Investing.com – تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى في تداولات الصباح بالتوقيت الأمريكي الشرقي لليوم الخميس، وذلك مع ترقب الأسواق للقراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي،وفي ظل تصريحات عدد من أهم المصرفين المركزيين في العالم، والتي أثارت توقعات بسياسة نقدية أكثر تشدداً خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الدولار قد سقط إلى أدنى مستوياته في عام كامل أمام اليورو، وتراجع كذلك أمام الجنيه الإسترليني، وذلك مع أخذ المستثمرين في إعتبارهم إحتمالات سياسة نقدية أكثر تشدداً في أوروبا، في ظل تعليقات لعدد من كبار مسؤولي البنوك المركزية.
وكانت تصريحات رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) التي أطلقها يوم الثلاثاء، قد تسببت بإرتفاع قوي في سعر صرف اليورو، عندما ألمح إلى أنه من الممكن أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض التحفيز النقدي خلال العام الحالي.
وكان البنك المركزى الامريكى قد قرر رفع أسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام، في إجتماعه الذي إنتهى بتاريخ 14 حزيران/يونيو، وواصل خططه للمضي قدما في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام. وعلى الرغم من لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي الصقورية نسبياً، فإن المشاركين في الأسواق إستمروا في التشكيك في قدرة البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة بعدد المرات التي يتوقعها خلال العام الحالي، بسبب عدد من التقارير الاقتصادية الأمريكية المخيبة للآمال، وعلى رأسها مؤشرات التضخم الضعيفة.
كما تعرض الدولار لضغوط إضافية عقب تأجيل التصويت على مشروع قانون الرعاية الصحية من قبل مجلس الشيوخ الامريكى فى وقت سابق من هذا الأسبوع.
ويشعر المشاركون في السوق بحالة من القلق بسبب أن إدارة الرئيس (ترامب) ستجد مصاعب على طريق متابعتها للإصلاحات الضريبية وبقية خطوات التحفيز المالي، دون أن تنجح أولاً في إقرار مشروع قانون الرعاية الصحية.
وعلى جبهة التقارير الاقتصادية، تترقب الأسواق القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، وهو المقياس الرئيسي للنمو الاقتصادي، بحثاً عن المزيد من الأدلة حول صحة الإقتصاد الأكبر في العالم.
ومن المتوقع أن تظهر أرقام التقرير أن الاقتصاد قد نما بمعدل سنوي قدره 1.2٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ذات الرقم الذي أظهرته القراءة الأولية.
وبالعودة إلى الأسواق، تراجعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الأوروبية، مع إرتفاع اليورو/دولار بواقع 0.41٪ ليتداول عند 1.1424، مسجلاً اعلى مستوياته في عام كامل. كما تمتع اليورو بالتألق كذلك أمام الين، ووصل لأعلى مستوياته في 16 شهراً، بعد ان إرتفع ، إرتفع اليورو/ين بنسبة 0.45٪، ليتداول عند 128.32.
وشعرت الأسواق بالقلق بعد أن قال البنك المركزي الأوروبي يوم أمس الاربعاء أن الأسواق قد أخطأت في تفسير تصريحات الرئيس (ماريو دراجي) التي كان قد أطلقها قبل ذلك بيوم. وكان دراجي قد قال خلال حديثه في منتدى البنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء، أن العوامل التي تضغط على التضخم في منطقة اليورو هي بشكل رئيسي عوامل مؤقتة، وأضاف أنه سيكون بإمكان البنك التغلب عليها. وأثارت هذه التصريحات التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي قد ينهي برنامج التسهيل الكمي في المستقبل القريب.
من جهة أخرى، تداول الباوند/دولار عند اعلى مستوياته في شهر، بعد ان إرتفع الزوج بنسبة 0.46٪، ليسجل 1.2985.
وكان الجنيه الاسترليني قد إرتفع وأضاف إلى مكاسبه التي حققها في وقت سابق، بعد أن قال محافظ بنك انجلترا (مارك كارني) يوم امس الاربعاء أن من المرجح أن يضطر بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) الى رفع أسعار الفائدة مع إقتراب الاقتصاد البريطاني من إستغلال الطاقة الإنتاجية الكاملة.
وكانت لجنة السياسة النقدية في بنك انجلترا قد انقسمت بواقع 5 أصوات مقابل 3 في إجتماعها الأخير، والذي جرى في وقت سابق من هذا الشهر، حول ما إذا كان من المناسب الأن إتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة من المستوى القياسي المنخفض الحالي، والبالغ 0.25٪. وكان صوت كارني قد ذهب لمصلحة الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير.
كما ارتفع الدولار الكندي ليصل الى اعلى مستوياته منذ شباط/فبراير بعد ان قال محافظ بنك كندا (ستيفن بولوز) يوم أمس الاربعاء أن قرارات خفض الفائدة التي أتخذت في عام 2015 قد قامت بعملها، وأن البنك الان يحتاج إلى النظر في خياراته.
وخلال جلسة تداول اليوم، إرتفع الدولار/كندي بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.3011، بعد أم كان قد حقق مكاسب حادة بلغت 1.2٪ خلال الجلسة السابقة.
وكانت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يلين) قد أعادت التأكيد في وقت سابق من هذا الأسبوع أن البنك المركزي الأمريكي سيواصل رفع أسعار الفائدة تدريجياً، بعد أن رفع (الفيدرالي) أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر. إلا ان توقعات التضخم الضعيفة في الولايات المتحدة أثارت شكوك الأسواق حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادراً على المضي قدماً على مسار رفع الفائدة كما يرغب.
هذا وتراجعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية مع إنخفاض الدولار/ين بنسبة 0.17٪ ليسجل 112.48.
وكان محضر إجتماع بنك اليابان الأخير والذي نشر يوم الاثنين قد أظهر أن أصحاب القرار يفضلون التمسك بالسياسة النقدية المتساهلة، مع أن التضخم لا يزال أقل بكثير من المستوى المستهدف للبنك وهو 2٪. وقد ساعدت تباين توقعات السياسة النقدية بين بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان على دعم الدولار مقابل الين.
وفي ظل هذه الحركات، أظهر مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، تراجعاً بنسبة 0.33٪ ليسجل 95.48، وهو ادنى مستوى له منذ 3 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.