يواجه ميناء الحاويات في سنغافورة أسوأ تكدس منذ جائحة كوفيد-19، مما يعكس التأثير الأوسع نطاقًا لتغيير مسار السفن للابتعاد عن هجمات البحر الأحمر على شبكات الشحن العالمية. ويعاني الميناء، الذي يُصنف كثاني أكبر ميناء في العالم، من تأخيرات كبيرة، حيث امتد متوسط وقت الانتظار لرسو سفينة حاويات إلى يومين إلى ثلاثة أيام حتى نهاية مايو/أيار، مقارنة بالمدة المعتادة التي تقل عن يوم واحد.
ويظهر التأثير المضاعف لهذه الاضطرابات البحرية جليًا في جميع أنحاء آسيا وأوروبا، حيث أفادت التقارير أن 60% من السفن التي تنتظر في المرسى تقع في آسيا. ووفقًا لشركة البيانات البحرية Linerlytica، فإن أكثر من 2.4 مليون وحدة حاويات مكافئة لعشرين قدمًا (TEUs) كانت محتجزة في المراسي اعتبارًا من منتصف يونيو. هذا الازدحام ليس مدفوعًا بطلب المستهلكين، كما كان الحال أثناء الجائحة، ولكن بسبب تغيير طرق الشحن التي تتجنب البحر الأحمر بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية منذ نوفمبر.
تقوم شركات النقل بإنزال حمولات أكبر في مراكز إعادة الشحن الرئيسية مثل سنغافورة للحاق بجداولها الزمنية، مما أدى إلى زيادة متوسط حجم تفريغ البضائع بنسبة 22% من يناير إلى مايو. وقد أثر ذلك على إنتاجية الموانئ، كما أن الموانئ القريبة مثل ميناء كلانج الماليزي وتانجونج بيليباس في ماليزيا، وكذلك الموانئ الصينية مثل شنغهاي وتشينغداو، تعاني أيضًا من حالات احتياطية.
اتخذت هيئة الملاحة البحرية والموانئ في سنغافورة (MPA) تدابير للتخفيف من حدة المشكلة من خلال إعادة فتح الأرصفة والساحات القديمة في محطة كيبل وإعلانها عن افتتاح أرصفة إضافية في ميناء تواس. وفي الوقت نفسه، ألغت شركة ميرسك، وهي شركة رائدة في مجال نقل الحاويات، رحلتين بحريتين متجهتين غربًا من الصين وكوريا الجنوبية في أوائل يوليو بسبب الازدحام الشديد في الموانئ الآسيوية والمتوسطية.
كانت بداية موسم ذروة الشحن في وقت مبكر بشكل غير متوقع هذا العام، مع أنشطة إعادة التخزين، لا سيما في الولايات المتحدة، وشحن العملاء للبضائع قبل الطلب المتوقع. ارتفعت أسعار الحاويات، وهو ما يذكرنا بارتفاع التضخم في فترة ما بعد الجائحة، حيث تضاعفت الأسعار من آسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا ثلاث مرات منذ أوائل عام 2024. وارتفع حجم الواردات في أكبر 10 موانئ بحرية أمريكية في مايو بنسبة 12%، مدفوعًا بارتفاع حجم الواردات الشهرية.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل المستوردون الأمريكيون على تسريع عمليات شراء السلع الصينية مثل الصلب والمنتجات الطبية قبل الزيادات الحادة في الرسوم الجمركية المقررة في 1 أغسطس. ومع ذلك، من المتوقع أن تؤثر هذه التعريفات على جزء صغير فقط من الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، مع توقع تأثير إجمالي محدود على أحجام الشحن.
ويحذر الخبراء من أن التأثير التراكمي لهذه الاضطرابات، بما في ذلك المخاوف من الإضرابات المحتملة في الموانئ الأمريكية وتأثير إضرابات الموانئ الألمانية، سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين. وتواجه شركات الشحن أعباءً مالية كبيرة بسبب هذه التحديات، كما أشار بيتر ساند، كبير المحللين في شركة Xeneta.
ساهمت رويترز في هذا المقال.تم ترجمة هذه المقالة بمساعدة برنامج ذكاء اصطناعي بعد مراجعة أحد المحررين.. لمزيد من التفاصيل يُرجى الرجوع للشروط والأحكام الخاصة بنها