من فيصل عمر
براوة (الصومال) (رويترز) - قال مسؤول صومالي إن قوات الاتحاد الافريقي والجيش الصومالي استولت يوم الأحد على بلدة براوة -الميناء الذي تستخدمه حركة الشباب في جلب السلاح والمقاتلين من الخارج- وذلك بعد فرار الإسلاميين المتشددين المرتبطين بالقاعدة من البلدة دون مقاومة.
وكانت قوات الاتحاد الافريقي والجيش الصومالي قد شنت هجوما مشتركا في مارس آذار لطرد المقاتلين من بلدات ومناطق يسيطرون عليها وعززت هجومهما في أغسطس آب بعد زيادة كبيرة في الهجمات بالبنادق والقنابل في مقديشو.
وقالت ليديا وانيوتو القائمة بأعمال رئيس قوات الاتحاد الافريقي في بيان أصدره الاتحاد "أريد أن أبلغ شعب الصومال ببعض الأخبار الطيبة للغاية. عاصمة إرهاب الشباب براوة تحت سيطرة الحكومة الصومالية الآن."
وفي وقت سابق قال عبد القادر محمد سيدي حاكم منطقة شبلي السفلى التي توجد بها براوة لرويترز إن عناصر حركة الشباب فرت دون مقاومة عندما تقدمت القوات إلى البلدة.
وأضاف "جعلنا معظم قواتنا تتمركز على أطراف البلدة كي لا نخيف الأهالي. عدد قليل من قوات المشاة موجودون الآن بالداخل. الروح المعنوية هادئة ولا توجد هجمات أو مقاومة. الأهالي هادئون."
ورفض الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية في الشباب التعليق على ما إذا كان المقاتلون الإسلاميون فروا من البلدة. وقال لرويترز في وقت سابق يوم الأحد إن مقاتلي الحركة أحرقوا سيارتين تابعتين للحكومة قرب براوة السبت. وقال الاتحاد الافريقي إن الكمين الذي نصبه مقاتلو حركة الشباب لم ينجح.
وقال حسين نور وهو محاضر جامعي في موضوع القيادة الرشيدة والحكم في مقديشو إن سقوط براوة ضربة لحركة الشباب.
واضاف لرويترز "من الناحية الاقتصادية... هو ميناء يصدرون منه الفحم ويستوردون منه احتياجاتهم. ومن الناحية العسكرية كان مكانا استراتيجيا يختبئ فيه قادة الشباب والأجانب والمفجرون المدربون."
وتابع قوله "بالنسبة للحكومة هذا معناه أن حركة الشباب لم تعد لديها قاعدة في مدى نحو 200 كيلومترا عن مقديشو. ولكن هذا ليس معناه القضاء على الشباب. ما زالوا أقوياء ويسيطرون على مساحات واسعة من الصومال."
وتبعد براوة 180 كيلومترا إلى الجنوب من مقديشو وسيطرت عليها ميليشيات إسلامية بالكامل منذ 2006 دون وجود يذكر للحكومة.
وحظرت الشباب كثيرا من أوجه الحياة الحديثة وطبقت تفسيرا صارما للشريعة الإسلامية فأمرت بعمليات إعدام وجلد وقطع أطراف عن جرائم مثل السرقة.
وقال الأهالي إنهم يغادرون براوة لأنهم يعتقدون أن قتالا سينشب في البلدة.
وقال حسين إبراهيم وهو مقيم في براوة لرويترز "كان الشباب يتحدثون إلينا في المساجد.. قالوا إنهم سيغادرون البلدة وحذرونا من مساعدة الحكومة... أنا أيضا أستعد للفرار. نحن متأكدون أن الشباب سيهاجمون البلدة.
وحكمت الشباب معظم منطقة جنوب الصومال بين عامي 2006 و2011 عندما دخلت القوات الافريقية العاصمة. ولسنوات دعمت الدول الغربية التي أقلقها انتشار التشدد الإسلامي قوات الاتحاد الافريقي لحفظ السلام ماليا وقالت إن الشباب استغلت الفوضى في الصومال لتدريب مقاتليها.
وتأثرت حركة الشباب بشدة حينما سقط ميناء كيسمايو بيد قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية في سبتمبر أيلول 2012. وكانت الجماعة تسيطر على الميناء منذ عام 2007 وفرضت ضرائب على السفن التي أبحرت أو رست على شواطئها. واستخدموا هذه العوائد في توسيع حملتهم العسكرية.
ومنذ إخراجهم من كيسمايو يرد مقاتلو الشباب على الهجمات بضرب الحكومة في العاصمة مقديشو.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير)