“النبراوي”: انخفاض أسعار البترول يجب أن يؤثر إيجابياً على الاقتصاد المصري
“شحاتة”: الاتجاه الهابط مستمر منذ 3 أشهر ..والنزيف العالمي سرّع الوتيرة
“سعيد”: “إوعوا حد يشتري دلوقتي”.. و”كمال”: “EGX30″ يستهدف مستويات 6100 و5800 نقطة
محمود القصاص وشيماء تركي ومحمود هاشم
أصبح السوق المصري هشّاً وضعيفاً، تعصف به أي أخبار سلبية، حتى إن كان تأثيرها محدوداً على الاقتصاد المصرى، فيما يرى المحللون المتفائلون أن السوق يقترب من عمليات تصحيحية خلال تعاملات اليوم قبل استئناف تراجعاته مرة أخري.
قال محمد النبراوي، مدير أصول بشركة اتش سي للأوراق المالية، الأولى أن يؤثر انخفاض أسعار البترول إيجابياً على الاقتصاد المصري، لانخفاض دعم المواد البترولية وتقليل عجز الموازنة، ولكن على الجانب الآخر ظهرت تأثيرات سلبية من مخاوف انكماش التدفقات النقدية الخليجية لمصر من منح واستثمارات.
ولفت إلى أن السوق المصري لن يغرد خارج سرب الأسواق العالمية والعربية، وسيظل أداؤه متذبذباً مع استمرار اضطراب أداء الأسواق العربية والعالمية التى ستستهل أسبوعها الجديد اليوم.
وقال عادل عبدالفتاح، رئيس شركة ثمار للوساطة فى الأوراق المالية، نظراً لهشاشة السوق المصري ووهنه الشديد بات سريع الاستجابة للمؤثرات السلبية الخارجية، والتى تمثلت، أمس، فى البيع العشوائي للعديد من الأسهم التى تحسنت قوائمها المالية عن الربع الثاني من العام الجاري، لذا فمن المنطقى عدم الاتجاه لبيع الأسهم.
ولفت إلى أن السوق المصري يعاني من خلل وضعف فى السيولة، بعد الانعدام المستمر، منذ فترة زمنية طويلة بالتأثر بالأخبار الإيجابية، بداية من مؤتمر شرم الشيخ ونهاية بافتتاح قناة السويس الجديدة، متوقعاً أن يرتبط أداء السوق المصري بأداء البورصات العربية، خلال تعاملات اليوم. وفنياً،
قال إيهاب سعيد، رئيس التحليل فى شركة أصول للوساطة فى الأوراق المالية، إن السوق يقترب من عمليات تصحيحية بعد التراجعات العنيفة، اليوم، قبل استكمال تراجعاته صوب 6500 نقطة، موضحاً أن مستوى 6000 نقطة يمثل دعماً مهماً لمؤشرات البورصة.
ونصح سعيد المتعاملين قائلاً: “إوعوا تشتروا خالص دلوقتي”، خشية من أي تراجعات عنيفة لمؤشرات البورصة، كما طالب المتعاملين بالتريث فى البيع خلال تعاملات اليوم، لقدرة السوق على الارتداد صوب مستوياته الحالية حتى إن فقدها اليوم.
قال أحمد شحاتة، رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إن الاتجاه الهابط لمؤشرات البورصة مستمر منذ 3 أشهر، واستمرت السيولة فى الخروج من السوق دون أى تعويض لها، فضلاً عن الضغط الأخير الناتج عن تراجعات الأسواق العالمية، ما سرّع وتيرة تراجعات مؤشرات البورصة المصرية.
وأكد أن مؤشر السوق الرئيسي بات يستهدف مستويات 6200 نقطة خلال الفترة المقبلة، بعد أن صارت كل الخيارات مفتوحة أمام السوق لسيطرة القوى البيعية على المشهد، لافتاً إلى إمكانية ظهور قوى شرائية عن المستوى الأخير.
وقال شحاتة إن السوق يعاني من ضعف سيولة بعدما غابت الشركات التى من شأنها جذب تدفقات نقدية إليه، فضلاً عن وجود مشكلات عالقة فى السوق مثل أزمة مستثمري “أجواء” و”النيل لحليج الأقطان”، واقتصار عمليات الترويج فى الطروحات الجديدة فى البورصة على المستثمرين المحللين بنسبة كبيرة من دون البحث عن ضخ سيولة جديدة فى شرايين السوق المصري.
شدد رئيس الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، على ضرورة استخدام البورصة كمنصة لتمويل المشروعات القومية الكبيرة، موضحاً أن الفترة الأخيرة تشهد عزوف الحكومة المصرية عن طرح أي مشروعات للاكتتاب العام فى البورصة، رغم استحداث المادة 8 فى قواعد قيد وشطب الأوراق المالية، والتى تسمح بتأسيس الشركات عبر الطرح العام بالبورصة. وذكر شحاتة أن الأنظمة الرأسمالية يظهر فيها استخدام البورصة كمنصات لتمويل المشروعات الكبيرة، مثلما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان شريف كمال، رئيس التحليل الفني بشركة بايونيرز للوساطة فى الأوراق المالية، أكثر تحفظاً، قائلاً: إن كسر مؤشر البورصة الرئيسي لمستويات 6800 نقطة خلال تعاملات اليوم، من شأنه تحويل “EGX30″ لاستهداف مستويات 6100 نقطة و5800 نقطة خلال الفترة المقبلة. ولم يستبعد كمال ظهور قوي شرائية عند هذه المستويات، ومن ثم تكوين قيعان جديدة للسوق قبل مستويات 6100 نقطة.
