القدس (رويترز) - تراجعت إسرائيل عن قرار بإلغاء اعتماد صحفي بقناة تلفزيون الجزيرة قائلة إنه أوضح أن التصريحات التي أدلى بها العام الماضي لا تمثل تأييدا لما وصفته إسرائيل بالعنف الفلسطيني.
وكان إلياس كرام وهو من عرب إسرائيل قد قال لمحطة تلفزيونية مقرها تركيا العام الماضي إن دوره كصحفي في الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة فيها جزء لا يتجزأ من "أعمال المقاومة".
وقال المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية إن كرام أوضح خلال جلسة استماع عُقدت في 21 أغسطس آب أن تلك التصريحات لا تمثل دعما أو تعاطفا مع العنف.
وقال المكتب في رد على تفسيره وبعد مشاورات مع مسؤولي الأمن إنه جمد لمدة ستة أشهر قرار إلغاء اعتماد كرام وإنه سيراجع تقاريره الإخبارية خلال هذه الفترة.
وامتنع متحدث باسم قناة الجزيرة في الدوحة عن التعليق ولكنه قال إن بيانا سيصدر في وقت لاحق.
وكانت لجنة حماية الصحفيين التي مقرها في نيويورك قد أدانت القرار الأصلي الذي اتخذته إسرائيل قبل أسبوعين . وبعثت اللجنة برسالة إلى المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية قالت فيها إنها لا تستطيع أن تجد "أي تبرير لمضايقة كرام أو دليل على تحريض الجزيرة على العنف".
وبالنسبة لكثير من الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية التي تحارب إسرائيل يعد تعبير "المقاومة" مرادفا للهجمات المسلحة. ويقول الفلسطينيون الذين يؤيدون عملية السلام مع إسرائيل التي تؤدي إلى إقامة دولة إن هذا التعبير يمكن أن يشير إلى الاحتجاجات التي لا تتسم بالعنف مثل إضراب السجناء عن الطعام.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على إغلاق الجزيرة في إسرائيل متهما إياها بالتحريض على العنف.
وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري بأنه يجري إعداد خطط لإلغاء الاعتماد الصحفي لصحفيي قناة الجزيرة وإغلاق مكتبها في القدس وإزالة بث القناة من باقات مزودي خدمات البث المحلي والفضائي.
بيد أن إغلاقا من هذا القبيل ليس وشيكا فيما يبدو وقال مسؤول إسرائيلي إن تنفيذ معظم الخطوات المقترحة يتطلب عملية قانونية.
وقالت الجزيرة في يوليو تموز إن إسرائيل تؤيد موقف الدول العربية الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر.
كما تواجه الجزيرة رقابة حكومية في مصر التي سجنت في 2014 ثلاثة من العاملين في الشبكة لسبعة أعوام وأغلقت مكاتبها. وأطلقت القاهرة سراح اثنين لكن لا يزال الثالث محبوسا.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)