مانيلا، 27 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): حمل اليوم المشتبه الرئيسي المسئول عن قتل 57 شخصا جنوب الفلبين مسئولية المذبحة على متمردي جبهة مورو للتحرير الإسلامي التى نفت بشكل فوري أية مسئولية لها بهذه الأحداث.
وأصر أنادال أمباتوان الابن، الذى تم اعتقاله أمس بعد مرور أربعة أيام على المذبحة، على برائته في مقابلة أجرتها معه قناة ABS-CBN التليفزيونية في أحد سجون العاصمة الفلبينية مانيلا.
وأكد أمباتوان أن المسئولين عن هذه المذبحة هما "جبهة مورو وأمبرا كاتو" في إشارة إلى زعيم متمرد متهم بالتحرض على ارتكاب هجمات ضد جنود ومدنيين غير معاقبين من قبل إدارة المنظمة المتطرفة والذى يعرض مبلغ 110 ألف دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله.
وبدوره نفى المتحدث باسم المتمردين الإسلاميين عيد كابالو هذا الاتهام مؤكدا على أن أمباتوان يرغب في لفت الانظار بعيدا عن عائلته في التحريات الشرطية.
وأشارت وزيرة العدل الفلبينية أجنيس داباناديرا إلى أن العقل المدبر المزعم كونه المسئول عن مذبحة 57 شخصا قد تم تحديد هويته من قبل شهود كزعيم العصابة التى أمرت باختطافهم وقتلهم. وأضافت داباناديرا أن الشهود أشاروا إلى أن أنادال أمباتوان "كان هو من أصدر أمرا" بقتل جميع مجموعة الاشخاص المختطفة.
وقالت الوزيرة إن الشهود أشاروا أيضا إلى أن عدد غير محدد من رجال الشرطة والجيش قد شارك في المذبحة التى ارتكبت يوم الاثنين الماضي في إقليم ماجينداناو الجنوبي.
ومن المتوقع أن توجه وزارة العدل الفلبينية في الساعات المقبلة اتهاما رسميا إلى المشتبه الرئيسي المسئول عن التخطيط للمذبحة وتنفيذها والتى راح ضحيها 57 شخصا في إقليم ماجينداناو الذى شهد أيضا اغتيال موظف فلبيني أمس يدعى نستور بولاهان يعمل بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" رميا بالرصاص على أيدي مجهول فر لاحقا من موقع الجريمة.
كان أندال أمباتوان، نجل الحاكم الذى يحل نفس الإسم، قد سلم نفسه أمس في إقليم ماجينداناو ليتم نقله بعد ذلك إلى مقر شرطة التحقيقات الوطنية في مانيلا.
كما اعتقلت الشرطة 20 قاتلا مأجورا تابعين لأمباتوان ونزعت سلاح 350 عضوا بالقوات التابعة لعشيرة أمباتوان. وقد تم استبعاد العقل المزعم تدبيره للمذبحة بجانب شقيقيه الاثنين من الحزب الفلبيني الحاكم "لاكاس كامبي" الذى تتزعمه رئيسة البلاد ماكاباجال أرويو والتى واجهت سياستها انتقادات شديدة لتحالفها مع عشيرة أمباتوان.
كان قرابة 100 رجل مسلح قد اقتحموا مكتبا تابعا للجنة الانتخابية في مقاطعة ماجيندانانو يوم الاثنين الماضي، وقاموا باختطاف وقتل مجموعة من المدنيين، بينهم محامون وصحفيون، فضلا عن زوجة وشقيقتين لإسماعيل مانجوداداتو، نائب عمدة مدينة بولوان بنفس المقاطعة، والذي يتطلع لترشيح نفسه في الانتخابات العامة المقررة في مايو/آيار المقبل أمام أمباتوان، زعيم العشيرة المهاب في كافة أرجاء جزيرة مينداناو.
وعثرت القوات العسكرية بعد ذلك على ثلاث مقابر جماعية تضم جثث القتلى الذين وصل عددهم إلى 57 قتيلا.
واتهم مانجوداداتو، زعيم العشيرة التي تنافسه على خوض العملية الانتخابية المقبلة، أنادال أمباتوان ونجله، بتدبير هذه المذبحة لمنعه من الترشح للانتخابات.
وتأتي هذه المذبحة قبل ستة أشهر من الانتخابات العامة وتسببت في شعور الحزب الفلبيني الحاكم بالقلق، نظرا لاحتياجه إلى دعم عشيرة امباتوان للحصول على المقاعد اللازمة بهذا الإقليم. وأدت هذه الأحداث إلى توجيه انتقادات شديدة إلى رئيسة البلاد أرويو لسماحها باستمرار معاناة البلاد من العشائر السياسية التى ينتمى إليها 160 عضوا من 265 مشرعا بالبرلمان الحالي.(إفي)ض ش /م ع