من هديل الصايغ
دبي (رويترز) - قالت عشرات من الشركات السعودية إن أرباحها قد تنخفض هذا العام بسبب زيادة تكاليف الإنتاج، بعد أن أخطرتها شركة أرامكو السعودية (TADAWUL:2222) بقرار رفع أسعار الوقود بوتيرة حادة.
وأوضحت الشركات في بيانات منفصلة، بينها شركة نماء للكيماويات (TADAWUL:2210) وشركة الخزف السعودية، أن عملاق الطاقة أخطرتها يوم الأربعاء بزيادة أسعار الديزل لقطاع التجزئة 53 بالمئة إلى 1.15 ريال (0.3067 دولار) للتر اعتبارا من بداية يناير، في ثالث زيادة منذ 2016.
ومع بقاء الزيادة ضئيلة مقارنة بأسعار الولايات المتحدة عند 3.979 دولار للجالون أو 1.051 دولار للتر حسبما أفادت الجمعية الأمريكية للسيارات، فإنها تظل تمثل زيادة ضخمة في التكاليف.
ومن بين الشركات التي قالت في بيانات تنظيمية في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء ويوم الخميس إنها ستتأثر بزيادات الأسعار شركة أسمنت القصيم (TADAWUL:3040) وأرامكو السعودية لزيوت الأساس ورابغ للتكرير والبتروكيماويات.
وسترتفع أيضا أسعار الغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأخرى، لكن الشركات لم تقدم تفاصيل عن مقدار تلك الزيادات.
وقالت الشركات إن تأثير الزيادة قد ينعكس في نتائج الربع الأول، وإنها ستستكشف السبل الممكنة لتعزيز الكفاءة المالية وتعويض ارتفاع الأسعار.
ولم تتلق رويترز ردا من أرامكو عندما تواصلت مع ممثلي الشركة يوم الخميس.
وانخفض مؤشر الأسهم السعودية "تداول" بنسبة 1.6 بالمئة في التعاملات المبكرة يوم الخميس، متأثرا بأسهم البتروكيماويات (TADAWUL:2310) والأسمنت.
وتأتي الزيادات ضمن خطة إصلاح أسعار الوقود المحلية التي أطلقتها حكومة المملكة العربية السعودية في 2016 بعد انخفاض أسعار النفط آنذاك، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البنزين والديزل والكهرباء في العام التالي، حيث سعت المملكة إلى إلغاء دعم الطاقة تدريجيا.
وقال يوسف الحسيني نائب رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرميس (EGX:HRHO) "رغم ردود الأفعال السلبية في السوق، كان المستثمرون على دراية بزيادة محتملة نظرا لتواضع الأسعار"، مضيفا أن الحكومة تحدثت عن مزيد من إعادة الهيكلة منذ 2016.
وأضاف الحسيني "أعتقد أن معظم المستثمرين وكذلك المنتجين يعتبرون الزيادة أمرا لا مفر منه، لكن حجم الزيادات وتوقيتها ليس واضحا".
وقالت شركة الشرق الأوسط لصناعة وإنتاج الورق يوم الخميس إنها تتوقع زيادة بنحو ثلاثة بالمئة في إجمالي تكاليف المبيعات السنوية بسبب الأثر المالي لزيادة أسعار الوقود.
وقالت المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي (TADAWUL:2250) يوم الخميس إن تكاليف الإنتاج في شركاتها ارتفعت هذا العام، لكنها لم تحدد مقدار التأثير.
وذكر الحسيني الذي يغطي شركة أرامكو وقطاع البتروكيماويات السعودي أن ارتفاع التكلفة المرتبط بتطوير المملكة حقل الجافورة للغاز ربما أدى إلى اتخاذ أرامكو قرار رفع الأسعار الآن.
وحقل الجافورة هو أكبر حقل غاز غير تقليدي وغير مصاحب للنفط في المملكة وقُدِّر في 2020 أنه سيتطلب استثمارات بقيمة 110 مليارات دولار. ويُحتمل أنه أكبر مشروع لتطوير الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
وأضاف الحسيني أنه "حقل ضخم... لذا فمن المنطقي تقبل الزيادة مع بدء العمليات في هذا الحقل".
(الدولار = 3.7500 ريال)
(إعداد عبد الحميد مكاوي ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم)