Investing.com - قالت شركة نتفليكس (NASDAQ:NFLX) إن التضخم والحرب في أوكرانيا والمنافسة الشرسة ساهمت في فقدانها المشتركين لأول مرة منذ أكثر من عقد وتوقعت خسائر أعمق في المستقبل، مما يمثل تحولًا مفاجئًا في الثروة بالنسبة إلى شركة البث التي ازدهرت خلال الوباء.
وقالت الشركة إنها خسرت حوالي 200 ألف مشترك في الربع الأول، وهو أقل بكثير من توقعاتها بإضافة 2.5 مليون مشترك. أدى تعليق الخدمة في روسيا بعد غزو أوكرانيا إلى خسارة 700,000 مشترك.
وفي وول ستريت انخفض سهم نتفليكس بنسبة 26٪ بعد جرس الافتتاح يوم الثلاثاء وتبخرت حوالي 40 مليار دولار من قيمتها في سوق الأسهم. منذ أن حذرت في يناير من ضعف نمو المشتركين، فقدت الشركة ما يقرب من نصف قيمتها.
دفع النمو المتأخر في عدد مشتركي نتفليكس إلى التفكير في تقديم خطط اشتراك منخفضة السعر تتضمن إعلانات، مشيرًا إلى نجاح العروض المماثلة من المنافسين إتش بي أو ماكس، و ديزني +.
قال ريد هاستينجز، الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، "أولئك الذين تابعوا نتفليكس يعرفون أنني كنت ضد تعقيدات الإعلانات، وأنني معجب للغاية ببساطة الاشتراك". "ولكن، بقدر إعجابي بذلك، فإنني أيضأ من أشد المعجبين باختيار المستهلك."
عرضت نتفليكس توقعًا كئيبًا للغاية لموسم الربيع، وتوقعت أنها ستفقد مليوني مشترك، على الرغم من عودة مسلسلات منتظرة بشدة مثل "أشياء غريبة" و "أوزارك" والظهور الأول لفيلم "جراي مان" بطولة كريس إيفانز وريان جوسلينج. واستهدفت وول ستريت 227 مليونا للربع الثاني بحسب بيانات رفينيتيف.
أثر ذلك الانخفاض على الأسهم الأخرى المرتبطة ببث الفيديو، حيث انخفض سهم ركيو (NASDAQ: ROKU) بأكثر من 6٪، وانخفض سهم والت ديزني (NYSE: NYSE:DIS) بنسبة 5٪، وانخفض وارنر بروس ديسكفري (NASDAQ: WBD) بنسبة 3.5٪.
أخبر هاستينجز المستثمرين أن الوباء "أحدث الكثير من الضجيج"، مما يجعل من الصعب على الشركة تفسير الزيادة والانحسار في الاشتراكات لديها على مدى العامين الماضيين. الآن، يبدو أن الجاني هو مزيج من المنافسة والحسابات التي تشارك كلمات المرور، مما يجعل من الصعب نموها.
قال هاستينجز عن مشاركة الحساب في تعليقاته خلال فيديو المستثمر على نتفليكس: "عندما كنا ننمو بسرعة، لم يكن ذلك الأمر ذو أولوية قصوى". "ولكننا الآن نحن نعمل بجد على علاج ذلك."
تضارب الأحداث
نمت عائدات نتفليكس في الربع الأول بنسبة 10٪ لتصل إلى 7.87 مليار دولار، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات وول ستريت. سجلت أرباحًا صافية للسهم الواحد بلغت 3.53 دولارًا، متجاوزة إجماع وول ستريت عند 2.89 دولار.
في حين أن الشركة لا تزال متفائلة بشأن مستقبل البث، فقد ألقت باللوم في تباطؤ نموها على عدد من العوامل، مثل معدل تبني المستهلكين للخدمات عند الطلب، والعدد المتزايد من المنافسين وركود الاقتصاد. تعد مشاركة الحساب ممارسة ممتدة، على الرغم من أن نتفليكس تستكشف طرقًا لجني الإيرادات من 100 مليون أسرة تشاهد نتفليكس من خلال الحسابات المشتركة، بما في ذلك 30 مليون في الولايات المتحدة وكندا.
أدى اجتماع تلك العوامل إلى إعلان نتفليكس عن فقدان العملاء لأول مرة منذ أكتوبر 2011، وكانت تلك مفاجأة بالنسبة لوول ستريت.
وقال مايكل باتشر المحلل في ويدبوش: "لقد عانوا من مزيج من الاقتراب من التشبع والتضخم والأسعار المرتفعة والحرب في أوكرانيا والمنافسة". "لا أعتقد أن أيا منا توقع أن يحدث كل هذا مرة واحدة."
كان من المتوقع أن تُبلغ خدمة البث المهيمنة في العالم عن تباطؤ النمو، وسط منافسة شديدة من المنافسين الراسخين مثل أمازون (NASDAQ: NASDAQ:AMZN)، وشركات الوسائط التقليدية مثل والت ديزني وشركة وارنر بروس ديسكفري التي تم تشكيلها حديثًا بالاضافة إلى الوافدين الجدد مثل أبل (NASDAQ: NASDAQ:AAPL).
أنفقت خدمات البث 50 مليار دولار على المحتوى الجديد العام الماضي، في محاولة لجذب المشتركين أو الاحتفاظ بهم، وفقًا للباحثين في أمبير أناليسيس. وهذ يمثل زيادة بنسبة 50٪ عن عام 2019، عندما تم إطلاق العديد من خدمات البث الجديدة، مما يشير إلى التصاعد السريع لما يسمى بـ "حروب البث".
أشارت نتفليكس إلى أنه على الرغم من المنافسة الشديدة، إلا أن حصتها من مشاهدة التلفزيون في الولايات المتحدة ظلت ثابتة وفقًا لنيلسن، وهي علامة على رضا المشتركين وبقائهم.
مع تباطؤ النمو في الأسواق الناضجة مثل الولايات المتحدة، تركز نتفليكس بشكل متزايد على أجزاء أخرى من العالم والاستثمار في المحتوى باللغة المحلية.
وقالت الشركة في بيان: "بينما تدفع مئات الملايين من المنازل مقابل الحصول على خجمات نتفليكس، فإن أكثر من نصف المنازل التي لديها خدمات انتنت النطاق العريص في العالم لم تفعل ذلك بعد - مما يمثل إمكانات نمو مستقبلية هائلة".
حذر المحلل لدي بنشمارك، ماثيو هاريجان، من أن الاقتصاد العالمي غير المستقر "مهيأ للظهور باعتباره طائر النورس" لنمو الأعضاء وقدرة نتفليكس على الاستمرار في رفع الأسعار مع اشتداد المنافسة.
خدمات البث ليست هي الشكل الوحيد للترفيه الذي يتكالب عليه المستهلكون لقضاء وقتهم. فقد كشفت أحدث دراسة استقصائية حول اتجاهات الوسائط الرقمية من شركة ديلويت، والتي صدرت في أواخر شهر مارس، أن الجيل زد، وهم أولئك المستهلكين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 25 عامًا، يقضون وقتًا أطول في ممارسة الألعاب أكثر من مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية في المنزل، أو حتى الاستماع إلى الموسيقى.
قال غالبية المستهلكين من الجيل زد و جيل الألفية الذين شملهم الاستطلاع إنهم يقضون وقتًا أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو التي أنشأها المستخدمون مثل تلك الموجودة على تيك-توك ويوتيوب مقارنة بمشاهدة الأفلام أو العروض على خدمة البث المباشر.
قال أحد مراقبي السوق إن سهم نتفليكس استفاد من توقعات النمو الدائم.
قال ديفيد كيلر، كبير محللي السوق في StockCharts.com: "يُظهر تقرير اليوم أن هناك حدًا لهذه النظرية الصعودية طويلة المدى".