من ألكس لولر وروبرت هارفي وأحمد غدار
لندن (رويترز) - توقع محللون يوم الأحد أن ترتفع أسعار النفط يوم الاثنين بعد الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، لكن تسجيل المزيد من المكاسب قد يعتمد على كيفية اختيار إسرائيل والغرب للرد.
وأطلقت إيران طائرات مسيرة ملغومة وصواريخ على إسرائيل مساء يوم السبت ردا على غارة يشتبه في أن إسرائيل شنتها على القنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من أبريل نيسان، وأجج أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع.
وعززت المخاوف من رد فعل إيران على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق أسعار النفط بالفعل الأسبوع الماضي وساهمت في ارتفاع سعر خام برنت القياسي العالمي يوم الجمعة إلى 92.18 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر تشرين الأول.
وارتفع سعر النفط عند التسوية يوم الجمعة 71 سنتا إلى 90.45 دولار، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 64 سنتا إلى 85.66 دولار. والتداول متوقف يوم الأحد.
وقال تاماس فارجا من شركة بي.في.إم للسمسرة في النفط "من المنطقي فقط توقع أسعار أقوى عند استئناف التداول... لكن ليس هناك أي تأثير على الإنتاج حتى الآن، كما قالت إيران إن الأمر يمكن اعتباره منتهيا".
وأضاف "مهما كان رد الفعل الأولي للسوق شرسا ومؤلما، إلا أن الارتفاع قد يكون قصير الأجل ما لم تتعطل الإمدادات من المنطقة بشكل ملموس".
وقال البيت الأبيض في منشور على إكس إن زعماء مجموعة السبع نددوا بالهجوم الإيراني خلال اجتماع يوم الأحد، مضيفا أنهم أكدوا مجددا التزام المجموعة بأمن إسرائيل.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن زعماء المجموعة بحثوا فرض عقوبات على إيران.
وقالت أمريتا سين المؤسسة المشاركة في إنرجي أسبكتس للاستشارات "قد تحدث قفزة تلقائية في أسعار النفط وربما الغاز الطبيعي عندما تفتح الأسواق في ساعات التداول الآسيوية، على الرغم من أن (سوق) النفط الخام كان يحسب بالفعل حساب قدر لا بأس به من المخاطر الجيوسياسية تحسبا لضربة إيرانية".
وأضافت "إذا لم تتصاعد الأزمة إلى درجة تؤدي إلى تعطل الإمدادات، فستكون هناك مخاطر انخفاض الأسعار مع مرور الوقت، ولكن فقط عندما يصبح من الواضح أن إسرائيل اختارت ردا محسوبا".
*صادرات النفط الإيرانية
قال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو.بي.اس إن أسعار النفط قد ترتفع عند بداية التداول، وسيعتمد استمرار أي مكاسب على رد فعل إسرائيل.
وأضاف أن أحد العوامل الأخرى المؤثرة في السعر هو ما إذا كانت مجموعة السبع قد قررت استهداف صادرات النفط الخام الإيرانية.
وزادت إيران بشكل كبير صادراتها النفطية -مصدر إيراداتها الرئيسي- خلال ولاية جو بايدن في أمريكا. وانخفضت الصادرات بشدة في عهد دونالد ترامب سلف بايدن الذي سيواجهه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني.
وتقول إدارة بايدن إنها لا تشجع إيران على زيادة صادراتها وإنها تطبق العقوبات.
ومن شأن انخفاض الصادرات الإيرانية أن يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار النفط وتكلفة البنزين في الولايات المتحدة، وهو ما ينطوي على أهمية سياسية قبل الانتخابات.
ومن العوامل الأخرى التي يتطلب الأمر مراقبتها أي تأثير على الشحن عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس حجم إجمالي استهلاك النفط العالمي يوميا.
وقال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري يوم الثلاثاء الماضي إن طهران ستغلق مضيق هرمز إذا لزم الأمر. وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) يوم السبت أن طائرة هليكوبتر تابعة للحرس الثوري اعتلت السفينة إم.إس.سي أريس التي ترفع علم البرتغال وتوجهت بها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، مشيرة إلى أن السفينة مرتبطة بإسرائيل.
وقال أولي هانسن من ساكسو بنك "تضمنت أسعار النفط الخام بالفعل علاوة مخاطرة، ويعتمد مدى اتساعها بشكل حصري تقريبا على التطورات بالقرب من إيران حول مضيق هرمز".
وفي تعليقات وصفها بأنها ربما تخالف الرأي السائد، قال فيكتور كاتونا، كبير محللي النفط الخام في شركة كيبلر، إنه يعتقد بأن الهجوم الإيراني له تأثير سلبي نوعا ما على الخام.
وأضاف "توقعت السوق الطريق إلى الحرب العالمية الثالثة، لكن قول إيران إنها تعتبر أن ردها الانتقامي قد انتهى سيقلل من خطر نشوب صراع إقليمي أكبر".
(إعداد أميرة زهران ومعاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وعلي خفاجي)