💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أمريكا لن تشارك في أي عمل انتقامي إسرائيلي ضد إيران

تم النشر 14/04/2024, 01:21
© Reuters. علم إيران يرفرف في صورة من أرشيف رويترز.

من جيمس ماكنزي وباريسا حافظي وجيف ميسون

القدس/دبي/واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران إذا قررت إسرائيل الرد على هجوم كبير تعرضت له مساء السبت بطائرات مسيرة وصواريخ.

ويؤجج احتمال اندلاع حرب مفتوحة بين الخصمين اللدودين تنجر إليها الولايات المتحدة التوتر في الشرق الأوسط، مما دفع قوى عالمية ودولا عربية إلى الدعوة لضبط النفس في سبيل تجنب مزيد من التصعيد.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عُقد يوم الأحد ردا على الهجوم "الشرق الأوسط على حافة الهاوية. شعوب المنطقة تواجه خطرا حقيقيا يتمثل في صراع مدمر واسع النطاق. الآن حان الوقت لنزع فتيل الصراع وخفض التصعيد".

ودعا روبرت وود، نائب المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة، المجلس المكون من 15 عضوا إلى التنديد صراحة بالهجوم الإيراني، وقال إن مجلس الأمن ملتزم باتخاذ إجراءات حتى لا يمر الهجوم الإيراني دون رد.

وأضاف "في الأيام المقبلة وبالتشاور مع الدول الأعضاء الأخرى، ستستكشف الولايات المتحدة إجراءات إضافية لمحاسبة إيران هنا في الأمم المتحدة"، دون أن يحدد الإجراء الذي ستتخذه بلاده.

وتابع قائلا "لأكن صريحا، إذا اتخذت إيران أو وكلاؤها إجراءات ضد الولايات المتحدة أو اتخذت إجراءات أخرى ضد إسرائيل، فستتحمل إيران المسؤولية"، مضيفا أن الولايات المتحدة أحيطت علما بتصريحات جوتيريش وأن تصرفات واشنطن دفاعية.

وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن مع أقرانهما في السعودية وتركيا ومصر والأردن، وشددا على ضرورة تجنب التصعيد وأهمية وجود رد دبلوماسي موحد، وأكدا على أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للدفاع عن إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن حكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة نتنياهو والمؤلفة من خمسة أعضاء أقرت الرد في اجتماع يوم الأحد، على الرغم من انقسامها بشأن توقيت أي رد من هذا القبيل ونطاقه.

وانخفضت الأسهم الآسيوية وصعدت أسعار الذهب يوم الاثنين مع تأثر معنويات المخاطرة سلبا، كما تراجعت أسعار النفط.

وقال وارن باترسون رئيس استراتيجية السلع الأولية في آي.إن.جي "استوعبت الأسواق إلى حد كبير احتمال وقوع هجوم في الأيام السابقة له. وإضافة إلى ذلك فإن الضرر المحدود وحقيقة عدم وقوع خسائر في الأرواح تعني أن الرد الإسرائيلي ربما يكون أكثر توازنا".

وأضاف "لكن من الواضح أن ما زال هناك الكثير من الضبابية، وكل هذا يعتمد على كيفية رد إسرائيل الآن".

وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا في الأول من أبريل نيسان أدت إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري وجاءت بعد أشهر من المواجهات بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة بسبب الحرب في غزة.

ومع ذلك، فإن الهجوم بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، جرى إطلاق معظمها من داخل إيران، لم يسبب سوى أضرار طفيفة في إسرائيل نظرا لأن أغلبها أُسقط بمساعدة حلفاء من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن.

* أضرار محدودة

أصاب الهجوم قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، لكنها استمرت في العمل كالمعتاد، وأصيبت طفلة عمرها سبعة أعوام بإصابات خطيرة جراء شظايا. ولم ترد تقارير أخرى عن أضرار جسيمة.

وأشار وزيران إسرائيليان كبيران يوم الأحد إلى أن الرد الإسرائيلي ليس وشيكا وإلى أن إسرائيل لن تتحرك بمفردها.

وقال الوزير المنتمي لتيار الوسط بيني جانتس قبل اجتماع مجلس وزراء الحرب في إسرائيل "سنشكل تحالفا إقليميا وسنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا".

وقال وزير الدفاع يوآف جالانت أيضا إن لدى إسرائيل فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي ضد "هذا التهديد الخطير من قبل إيران والذي يهدد بتزويد هذه الصواريخ بمتفجرات نووية، وهو ما قد يشكل تهديدا خطيرا للغاية". وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وجانتس وجالانت عضوان في حكومة الحرب الإسرائيلية ويتمتعان بسلطات اتخاذ القرار.

وفي غضون ذلك، أبقت إسرائيل على حالة التأهب القصوى لكن السلطات رفعت بعض الإجراءات الطارئة التي شملت حظرا على بعض الأنشطة المدرسية وقيودا على التجمعات الكبيرة.

