من كلارا دينينا وسارة ماكفارلين ومها الدهان
لندن/دبي (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر لرويترز إن شركتي النفط الوطنيتين في السعودية والإمارات تخططان لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولهما النفطية، بما يتماشى مع الجهود المبذولة لتنويع اقتصاد البلدين والاستفادة من التحول إلى السيارات الكهربائية.
وتخطط شركات نفط أخرى من بينها إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم للاستفادة من التقنيات الجديدة لاستخراج الليثيوم من المحلول الملحي في حقول النفط في الوقت الذي يسعي فيه العالم للابتعاد عن الوقود الأحفوري.
وأنفقت السعودية، التي يعتمد اقتصادها على النفط منذ عقود، المليارات على محاولة التحول إلى مركز للسيارات الكهربائية في إطار جهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإيجاد مصادر بديلة للثروة النفطية.
وذكرت المصادر الثلاثة أن شركة أرامكو السعودية (TADAWUL:2222) وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في المراحل المبكرة جدا من العمل لاستخراج الليثيوم، الذي يعد معدنا بالغ الأهمية في العديد من الاقتصادات الكبرى بسبب استخدامه في تصنيع البطاريات.
وأحجمت المصادر عن تقديم تفاصيل حول نوع تقنية الاستخراج المباشر لليثيوم التي سيتم استخدامها.
ولم ترد أرامكو على طلب للتعليق، وأحجمت أدنوك عن التعقيب.
وطلبت المصادر الثلاثة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث علنا.
ولا تزال تقنية الاستخراج المباشر لليثيوم في مراحلها الأولية، كما أن جدواها من الناحية الاقتصادية أقل بكثير مما يدره النفط.
ولكن يمكن للسعودية والإمارات الاستفادة من الخبرات في التعامل مع المياه المالحة ومياه الصرف الصحي في مواقع إنتاج النفط.
ومن بين مزايا استخراج الليثيوم من المياه المالحة تجنب الحاجة إلى مناجم مفتوحة مكلفة تضر بالبيئة أو أحواض التبخير الكبيرة مثل التي تستخدمها أستراليا وتشيلي، أبرز منتجين للمعدن في العالم.
وتعد الصين أكبر معالج ومستهلك لليثيوم المستخدم في تصنيع بطاريات المركبات الكهربائية والهجينة.
* التركيز وانهيار الأسعار
أدى ضعف الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي إلى تراجع شراء السيارات الجديدة وانخفاض أسعار الليثيوم.
ونزلت أسعار الليثيوم نحو 80 بالمئة منذ أن بلغت ذروتها في نوفمبر تشرين الثاني 2022 إذ أدى التباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية إلى تفاقم تخمة المعروض.
لكن شركات صناعة السيارات الرائدة من بين الذين يبحثون عن إمدادات جديدة من الليثيوم ترقبا للطلب في المستقبل.
وذكر محللون أن صناعة السيارات الكهربائية ستعتمد على الليثيوم لسنوات قادمة، على الرغم من إجراء دراسات على بدائل لتكنولوجيا بطاريات أرخص تستخدم كمية أقل من الليثيوم أو لا تستخدمه بالمرة.
وتتمثل مشكلة استخراج الليثيوم من المياه المالحة في أن مستويات التركيز قد تكون منخفضة جدا.
وقال أحد المصادر إن أرامكو تعمل على استخدام تقنية الترشيح الجديدة التي تسعى إلى حل مشكلة التركيز، بينما قال مصدر آخر إن أدنوك تعمل على معالجة هذه المسألة أيضا.
وتعني الثروة النفطية في السعودية أن المملكة قادرة على تحمل المخاطر المالية، وتشمل خططها لتنويع الاقتصاد ترسيخ أقدامها كمركز للمركبات الكهربائية للاستفادة من أي ليثيوم تنتجه.
ودشنت المملكة علامتها التجارية للمركبات الكهربائية التي تعرف باسم (سير)، وأقامت مصنعا للمعادن الخاصة بالمركبات الكهربائية. ويستهدف صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية سنويا بحلول عام 2030.
وتعكف شركة معادن (TADAWUL:1211) السعودية وهي أكبر شركة تعدين في الخليج على استخراج الليثيوم من مياه البحر.
وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن صالح المديفر لرويترز على هامش مؤتمر صحفي في الرياض في ديسمبر كانون الأول إن هناك أبحاثا جيدة تقوم بها معادن وأرامكو لأن تصريف الحقول النفطية يحتوي على ملوحة جيدة وآثار معدنية جيدة.
وأضاف المديفر أن الشركتين قامتا بعمل جيد في استخراج الصوديوم والمغنيسيوم وآثار الليثيوم، وأنه رغم أن التقنيات في مرحلة مبكرة، لكن هناك عملا جيدا واستثمارا جيدا.
(إعداد رحاب علاء ودنيا هشام ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو)