investing.com - استضافت سنغافورة في الشهر الماضي مهرجان التقنية المالية، وحضرته مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، التي دعمت فكرة إصدار البنوك المركزية لعملات رقمية موضحة الفوائد المتنوعة التي تقدمها هذه الأصول مثل الإدماج المالي، الأمن والخصوصية.
وأضافت لاجارد أن العديد من العملات الرقمية الشهيرة وعلى رأسهم بيتكوين يتنافسون من أجل أن يصبحوا العملة الرقمية الموحدة في عالم جديد غير رقمي. وأشارت إلى أن نمو البيتكوين الصاروخي في عام 2017 واستمرار نموها وتطورها في العام الجاري أكبر دليل على مستقبل هذه الفئة من الأصول الواعد.
واستحوذت تقنية البلوكتشين الثورية وحالات استخدامها مثل العملات الرقمية على اهتمام المحافظ السابق في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ومرشح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، كيفين ورش، الذي أوضح في مايو الماضي أنه ينتوي استكشاف فكرة إصدار عملة رقمية وطنية باسم "فيدكوين" في حالة نجاحه في الانتخابات.
ومع ذلك، فإن المسؤولين الآخرين في الاحتياطي الفيدرالي لا يشاركون ورش حماسه بشأن العملات الرقمية، فعلى مدار العامين الماضيين لم يكن الباحثين في البنك مقتنعين بالعملات الرقمية ولا بفكرة إصدار عملة رقمية وطنية.
وأوضح الباحثان ألكسندر بيرنتسن وفابيان شار أن البنوك المركزية تستطيع إصدار عملات رقمية بسهولة ولكن الخصائص الرئيسية لهذه العملات غير مناسبة للبنوك المركزية، وأضافوا أن أي بنك مركزي ذو سمعة جيدة لن يستطيع المخاطرة وإصدار عملة رقمية مجهولة المصدر.
وأكدوا أن تطبيق قوانين معرفة العميل ومكافحة غسيل الأموال أمر ضروري لمنع عصابات المخدرات والإرهابيين والكيانات غير القانونية الأخرى من استغلال طبيعة العملات الرقمية. وحتى مع تطبيق هذه القوانين فسيكون من النفاق مطالبة البنوك التجارية بالرقابة على هذه الأصول في حين أن البنوك المركزية لم تقوم بهذه المهمة.
وقال الباحثان إن في حالة إصدار البنك المركزي لعملة رقمية لابد أن تتسم العملة بالمركزية وهو ما يناقض مفهوم هذه الأصول وبالتالي لن تصبح عملة رقمية بل أموال إلكترونية، ولهذا لا يرى المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي الجدوى من إصدار عملة رقمية وطنية أو أي شكل من الأموال الإلكترونية.