Investing,com - شهد سهم تسلا (NASDAQ:TSLA) الكثير من التحولات في 2024 ووصل إلى المرحلة التي دعا فيها رئيسه التنفيذي، إيلون ماسك، بعض حاملي السهم بضرورة التخلص منه. فيما يلي نتناول حركة السهم وخطة رئيسه التنفيذي والقيمة العادلة للسهم.
رحلة سهم تسلا في 2024
أغلق سهم تسلا تداولات يوم الجمعة منخفضًا بـ 4.24% إلى 207.67 دولار لتسجل هبوط في تداولات الشهر الماضي (30 يوم) بنسبة 17.43% إلا أنها لا تزال محتفظة بنجاحها مقارنة بمستويات الـ 140 التي سجلتها في إبريل 2024 قبل أن يرتفع السهم في موجات صعودية متتابعة تقوده إلى مستويات 260 وأعلى قبل أن يتعرض لتصحيح هبوطي مع بقية الأسهم ويهبط إلى مستويات الـ 200 دولار حاليًا.
وبغض النظر عن الأداء قصير المدى للسهم الذي بالطبع سيتفاعل مع بيئة السوق الهبوطية تخوفًا من الركود بعد ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% وإضافة وظائف أقل من التوقعات بشكل واضح في بيانات التوظيف الصادرة يوم الجمعة الماضية، إلا أن الحركة بعيدة المدى للسهم ترتبط بمقامرة إيلون ماسك الحالية وهي الرهان بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي والقيادة بدون سائق ومشروع الروبوتاكسي.
القيمة العادلة للسهم الآن
تقع القيمة العادلة للسهم عند 243.25 دولارًا وهي القيمة المحتسبة بناءً على القوائم المالية للشركة و10 نماذج مالية بناء على الأرباح والمبيعات وتقييمات السهم ومكرر الربحية وغيرهم.
وتعد هذه القيمة أعلى 17.1% من السعر الحالي للسهم، ولا تعد هذه النسبة توقعًا قصير المدى للسهم ولكنها رؤية بعيدة المدى يتم فيها قياس قوة الشركة المالية.
أما متوسط توقعات المحللين فهي عند 203.7 دولارًا أي بالقرب من المستوى الحالي للسهم.
لمعرفة السعر العادل لأي سهم مع InvestingPro: اضغط هنا
رهان إيون ماسك
نصح إيلون ماسك ملاك سهم تسلا ببيع السهم إذا لم يؤمنوا بتقنية FSD، وهو يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه القيادة الذاتية في استراتيجية تسلا المستقبلية. بالنسبة لتسلا، تعتبر FSD ليست مجرد ميزة، بل جزء أساسي من رؤيتها لتحويل النقل والتوسع في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
يعتبر إيلون ماسك تسلا شركة للذكاء الاصطناعي والروبوتات، وليس مجرد شركة لصناعة السيارات. هذا يشمل تطوير تقنية القيادة الذاتية المتفوقة، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من استراتيجيتهم. النجاح في الذكاء الاصطناعي والروبوتات يمكن أن يفتح مصادر جديدة للدخل وفرصاً سوقية تتجاوز مبيعات السيارات التقليدية، مثل ترخيص البرمجيات والخدمات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقات الروبوتات.
إذا استطاعت تسلا إثبات أن تقنية القيادة الذاتية الكاملة (FSD) تتفوق على التقنيات المتاحة في السوق، فقد يؤدي ذلك إلى جذب عدد كبير من المشترين الجدد للسيارات الكهربائية. هذه الميزة التنافسية ستكون حاسمة في سوق السيارات الكهربائية المتنامي بسرعة، حيث يمكن أن تكون الميزات مثل القيادة الذاتية عامل جذب رئيسي.
1. تأثير السوق المحتمل
تهدف مبادرة روبوتاكسي الخاصة بتسلا إلى إنشاء أسطول من السيارات الذاتية القيادة، والتي يمكن أن تحدث ثورة في أسواق خدمات التوصيل، النقل، اللوجستيات، وتأجير السيارات. إذا استطاعت تسلا تنفيذ هذه الرؤية بنجاح، فإنها يمكن أن تعيد تشكيل هذه الصناعات، كما فعلت أوبر في سوق سيارات الأجرة التقليدية. الإمكانات لتحقيق دخل متكرر من خدمة روبوتاكسي ضخمة، حيث يمكن أن تدر دخلًا من كل رحلة دون الحاجة إلى سائقين بشريين.
2. الإيرادات والربحية
يمكن لشبكة روبوتاكسي الناجحة أن تزيد بشكل كبير من إيرادات وربحية تسلا. اقتصاديات النقل بالسيارات الذاتية القيادة يمكن أن تكون مواتية جداً، حيث تكون تكاليف التشغيل أقل دون السائقين، ويمكن استخدام السيارات بكفاءة أكبر، حيث تعمل تقريباً على مدار الساعة. هذا من شأنه أن يخلق خط أعمال جديد عالي الهامش لتسلا، يكمل مبيعات السيارات الحالية.
المخاطر والتحديات
1. قابلية توسع تقنية FSD
أحد المخاطر الرئيسية هو ما إذا كانت تقنية FSD يمكن أن تتوسع بفعالية. من الصعب التنبؤ بعدد المستهلكين المستعدين لاعتماد السيارات الذاتية القيادة أو الذين يشعرون بالراحة في ركوب واحدة. هذا الغموض يمكن أن يعيق التبني الواسع ويحد من الإمكانات السوقية لتقنية FSD وخدمات روبوتاكسي.
2. التنفيذ والتأخيرات
التأخير في عرض روبوتاكسي قد أثار الشكوك بالفعل. مخاطر التنفيذ لا تزال عالية، وأي تأخيرات إضافية أو إخفاقات في الوفاء بالوعود يمكن أن تضر بثقة المستثمرين وموقع تسلا في السوق. يجب أن تكون التقنية خالية من العيوب قبل أن يتم تبنيها على نطاق واسع، وأي مشاكل يمكن أن تكون مكلفة من الناحيتين المالية والسمعة.
3. التكاليف العالية للتطوير
تطوير تقنية القيادة الذاتية يتطلب إنفاقًا كبيرًا على الهندسة والاختبار وضمان الجودة. تعتمد تسلا بشكل كبير على وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من إنفيديا لتدريب نماذج FSD، وهذا مسعى يكلف تسلا مليارات في الوقت الحالي. إذا لم تترجم هذه التكاليف إلى نجاح تجاري وتبني واسع، فقد يشكل ذلك ضغطًا على موارد تسلا المالية.