعرضت مواقع شركات الطيران الأمريكية الكبرى، مثل أمريكان إيرلاينز (ناسداك: AAL)، وساوث ويست إيرلاينز (بورصة نيويورك: LUV)، ويونايتد إيرلاينز (ناسداك: UAL) إلى اضطرابات في وقت مبكر يوم الخميس، وفقًا لموقع داون ديتيكتور"Downdetector" لرصد انقطاع التيار الكهربائي.
ومن غير الواضح ما إذا كان هذان الحدثان مرتبطين أم لا، حيث تم إرجاع انقطاع الأسبوع الماضي من قبل عدد من مواقع الويب الرئيسية، بما في ذلك موقع حكومة المملكة المتحدة والعديد من وكالات الأنباء الكبرى؛ إلى مشكلة في شركة فاستلي (بورصة نيويورك: FSLY) لخدمات استضافة مواقع الويب العالمية. والأمن المعلوماتي هو أحد الموضوعات التي ناقشها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعهما في جنيف يوم الأربعاء.
يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من هجمات الفدية الأخيرة، المرتبطة بمجموعة مقرها في روسيا، بما في ذلك حادثة في مايو أدت إلى إغلاق خط أنابيب يوفر الوقود لمعظم الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
5. انخفاض أسعار النفط الخام مع ارتفاع الدولار
تراجعت أسعار النفط الخام يوم الخميس من أعلى مستوياتها في عدة سنوات مع ثقل الدولار القوي في أعقاب اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما عوض علامات تشديد السوق. وبحلول الساعة 6:25 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، انخفض الخام الأمريكي 0.1٪ إلى 71.10 دولارًا للبرميل، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2018 في الجلسة السابقة، بينما انخفض خام برنت 0.1٪ إلى 73.24 دولارًا، متراجعًا عن أعلى مستوى له منذ أبريل 2019. وارتفعت أسواق النفط الخام هذا العام، وحققت مكاسب تجاوزت 40٪ مع تعافي الطلب من جائحة كوفيد -19، حيث سمحت برامج التطعيم الناجحة للاقتصادات العالمية الكبرى بإعادة الانفتاح.
كما ساعد الضعف العام للدولار الأمريكي سوقه، حيث أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسات نقدية فائقة السهولة لفترة طويلة من الوقت. ومع ذلك تغيّر هذا يوم الأربعاء، وسجل الدولار أكبر مكاسبه في يوم واحد في 15 شهرًا. فالربح الأقوى يجعل سعر النفط بالدولار أكثر تكلفة بعملات أخرى، مما قد يؤثر على الطلب.
ومما زاد اللهجة الحذرة تعليقات وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مؤتمر يوم الأربعاء، الذي قال فيه إن سوق النفط "لم يخرج من مرحلة الخطر بعد"، والنهج الثابت من قبل مجموعة كبار المنتجين في إضافة كان العرض يؤتي ثماره.
ومع ذلك، كانت الخسائر صغيرة يوم الخميس بالتأكيد عند مقارنتها بالمكاسب الأخيرة، حيث كانت المكاسب في الطلب شديدة الوضوح.
في حين انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل حاد الأسبوع الماضي، حيث انخفضت بمقدار 7.355 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 11 يونيو، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة، حيث عززت محطات التكرير عملياتها إلى أعلى مستوياتها منذ يناير 2020.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت معدلات التكرير اليومية في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، إلى مستوى قياسي بلغ 4.4٪ في مايو مقارنة بالشهر نفسه في عام 2020.
6- الذهب
يتراجع سعر الذهب اليوم بقوة بعد إشارة مسؤولي الفيدرالي إلى بدء رفع معدلات الفائدة في 2023، ويشير تقرير التوقعات إلى أن الفائدة سوف ترتفع مرتين في 2023. ويدعم هذا مؤشر الدولار، بينما يطغى على الذهب الذي تقل حظوظه في ظل بيئة التعافي الاقتصادي، والفوائد المرتفعة.
وعلق جيفري هالي، كبير محللي السوق لدى مؤسسة أوندا لرويترز: "سُحق الذهب بين عشية وضحاها من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددًا"، وأضاف: "لقد حقق انتعاشًا متواضعًا في آسيا، لكن الارتفاع يبدو أشبه بشراء تراجع مضارب وتغطية للمراكز المدينة، وليس ثقة في المعدن الأصفر".
وأسهب جيفري موضحًا: "وينبغي التعامل مع تعافي الذهب بحذر لأننا لم نر بعد كيف سيحدث تغيير في لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكامل في الأسواق. وأضاف أن إغلاق الذهب اليومي دون 1797.50 دولار أمريكي سيشير إلى أن التصحيح الأعمق وشيك."
7- الليرة التركية
تنخفض الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي مع تلميحات الفيدرالي إلى رفع معدل الفائدة، على الرغم من إبقاء البنك المركزي التركي لمعدل الفائدة مستقر عند 19%. ويرتفع مؤشر الدولار بدعم من توقعات الفيدرالي الإيجابية، والتي أعقب قرار الفيدرالي.