وفسّر حجم المبيعات المؤسسية المصرية اليوم برؤيتها السلبية تجاه مؤشرات البورصة، وعدم قدرتها على التماشي مع التأثير الإيجابي المنتظر على الاقتصاد المصري جراء انخفاض أسعار الدولار أسفل مستويات 40 دولاراً للبرميل.
أوضح أن تراجعات السوق المصري تأتى على خلفية تراجعات الأسواق العالمية والآسيوية بعد أنباء عن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وتخفيض الصين لعملتها، بالإضافة إلى تراجع أسعار النفط العالمية أسفل مستويات 40 دولاراً للبرميل.
وطالب مدير التحليل الفني بشركة بايونيرز للوساطة فى الأوراق المالية، بضرورة تراجع الهيئة العامة للرقابة المالية عن شروط مزاولة مهنة إدارة صناديق الاستثمار فى مصر، وذلك لقدرتها على التحكم فى السوق صعوداً وهبوطاً، واستحواذها على نسبة كبيرة من التعاملات أمس.
من جانبه، قال شريف سامي، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إن السقوط الحاد لمؤشرات البورصة المصرية لم يكن مفاجأة بالنسبة للمتعاملين بعد نزيف البورصات العالمية خلال تعاملات الجمعة، والتراجعات المتوقعة لها اليوم الاثنين، فى مستهل الأسبوع الجديد فى إطار ارتباط الأسواق ببعضها.
ولفت إلى أن نفسية المتعاملين الأجانب باتت سيئة بعد السقوط المدوي لأسواقهم على مستوى العالم، ما أثّر على سلوكهم البيعي خلال تعاملات أمس.
وتكبد مؤشر البورصة الرئيسى “EGX30″ خسائر بنسبة 5.42% بنهاية تداولات جلسة مستهل الأسبوع ليغلق عند 6784 نقطة، وهبط مؤشر “EGX50″ متساوى الأوزان بنسبة 5.89%، مغلقاً عند 1204.5 نقطة. وانخفض مؤشر “EGX70″ للأسهم المتوسطة 6% ليغلق عند 385.4 نقطة، وتراجع مؤشر “EGX100″ الأوسع نطاقاً بنسبة 4.31%، ليستقر عند 825.6 نقطة.
وسجل السوق قيم تداولات 440.8 مليون جنيه من خلال تداول 240.8 مليون سهم بتنفيذ 21.8 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 177 شركة مقيدة ارتفع منها 3 أسهم، وانخفضت أسعار 150 سهماً، فى حين لم تتغير أسعار 24 سهماً أخري، ليغلق رأس المال السوقى للأسهم المقيدة عند مستوى 428.61 مليارات جنيه، بخسائر سوقية 15.5 مليار جنيه.
واتجه صافى تعاملات المصريين والعرب نحو البيع فى الختام بصافي 13.2 مليون جنيه، 9.1 مليون جنيه على التوالى، بينما اتجه صافى تعاملات الأجانب نحو الشراء بصافي 22.3 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 12%. وكان النصيب الأكبر لتداولات الأفراد التى بلغت 64.4% من سوق الأسهم، وقد اتجه الأفراد للبيع بصافى 9.4 مليون جنيه، 8.5 مليون جنيه، 1.2 مليون جنيه على التوالى لكل من المصريين والعرب والأجانب.
واستحوذت المؤسسات على 35.6% من السوق، بعد أن اتجه صافى تعاملات المؤسسات الأجنبية وحده نحو الشراء بصافي23.5 مليون جنيه، بينما اتجه صافى تعاملات المؤسسات المصرية والعربية نحو البيع بصافي 3.8 مليون جنيه، 581.2 ألف جنيه على التوالى.
وصلت أسهم “القلعة” و “إعمار (SE:4220) مصر للتنمية” إلى قيعان تاريخية بنهاية تعاملات أمس الأحد، وتراجع سهم “القلعة” 9.5% ليسجل سعر السهم 1.5 جنيه فى قاع تاريخي جديد بتنفيذات 12.3 مليون جنيه، وخسر سهم “إعمار مصر للتنمية” 8.3% إلى أن وصل سعره لـ2.3 جنيه بتنفيذات 11.7 مليون جنيه.
وقال هاني جنينة، رئيس قسم البحوث بشركة “فاروس” القابضة للاستثمارات المالية، إن الهبوط العنيف للسوق، أمس، وليد تراكمات تراجع مبيعات معظم شركات القطاع العقارى لأول مرة منذ عام 2012، ما يمكن أن يتواصل التراجع النصف الثاني من العام الجاري و2016.
وأوضح رئيس قسم البحوث بشركة “فاروس” أن السوق المصري بات يتأثر سلباً بالأسواق الإقليمية والعالمية، وظهر ذعر شديد داخل السوق عقب الهبوط الحاد الذي شهده السوق الأمريكى، تلاه تراجع الأسواق العربية، الذي انتقلت آثاره إلي البورصة المصرية.