من المقرر أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة فرنسا وصربيا والمجر الأسبوع المقبل، في أول زيارة له إلى أوروبا منذ خمس سنوات. وتأتي هذه الزيارة في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على قطاعي السيارات الكهربائية والطاقة الخضراء في الصين بسبب الدعم الكبير الذي يُعتقد أنه يوفر ميزة غير عادلة للمصنعين الصينيين.
ينشأ نفوذ الاتحاد الأوروبي المحتمل على بكين في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين والقيود المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة على الشركات الصينية. ومع ذلك، أظهرت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي افتقارًا إلى الوحدة، مما قد يضعف قدرتها على المساومة. وتخيم على رحلة شي أيضًا المخاوف الأوروبية بشأن الدعم الصيني للاقتصاد الروسي وسط الصراع الدائر في أوكرانيا.
وقد صرح لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بأن زيارة شي تهدف إلى "ضخ الاستقرار في تنمية العلاقات الصينية الأوروبية وتقديم مساهمات جديدة للسلام والاستقرار في العالم". وأشار المحلل ماثيو دوشاتيل من معهد مونتين إلى أن شي سيسعى إلى تحييد تدابير الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي من خلال استغلال الخلافات الداخلية داخل التكتل.
أعربت الشركات والحكومات الأوروبية عن استيائها من محدودية الوصول إلى السوق الصينية والمنافسة غير العادلة. ووجد بحث أجراه معهد كيل أن الإعانات الصينية لشركاتها أعلى بكثير من تلك التي تقدمها الاقتصادات الكبرى الأخرى.
وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً من الاتحاد الأوروبي بشأن الدعم، وسلط الضوء على حاجة الاتحاد إلى تكييف قواعد المنافسة لمواكبة الصين والولايات المتحدة. وفي المقابل، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى تحسين وصول الشركات الألمانية إلى السوق الصينية مع إبداء الحذر تجاه تحقيقات الاتحاد الأوروبي في مكافحة الدعم.
وقد ركز تحقيق الاتحاد الأوروبي في السيارات الكهربائية بشكل خاص على شركات صناعة السيارات الصينية BYD وGeely وSAIC. هناك قلق بين بعض المسؤولين الحكوميين الفرنسيين من أن ألمانيا قد تقوض هذا التحقيق، نظرًا لأهمية الصين بالنسبة للاقتصاد الألماني وقطاع السيارات الألماني، الذي يشمل شركات مثل بي إم دبليو ومرسيدس بنز.
ومن المتوقع أن يجتمع ماكرون مع شولتز، وهناك تكهنات بأنه سيشجع شولتز على الانضمام إليه في مناقشة رباعية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وشي في باريس.
ومن المقرر زيارة شي إلى أوروبا في الفترة من 5 مايو إلى 10 مايو. وفي صربيا والمجر، اللتين يُنظر إليهما على أنهما مواليتان لروسيا ومتلقيتان كبيرتان للاستثمارات الصينية، ستتم مراقبة تعليقات شي على روسيا عن كثب. ومن المقرر أن يستضيف شي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الصين في وقت لاحق من شهر مايو.
وقد أعرب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش عن تشرفه بزيارة شي، وتوقع تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين صربيا والصين في 1 يوليو. ويشير المراقبون إلى أن رحلة شي إلى صربيا، التي تتزامن مع الذكرى العشرين لقصف حلف الناتو للسفارة الصينية في بلغراد، يمكن أن تُستخدم لتعزيز موقف الصين المناهض لحلف الناتو.
وفي المجر، عرقلت الحكومة في السابق تصريحات الاتحاد الأوروبي التي تنتقد الصين بشأن قضايا حقوق الإنسان. وينظر شين دينجلي، وهو باحث مقيم في شنغهاي، إلى تواصل الصين مع صربيا والمجر على أنه استراتيجية لتعميق الانقسامات داخل الغرب.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.