Investing.com – لم تسجل مؤشرات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية الكثير من التغيير اليوم الجمعة، وذلك تفضيلاً من المستثمرين لإنتظار صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر كانون الأول/ديسمبر 2016 قبل إتخاذ قراراتهم.
فبحلول الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت نيويورك، تراجع مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بمقدار 8 نقاط أو ما يعادل 0.04٪، وكذلك فعل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي تراجع بمقدار 1 نقطة أو ما يعادل 0.02٪، في حين تراجع مؤشر ناسداك 100 بمقدار نقطتين أو ما يعادل 0.05٪.
وتترقب الأسواق العالمية على إختلافها صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والمقرر صدوره عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:30 ظهراً بتوقيت غرينتش)، وسيتضمن عدداً من الأرقام أهمها عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية ونسبة البطالة في البلاد. ويتوقع المحللون ان يظهر التقرير الذي سيصدر اليوم أن الإقتصاد الأمريكي قد أضاف 178 ألف وظيفة الشهر الماضي، من 175 ألف وظيفة في الشهر السابق بينما يتوقعون ان ترتفع نسبة البطالة من قراءة الشهر السابق والبالغة 4.6٪ إلى 4.7٪.
ومما يضيف إلى أهمية تقرير اليوم أنه الأول بعد أجتماع بنك الإحتياطي الفيدرالي الذي تم فيه رفع الفائدة للمرة الأولى في 2016، والذي تم رفع توقعات البنك لرفع أسعار الفائدة في 2017 خلاله، من مرتين إلى ثلاث مرات. وكان البنك قد اعلن عن طريق محضر إجتماعه الأخير وتصريحات أبرز المسؤولين فيه أنه سيعتمد على البيانات الإقتصادية في قراره برفع أسعار الفائدة من عدمه. وتاتي بيانات سوق العمل والتضخم والنمو الإقتصادي في مقدمة البيانات التي ينظر لها بنك الإحتياطي الفيدرالي عند إتخاذ قرارات رفع الفائدة بشكل عام، وخصوصاً في الفترة الحالية.
ورغم إعلان البنك عن توقعه بثلاث قرارت رفع خلال العام الحالي، فإن الأسواق لم تغير قناعاتها بان الرفع سيحصل مرتين فقط.. وبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 34.3٪ فقط لرفع سعر الفائدة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر (وهو الشهر المرتبط برأي الأسواق بقرار الرفع الثالث لدى البنك).
وكانت (وول ستريت) قد شهدت موجة ارتفاع قوية للغاية في أعقاب فوز (دونالد ترامب) بالإنتخابات الأمريكية، لتسجل مكاسب قدرها 11٪، وتسجل 17 أغلاق تاريخي، مدعومة بتوقعات بان يقوم الرئيس الجديد بتنفيذ سياسات تحفيزية للإقتصاد الأمريكي.
وعلى جبهة العملات إرتفع الدولار الأمريكي في تداولات اليوم الجمعة، مع ترقب المستثمرين لأهم الأحداث على الأجندة الاقتصادية لليوم، وهو التقرير الشهري لوزارة العمل. ويشعر المستثمرون بحالة من الحذر تجاه الدولار قبل صدور هذه البيانات الهامة، وبعد ان رفعت السلطات الصينية من درجة دفاعها عن اليوان في الخارج اليوم الجمعة.
هذا وتقدم مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة تبلغ 0.28٪ ليسجل 101.67 بحلول السعة 7:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوياته في 3 أسابيع خلال تداولات يوم أمس الخميس عند 101.30، وهو أدنى مستوياته منذ قرار رفع الفائدة الذي أتخذه الفيدرالي يوم 14 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وعلى جبهة النفط، إرتفعت العقود الآجلة للذهب الأسود في تداولات اليوم الجمعة، وذلك مع إستمرار تقييم المستثمرين لمدى إمكانية تطبيق الاتفاق التاريخي لمنظمة أوبك، بينما تترقب الأسواق أرقام التغيير في عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة بحثاً عن المزيد من الأدلة حول التغيرات المحتملة في مستويات الإنتاج العالمي.
ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، تقدمت عقود النفط الخام الآجلة بنسبة 0.67٪ لتتداول عند 54.12 دولار للبرميل، خلال ساعات الصباح الباكر بالتوقيت الأمريكي. وكانت هذه العقود قد سجلت 54.51 دولار يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، وهو أعلى سعر لها في قرابة عام ونصف.
