Investing.com - الشركات الأقوى في الصين تحت خطر تضييق الخناق الذي فرضته السلطة الصينية على كل الشركات المحلية المُدرجة في البورصات الأمريكية، وقد تؤثر هذه الخطوة على سوق قيمته 2 تريليون دولار، يحبه المتداولون الأمريكيون.
تعمل بكين على تكثيف رقابتها على هذه الشركات، التي تندرج أغلبها تحت مسمى شركات تكنولوجية، وفي خطوة صريحة قال مجلس الدولة يوم الثلاثاء نقلًا عن سي إن بي سي: "سيتم تحديث قواعد الإدراج الخارجي للشركات المحلية"، ذلك بالإضافة إلى تشديد القيود على التدفقات الخارجية للبيانات.
استهداف الشركات التكنولوجية ليس بالحدث الجديد، الأمر خطير فقط بسبب قدرة الصين على تحريك الأمور بسرعة فائقة محدثة فوضى لا تُحمد أثارها في وول ستريت.
محللو السوق يرون أن الاتجاه الصيني لا يهدد فقط الشركات التي تسعى للطرح العام في البورصة الأمريكية، ولكن الشركات الصينية المُدرجة بالفعل مثل علي بابا وديدي وتن سنت.
وزن الخطر
هناك ما لا يقل عن 248 شركة صينية مدرجة في ثلاث بورصات أمريكية رئيسية برأسمال سوقي إجمالي قدره 2.1 تريليون دولار، وفقًا للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية. كما أن هناك ثماني شركات صينية مملوكة للدولة على المستوى الوطني مدرجة في الولايات المتحدة.
بوادر الخطر
خسرت مؤسسة إنفيسكو (NYSE:IVZ) جولدن دراجون الصينية التي تراقب الأسهم الصينية المدرجة في الأسواق والبورصات الأمريكية نحو ثلث قيمتها منذ وصولها لقمتها الربحية في فبراير، وذلك جاء جراء الضغوطات الكبيرة التي مارستها الجهات المنظمة عليها.
جرة قلم تساوي مليارات
في حين أن الشركات الأجنبية المدرجة في البورصة الأمريكية تثير شهية المستثمرين الأمريكيين إلا أن الأمر بات خطيرًا الآن، فيبدو أن الصين لم تعد مرتاحة إلى فكرة أن يشارك مواطنو دولة هناك خلاف معها في ملكية الشركات الأقوى فيها.
وتعليقًا على الأمر كتب كبير المحللين الاستراتيجيين في بي سي آيه ريسيرش، بيتر بيريزين، في مذكرة: "على المستثمرين الأمريكيين تقييم مخاطر امتلاك أسهم في شركات مدرجة صينية، خاصة مع تطور التوترات بين بكين وواشنطن، وكذلك هو الأمر لكل المتداولين العالمين، سيتعين على الجميع التخفف من جاذبية السوق الصينية الواسعة التي يمكن أن تتغيّر أحوالها كليةً في لحظة خاطفة بمجرد أن يقوم المسؤولون بالإمضاء على قرار ما أو يسنوا عراقيل تؤثر على هذه الشركات المدرجة."
أحدث الضحايا
أصبح تطبيق ديدي للركاب Didi Global Inc ADR (NYSE:DIDI) هو الضحية الأكثر طزاجة على مائدة الحكومة الصينية، وانخفضت أسهم الشركة المدرجة حديثًا في البورصة الأمريكية بنسبة 20% بعد أن أعلنت بكين عن تحقيق أمني سيبراني في الشركة وعلقت تسجيلات المستخدمين الجدد فيها.
وتعليقًا على هذا الهبوط الكبير الذي لحق بالشركة المدرجة في البورصة الأمريكية والذي بالتأكيد أضر بالكثير من المستثمرين الأمريكية، قال السناتور الجمهوري، ماركو روبيو، لصحيفة الفاينانشيال تايمز: "السماح لديدي وهي شركة صينية غير خاضعة للمساءلة ببيع الأسهم في بورصة نيويورك، قرار متهور وغير مسؤول."