ولكن الإعصار ساندي فشل في وقف البيانات الاقتصادية التي صدرت عن الولايات المتحدة، إلا أنه نجح في إغلاق الأسواق المالية كما أسلفنا، كما ونجح في إيقاف الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة باراك أوباما وميت رومني، في حين خلف الإعصار أضراراً مادية بحوالي 50 مليار دولار أمريكي.
وإذا صح أن نطلق لقباً على الأسبوع الماضي، فيصح أن نسميه أسبوع قطاع العمل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لزخم البيانات التي صدرت حول أداء القطاع خلال الفترة الماضية، ناهيك عزيزي القارئ عن بيانات قطاع الصناعة، إلى جانب بيانات قطاع المنازل، والذي كان السبب في انطلاق الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الأنظار طوال الأسبوع الماضي بقيت متوجهة نحو آخر أيام الأسبوع -يوم الجمعة- في ترقب واضح لبيانات تقرير الوظائف الأمريكي.
وقد استهل الاقتصاد الأمريكي بيانات الأسبوع الماضي بإصدار تقرير الدخل، والذي جاء ببيانات متباينة بعض الشيء، حيث صدر التقرير عن وزارة التجارة الأمريكية في قراءته الخاصة بشهر أيلول/سبتمبر الماضي، لنشهد ارتفاع مستويات الدخل وبأعلى من التوقعات، في حين ارتفعت مستويات الإنفاق دون التوقعات خلال الفترة ذاتها، إلا أننا لا نستطيع القول بأن مستويات الدخل قد تعافت بشكل تام، وخير ما يمكننا وصف مستويات الدخل والإنفاق به في الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لا تزال "ضعيفة"، ولا ترتقي إلى المستويات المطلوبة، الأمر الذي يؤكد فعلاً على أن أنشطة الاقتصاد الأمريكي تنمو بوتيرة معتدلة خلال الوقت الراهن.
وشهدنا عقب ذلك صدور بيانات عن قطاع الصناعة الأمريكي، ذلك القطاع الذي يشكل داعماً أساسياً للاقتصاد الأمريكي، تمثلت في معهد التزويد الصناعي، والذي أظهر بأن القطاع عاد للنمو، حيث شهدنا ارتفاع المؤشر وبأعلى من التوقعات، ليعزى ذلك الارتفاع في أداء قطاع الصناعة إلى الانخفاض النسبي الذي شهده الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية مؤخراً، الأمر الذي دعم الصادرات الصناعية الأمريكية بشكل خاص، وباقي الصادرات الأمريكية بشكل عام.
وقد مهد مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص الطريق أمام تقرير الوظائف الأمريكي والذي صدر يوم الجمعة، حيث حملت بيانات المؤشر مبشرات حول أداء قطاع العمل خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بحسب مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، والذي أظهر نجاح القطاع الخاص في توفير 158 ألف فرصة عمل جديدة خلال تلك الفترة.
يوم الجمعة، أو اليوم المشهود بالنسبة للمستثمرين والأسواق، حمل لنا بيانات جيدة ومبهرة، على الرغم من عدم تطابق أرقام تقرير الوظائف الأمريكي مع التوقعات، حيث شهدنا نجاح الاقتصاد الأمريكي في توفير 171 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر، وبأعلى من التوقعات، هذا إلى جانب ارىفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة خلال الشهر ذاته من 7.8% إلى 7.9% وبتطابق مع التوقعات.
هذا ويقف الاقتصاد الأمريكي على أبواب أسبوع الانتخابات الرئاسية، مع الإشارة إلى أن الأسواق المالية ستتأثر بشكل كبير بنتيجة الانتخابات الأمريكية، وبالأخص في أثنائها وفي وقت الإعلان عن النتائج، أي يومي السادس والسابع من تشرين الثاني/نوفمبر، لذلك فنحن ننصح المستثمرين بتوخي الحذر في تداولاتهم خلال تلك الفترة.