من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، إرتفعت عقود نفط برنت الآجلة بنسبة 0.72٪ لتتداول عند 57.30 دولار للبرميل. وكانت هذه العقود قد سجلت أعلى مستوياتها في 17 شهراً أواخر الشهر الماضي عند 57.89 دولار للبرميل.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أصدرت البيانات الرسمية للمخزون الأمريكي القومي للنفط يوم الأربعاء، وعلى رأسها مخزونات النفط الخام التي أظهرت إرتفاعاً قدره 2.3 مليون برميل للأسبوع الماضي، وهو ما جاء معاكساً لتوقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 2.5 مليون برميل.
ومع دخول صفقة أوبك حيز التنفيذ، ما زال متداولو النفط بإنتظار المزيد من الوضوح بشأن ما إذا كان منتجي النفط الرئيسيين سيلتزمون بوعدهم بتخفيض الانتاج. وكان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قد اتفقوا على خفض الإنتاج بما مجموعه 1.2 مليون برميل يوميا بدءاً من 1 كانون الثاني/يناير، في أول إتفاق لتخفيض الإنتاج منذ عام 2008. وفي أعقاب الاتفاق، إنضمت 11 دولة منتجه للنفط من خارج أوبك، بقيادة روسيا، للإتفاق، وقررت تخيض إنتاجها مجتمعه بواقع 558 ألف برميل يومياً.
ومع ذلك، لا يزال بعض المتداولون يشككون في أن التخفيضات المقررة سوف تكون كبيرة كما تتوقع الأسواق حالياً. وهناك أيضا بعض المخاوف في السوق حول زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة، حيث يترقب المستثمرون تقرير منصات الحفر المقرر صدوره اليوم. وكانت عدد المنصات العاملة في الولايات المتحدة، قد إرتفع إلى مستوى لم يشهده منذ عام تقريبا. فبحسب أرقام شركة الخدمات النفطية (بيكر هيوز)، فإن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة قد إرتفع بواقع 2 منصة الأسبوع الماضي إلى ما مجموعه 525 منصة حفر. وكان ذلك هو الإرتفاع الأسبوعي التاسع على التوالي، وهو ما لم يشهده التقرير منذ عام كامل.
من جهة أخرى، أظهر تقرير جديد صادر عن بنك غولدمان ساكس الإستثماري أن هناك فقط فرصة 84٪ أن ينجح اتفاق أوبك في خفض إنتاج النفط هذا العام. وأشار تقرير (غولدمان ساكس) الذي أصدره المحلل المتخصص في النفط في البنك (داميان كورفالين) إلى أن عودة مستويات المخزون إلى المستويات الطبيعية هو الحل للمنتجين ذوي التكلفة المنخفضة. واضاف داميان في مذكرة أرسلها البنك إلى عملاءه وحصل موقع Investing.com على نسخة منها، أن عودة المخزونات إلى المستويات الطبيعية ستولد الميل إلى التراجع، والذي سيزيل مكاسب التحوط من المنتجين ذوي التكلفة العالية ويساعد المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة في رفع حصتهم في السوق".
ووفقا لبنك غولدمان ساكس، فإن دخول الأسواق مرحلة ما يسمى "الميل إلى التراجع" قد يعني أن أنتاج النفط من الصخر الزيتي، والذي هو مرتفع التكلفه حالياً قد يصبح أقل جاذبية بحلول عام 2018. وكان بنك غولدمان ساكس قد أشار مؤخرا إلى أن تخفيضات أوبك ستدفع سوق النفط إلى العجز في الربع الأول، وهذا بدوره من شأنه تحريك السوق إلى الميل إلى التراجع قبل أشهر الصيف.
ومع ذلك، أشار غولدمان ساكس إلى أنه من المتوقع أن يتعامل إنتاج الصخر الزيتي الولايات المتحدة مع ارتفاع أسعار النفط، حيث من المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط مع إرتفاع الأسعار، وهو ما سيجعل إمكانيات صعود أسعار النفط "محدودة" فوق مستوى الـ50 دولار.
ويقال أن السعوديون هم من يقود تخفيض الإنتاج في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن ينضم البقية لذلك في المستقبل القريب.