من هديل الصايغ وفديريكو ماتشوني
دبي (رويترز) - ذكر رئيس مجلس إدارة شركة فايف القابضة الرائدة في مجال الضيافة في دبي لرويترز يوم الاثنين أن الشركة تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوتر في الشرق الأوسط لكنها لم تتأثر بالهجوم الإيراني الذي وقع مطلع هذا الأسبوع، فيما تسعى لطرح عام أولي في 2025.
وأطلقت إيران خلال ذلك التصعيد أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، وهو أول هجوم مباشر من نوعه بين الخصمين.
وقال كبير مولشنداني مؤسس ورئيس مجلس إدارة فايف القابضة إن الشركة تواصل النمو رغم انخفاض عدد العملاء من إسرائيل منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف في واحد من أول التعليقات من جانب قطاع الضيافة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل يوم السبت "يتبقى أن نرى إلى أي مدى سيتصاعد هذا الأمر، وعندها فقط سنعرف".
تمتلك شركة فايف أحد أكبر فنادق الحفلات في دبي، حيث يمكن للضيوف ركن سياراتهم الفخمة داخل ملهى ليلي مقابل عشرة آلاف درهم (2723 دولارا). كما تتيح إقامة حفل أنيق في السماء للأثرياء على متن طائرتها الخاصة التي تسع 16 راكبا مقابل 14 ألف دولار في الساعة.
دبي هي أكبر مركز سياحي وتجاري في الشرق الأوسط، حيث اجتذبت عددا قياسيا بلغ 17.15 مليون زائر دولي في العام الماضي.
وأصبحت الإمارات أبرز دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ 30 عاما بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة في 2020 وأقامت شراكات ترتب عليها تدفق السياح الإسرائيليين إلى دبي.
لكن ذلك تغير مع الغزو الإسرائيلي لغزة ردا على هجمات حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال مولشنداني "بوضوح، كان لدينا زبائن كثيرون من السوق الإسرائيلية، ثمانية بالمئة من أعمالنا كانت من إسرائيل. وعليه فقد أثر ذلك بالتأكيد لأن تلك (النسبة) أصبحت صفرا في الواقع".
وأضاف أن الشركة، التي تدير فنادق للحفلات في دبي وإبيثا وزوريخ، تضررت أيضا من انخفاض عدد المواطنين الأمريكيين من أصل يهودي الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط.
* انتعاش
لكن خسارة السوق الإسرائيلية لم تعرقل النمو. وقالت شركة فايف يوم الاثنين إنها تطرح خطة تعويضات قائمة على الأسهم لمكافأة كبار العاملين في الوقت الذي تتطلع فيه إلى إدراج عام محتمل في البورصة.
وقال مولشنداني إن الشركة، التي تقدر قيمتها بما يتراوح بين 2.5 وثلاثة مليارات دولار، تخطط للإدراج في بورصة دبي وتجري محادثات مع مستشارين بشأن إدراج مزدوج محتمل، دون الخوض في تفاصيل حول مواقع محددة.
وسارعت دبي إلى إعادة فتح أبوابها بعد الجائحة. وقد ساعد ذلك، إلى جانب تدفق الروس ورجال الأعمال بالإضافة إلى تخفيف القواعد الاجتماعية وقواعد التأشيرات، على تعزيز الانتعاش الاقتصادي الذي أدى أيضا إلى ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات.
وتحدث مولشنداني عن الأرقام الإجمالية للقطاع في المدينة وقال "لدينا الآن 155 ألف غرفة فندقية في دبي، وهو (عدد) أكبر من فيجاس".
وأضاف "ما نشهده هو تحول هائل في أنماط الإنفاق على الترفيه"، موضحا أن شركة فايف تبيع حوالي 40 ألف زجاجة شمبانيا سنويا في دبي وإبيثا.
وقال إن الحفل الافتتاحي الذي أقيم في مطلع الأسبوع في (فايف لوكس) في دبي حقق إيرادات إجمالية قدرها 5.9 مليون درهم (1.6 مليون دولار)، وهو رقم أعلى من أفضل ليلة في (باشا) في إبيثا.
وتابع مولشنداني "هذا شيء لم نره من قبل... لذا هناك رواج سريع في القطاع".
وتحاول الحكومات الخليجية تشجيع المزيد من الشركات المملوكة لعائلات على الإدراج في البورصة في محاولة لتعزيز أسواق رأس المال لديها، وشهدت السعودية أكبر قدر من النجاح حتى الآن.
وفي العام الماضي، حصلت الشركة على تصنيف مرتفع على صعيد الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة بسبب سندات خضراء، وهو ما ساعدها على شراء مجموعة (باشا) الإسبانية في صفقة قدرت قيمتها بنحو 303 ملايين يورو (321.9 مليون دولار).
وساعدت الصفقة، التي تضمنت شراء أعمال باشا في مجالي الفنادق والنوادي الليلية، على زيادة عروض نجوم موسيقى (الدي.جيه) في الأماكن التي تمتلكها.
(الدولار = 3.6723 درهم إماراتي)
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)