وتبلغ تكلفة اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ نحو 4.5 مليار شيقل (1.2 مليار دولار)، وفق القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية التي قالت إن الولايات المتحدة مولت جانبا من هذه التكلفة.

وفي طهران، حذر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري عبر التلفزيون الرسمي من أن "ردنا سيكون أكبر بكثير من العمل العسكري الليلة الماضية إذا ردت إسرائيل على إيران"، مضيفا أن طهران حذرت واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف قواعد أمريكية.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأن هجومها على إسرائيل سيكون "محدودا" بغرض الدفاع عن النفس، مضيفا أن إيران أخطرت الدول المجاورة لها في المنطقة أيضا بضرباتها قبل 72 ساعة.

وقال مصدر دبلوماسي تركي إن إيران أبلغت تركيا مسبقا بما سيحدث.

وقالت إيران إن الهجوم كان يهدف إلى المعاقبة على "الجرائم الإسرائيلية" لكنها الآن "تعتبر الأمر قد انتهى".

وندد زعماء مجموعة السبع بالهجوم الإيراني على إسرائيل وقالوا إنهم سيعملون على محاولة منع "تصعيد إقليمي لا يمكن السيطرة عليه" في الشرق الأوسط.

* اختلاف في الرأي بشأن دوافع الهجوم

اختلف محللون بشأن ما إذا كان الهجوم الإيراني قد استهدف إحداث دمار حقيقي في إسرائيل أم أنه لحفظ ماء الوجه في الداخل بعد التوعد بالرد على الهجوم على القنصلية في دمشق مع تجنب اندلاع حرب جديدة كبرى.

وقالت سيما شاين، المسؤولة الكبيرة السابقة في الموساد والمحللة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، "أعتقد أن الإيرانيين أخذوا في الاعتبار أن إسرائيل لديها نظام مضاد للصواريخ قوي للغاية ومتعدد المستويات، وربما أخذوا في الاعتبار أنه لن يكون هناك الكثير من الخسائر البشرية".

وحذرت قائلة إنه مع ذلك إذا كانت إيران تمني النفس بألا يكون هناك رد، مثلما حدث مع هجماتها الصاروخية على القوات الأمريكية في العراق بعد مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020 "فإنني لا أعتقد أن إسرائيل ترى الأمر بهذه الطريقة".

وفي غزة، قوبل الهجوم الإيراني بإشادة الكثير من الفلسطينيين باعتباره انتقاما نادرا من الهجوم الإسرائيلي على قطاعهم الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 33 ألف شخص.

وقال ماجد أبو حمزة (52 عاما)، وهو أب لسبعة أبناء من مدينة غزة، "إحنا بننذبح من أكتر من ست شهور وما في حدا أجته جرأة يعمل شي.. اليوم لما إيران ردت على قصف سفارتها هاد شي أفرحنا".

وأدت الحرب في قطاع غزة، التي شنتها إسرائيل عقب هجوم لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفة مع إيران في السابع من أكتوبر تشرين الأول، إلى تفاقم التوتر في المنطقة وامتدت إلى جبهات في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

ويدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ سنوات إلى اتخاذ موقف عسكري حاسم ضد إيران، ويحث الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بشأن برنامج طهران النووي وبسبب دعمها لحزب الله وحماس وجماعات أخرى في المنطقة.

وعلى الرغم من القلق في إسرائيل بسبب أول هجوم مباشر من دولة أخرى منذ أكثر من ثلاثة عقود، فقد بدت الأجواء العامة على النقيض من الصدمة التي أعقبت الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقال جيريمي سميث (60 عاما) "أعتقد أننا حصلنا على ترخيص للرد الآن. أعني أنه كان هجوما كبيرا من إيران... أتصور أن إسرائيل سترد وربما ينتهي سريعا وتعود الحياة الطبيعية".

وفي إيران، أظهر التلفزيون الحكومي تجمعات صغيرة في عدة مدن تحتفل بالهجوم، لكن بعيدا عن الأضواء عبر بعض الإيرانيين عن القلق من رد فعل إسرائيل.

© Reuters. الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماعه مع فريق الأمن القومي في صورة من البيت الأبيض في واشنطن يوم 13 أبريل نيسان 2024. صورة لرويترز من البيت الأبيض. (طمس المصدر جزءا من الصورة).

وقالت شيما، وهي ممرضة عمرها 29 عاما من طهران "لقد أعطت إيران نتنياهو فرصة ذهبية لمهاجمة بلادنا. لكن شعب إيران هو الذي سيتحمل وطأة هذا الصراع".

(الدولار = 3.7622 شيقل)

(شارك في التغطية سليمان الخالدي في عمّان ونضال المغربي في القاهرة ومعيان لوبيل - إعداد رحاب علاء ومحمد علي فرج ومحمد عطية وسامح الخطيب ومحمد محمدين ومعاذ عبدالعزيز ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم وسها جادو وحسن عمار وعلي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.