وسيصدر تقرير الوظائف المرتقب في تمام الساعة 08:30 صباحاً بتوقيت نيويورك، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل البطالة استقر في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر آب/أغسطس عند مستويات 8.3%، وستظهر وزارة العمل الأمريكية بأن القطاع الصناعي أو بالأصح -التغير في وظائف القطاع الصناعي- نجح في خلق 10 آلاف فرصة عمل، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 25 ألف فرصة عمل قبيل شهر، هذا إلى جانب توفير القطاع الخاص أو لنكن أكثر دقة فإن التغير في وظائف القطاع الخاص بلغ خلال شهر آب 142 الف فرصة عمل، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 172 ألف وظيفة.
وتظهر البيانات المتتالية يوماً بعد يوم بأن الاقتصاد الأمريكي فقد الكثير من زخمه خلال الفترة الماضية، عقب انتهاء الخطط والبرامج التحفيزية، واستمرار أزمة الديون الأوروبية، وفي كافة القطاعات تقريباً، فقد شهدنا تراجع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في قطاعات الصناعة، المنازل، إلى جانب قطاعات أخرى، الأمر الذي أجبر الشركات في ظل ضعف مستويات الطلب على المستويين المحلي والعالمي على التخوف من توفير الأيدي العاملة لتخفيض النفقات والتكاليف، مع الإشارة بأن الاقتصاد الأمريكي سيحتاج إلى تعويض الخسائر المسجلة في الوظائف والتي شهدناها في خضم الأزمة، عندما خسر الاقتصاد الأمريكي حوالي 8.5 مليون وظيفة.
الأوضاع الاقتصادية شهدت تراجعاً عزيزي القارئ، فالأنشطة الاقتصادية تواصل مساعيها للاستقرار في قطاع المنازل، القطاع الصناعي، الأمر الذي قد لا يساعد الاقتصاد الأمريكي على تسجيل معدلات نمو قوية، كتلك التي سجلها في الربع الرابع من العام الماضي 2009 عند 5.6%، حيث يكمن القلق الأساسي في ارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، لتعمل تلك العوامل على تدمير الأنشطة في الاقتصاد الأمريكي، نظراً لكونها تحد من معدلات الإنفاق.
ويؤكد البنك الفدرالي الأمريكي على أن معدلات البطالة ستتراوح خلال العام الحالي 2012 ما بين 8.0% و 8.2% بحلول نهاية العام، بالمقارنة مع توقعاته السابقة والتي بلغت 7.8% إلى 8.0%، حيث تشير توقعات البنك إلى أن قطاع العمل الأمريكي سيشهد وتيرة توظيف معتدلة خلال العام الحالي، ولكن وبشكل عام فإن قطاع العمل الأمريكي لا يزال يبحث عن الاستقرار، الأمر الذي سيضعف الأوضاع الاقتصادية وبالتالي وتيرة التعافي والانتعاش، نظراً لانخفاض معدلات الإنفاق خلال الفترة المقبلة، مع العلم بأن الإنفاق يشكل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي تقريباً.