Investing.com- قال المحللون الاستراتيجيون لدى جولدمان ساكس (NYSE:GS) في مذكرة يوم الثلاثاء إن التصحيح الأخير للسوق قد يكون أمامه المزيد من الخطوات، ولكن من غير المرجح أن يكون هناك سوق هابطة.
وتشير شركة وول ستريت إلى عدة عوامل ساهمت في التصحيح، الذي بدأ وسط تقييمات عالية وتوقعات مرتفعة لأرباح الربع الثاني. وعلى وجه التحديد، أصبح المستثمرون راضين عن أنفسهم، وفسروا الأخبار السلبية على أنها إيجابية، معتمدين على التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة والأرباح القوية لشركات الذكاء الاصطناعي ذات رؤوس الأموال الكبيرة لتعويض التباطؤ الاقتصادي الأوسع نطاقًا.
وقد جاء هذا التصحيح بعد فترة طويلة من التراجع بنسبة 5%، حيث ارتفعت الأسهم العالمية بمقدار الثلث تقريبًا من أدنى مستوياتها في أكتوبر 2023، وارتفع مؤشر ناسداك بنحو النصف. ومع ذلك، فإن معظم هذا الارتفاع كان مدفوعًا بارتفاع التقييمات وليس بتراخي الظروف المالية، مما يشير إلى تزايد الرضا عن السوق.
وقد تسببت عدة عوامل ذات صلة في حدوث التراجع الحالي في السوق. فقد تزايدت الأدلة على ضعف زخم النمو، لا سيما في أوروبا والصين. وأدى تقرير التوظيف الأمريكي لشهر يوليو، الذي أظهر ارتفاعًا في معدل البطالة إلى 4.3%، إلى زيادة المخاوف من تباطؤ البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي، في خفض أسعار الفائدة. كما أدى هذا التحول في المعنويات إلى ضعف حاد في أداء الأسهم الدورية مقابل الأسهم الدفاعية.
وعلاوة على ذلك، ساهم التراجع الكبير في تداولات المناقلة التي تفاقمت بسبب ارتفاع الين بنسبة 10% مقابل الدولار وانهيار الأسهم اليابانية في اضطراب السوق.
كما لعبت التوقعات المرتفعة لموسم أرباح الربع الثاني، لا سيما في أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية ذات رؤوس الأموال الكبيرة، دورًا في ذلك. وعلى الرغم من أن النتائج الإجمالية لم تكن سيئة، إلا أن أي خيبات أمل كانت مخيبة للآمال قد عوقبت بشدة، مما يعكس المخاوف بشأن قدرة أسهم شركات التكنولوجيا الرائدة على تحقيق عوائد كافية على استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من التصحيح، لا تزال التقييمات مرتفعة، لا سيما في الولايات المتحدة. كذلك، لا تزال نسبة مكرر الربحية الحالي لمؤشر إس أند بي 500 أعلى من 20 ضعفًا، كما أن مكرر الربحية الآجل لمؤشر إم سي إس أي ايه سي وورلد لمدة 12 شهرًا قد انضغط بشكل معتدل. ويُقدِّر الخبراء الاستراتيجيون لدى جولدمان ساكس أنه في سيناريو الركود، قد ينخفض معدل الأرباح على الأرباح لمؤشر إس اند بي 500 إلى حوالي 18 ضعفًا، مع قيمة عادلة تبلغ 4800.
وأضاف الاستراتيجيون أنه: "علاوة على ذلك، لم ينخفض تركيز سوق الأسهم الأمريكية إلا بشكل طفيف خلال فترة التراجع، مما يشير إلى أن مخاطر التركيز لا تزال مرتفعة".
ولا يزال مؤشر جولدمان ساكس "الهبوط/ الارتفاع"، الذي يتألف من ستة عوامل أساسية، مرتفعًا، مما يشير إلى تزايد مخاطر السوق الهابطة.
وتابع فريق جولدمان أن: "التقييم المرتفع وارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة من مستوى منخفض هما اثنان من المكونات الأكثر تمددًا، ويشير إلى أننا لم نخرج من مرحلة الخطر بعد".
وعلى المدى القصير، يعتقد الاستراتيجيون أنه لا يزال أمامنا المزيد من التصحيح.
ومع ذلك، فهم يعتقدون أن السوق الهابطة "لا تزال مستبعدة"، حيث أن معظم الأسواق الهابطة تنتج عن مخاوف الركود.
وأوضحوا قائلين إنه: "في حين أن خبراءنا الاقتصاديين في الولايات المتحدة قد زادوا من احتمالية حدوث ركود على مدار الاثني عشر شهرًا القادمة بمقدار 10 نقاط أساس إلى 25%، إلا أن ذلك يظل خطرًا وليس نتيجة محتملة، كما أن قراءة مؤشر معهد إدارة التوريدات الخدمي يوم أمس كانت قوية مما يشير إلى أن الانكماش الواسع ليس وشيكًا".
و"على أي حال، هناك مجال كبير لانخفاض أسعار الفائدة لتخفيف حدة نوبة الضعف الاقتصادي المستمرة، ولم تعد البنوك المركزية مقيدة بالخوف من ارتفاع التضخم."
وعلاوة على ذلك، هناك احتياطيات نقدية كبيرة في صناديق أسواق المال جاهزة للاستفادة من انخفاض أسعار الأسهم، في حين أن الميزانيات العمومية للشركات والبنوك لا تزال قوية، مما يخفف من المخاطر النظامية. ومع ذلك، وإلى أن تتحسن التقييمات والإقبال على المخاطر، يوصي الخبراء الاستراتيجيون باتباع نهج دفاعي.