كابول (رويترز) - شددت السلطات الأفغانية إجراءات الأمن في وسط كابول الذي يضم السفارات الأجنبية والمكاتب الحكومية بعد سلسلة هجمات انتحارية أوقعت مئات الضحايا وأضرت بالثقة في الحكومة المدعومة من الغرب.
فبعد مرور شهرين على مقتل 150 شخصا على الأقل في انفجار شاحنة يوم 31 مايو أيار في أكبر هجوم من نوعه منذ الحملة التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بحكم طالبان في عام 2001 وُضعت العديد من الكاميرات وأجهزة الفحص الأمني عند المفارق حول وسط المدينة.
وقال سالم إهساس القائم بأعمال قائد شرطة كابول لرويترز "أولويتنا في هذه الخطة الأمنية هي المنطقة الدبلوماسية". وأضاف "أكبر مستوى للتهديد موجود في هذه المنطقة لذلك نحتاج لاتخاذ إجراءات أمنية أشد هنا".
ومما يؤكد وجود هذا التهديد قالت مديرية الأمن الوطني إن قوات الأمن ضبطت شاحنة في كابول يوم السبت تحمل 16.5 طن من نيترات الأمونيا مخبأة في علف للدواجن لاستخدامها في صنع متفجرات.
وتظهر الإجراءات الجديدة، التي تأتي في الوقت الذي تواجه فيه الإدارة الأمريكية صعوبات في صياغة استراتيجية جديدة تجاه أفغانستان، مدى الخطورة التي وصل إليها الوضع الأمني منذ أن أنهى تحالف يقوده حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية الرئيسية في عام 2014.
ولم يكن لدى كابول من قبل "منطقة خضراء" مثل تلك الموجودة في بغداد لكن على مر السنين زادت عسكرة وسط المدينة الذي امتلأ بنقاط التفتيش المسلحة.
والمدينة الآن واحدة من أكثر المدن خطورة على المدنيين في أفغانستان بعد مقتل 209 أشخاص وإصابة 777 في هجمات انتحارية وهجمات أخرى في النصف الأول من هذا العام وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وفي هذا العام وحده شملت الهجمات المستشفى العسكري الرئيسي قرب السفارة الأمريكية في كابول والمحكمة العليا والسفارة العراقية فضلا عن هجوم 31 مايو أيار بشاحنة ملغومة أمام لسفارة الألمانية.
وستشمل الإجراءات الجديدة وضع 27 نقطة تفتيش دائمة في 42 شارعا يمر عبر المنطقة مزودة بأجهزة محمولة للكشف عن المفرقعات وكلاب وكاميرات أمنية. وستُغلق تسع شوارع أخرى بشكل معتاد كما سيتم إغلاق الطرق الست الباقية أمام السيارات بشكل دائم.
وسيتم تفتيش الشاحنات في نقطة تفتيش خارجية ثم تدخل المنطقة عن الطريق الرئيسي من المطار وسيُنشر نحو 1200 شرطي في المنطقة منهم دوريات بالدراجات النارية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)