من رامي أيوب
القدس (رويترز) - وافقت إسرائيل يوم الأحد على خطط لتوفير لقاحات كوفيد-19 للفلسطينيين الذين يحملون تصاريح للعمل في إسرائيل، في خطوة قالت إحدى الجماعات الحقوقية إنها ليست كافية لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وتلقى الفلسطينيون جرعات قليلة نسبيا حتى الآن، وهم متأخرون كثيرا عن إسرائيل التي وفرت جرعتي اللقاح لما يزيد على ثلث سكانها في واحدة من أسرع عمليات توزيعه في العالم.
وبعد أن واجهت انتقادات لعدم توسع حملتها لتشمل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وافقت إسرائيل هذا الشهر على منح مسؤولي الصحة الفلسطينيين 5000 جرعة من لقاح مودرنا وسلمت منذ ذلك الحين ما يزيد على 2000 منها.
وفي تعبير عن الالتزام بدرجة أكبر، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الأحد إنها ستوفر لقاحات مودرنا لما يقدر بنحو 130 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل أو مستوطناتها في الضفة الغربية.
وأضافت الوحدة أن هذا البرنامج سيبدأ في غضون أيام.
وقال شاهر سعد الأمين العام لاتحاد العمال الفلسطينيين إنه تم بالفعل تطعيم آلاف الفلسطينيين الذين يعملون في قطاعي الخدمات والصناعة الإسرائيليين من خلال أرباب العمل داخل إسرائيل.
وأضاف أن طواقم طبية فلسطينية ستتمركز عند نقاط التفتيش لإعطاء التطعيمات بموجب البرنامج الإسرائيلي الجديد.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب 1967. ويريد الفلسطينيون هذه الأراضي لإقامة دولتهم في المستقبل.
وتعتبر إسرائيل فلسطينيي القدس الشرقية جزءا من سكانها وقدمت لهم اللقاحات، لكنها تقول إنه بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام فإن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن تطعيم السكان في غزة ومناطق الحكم الذاتي المحدود بالضفة الغربية.
وقال عمر شاكر مدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتطعيم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها الفعلية.
وأضاف أن تطعيم الفلسطينيين الذين يتواصلون مع الإسرائيليين فقط يعزز فكرة أن حياة الفلسطينيين، بالنسبة للسلطات الإسرائيلية، مهمة فقط بقدر ما تؤثر على حياة اليهود.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن التطعيمات يتم تقديمها "في سياق الجهود لمكافحة انتشار كوفيد-19... ومن أجل الحفاظ على الصحة العامة والاقتصاد".
وفي حديثه للصحفيين الأسبوع الماضي قبل الإعلان عن البرنامج، قال نحمان آش منسق الاستجابة الوطنية للجائحة في إسرائيل "من منظور طبي، نعتقد أن تطعيم العمال الفلسطينيين هو الشيء الصحيح إلى حد كبير".
وحتى الآن، تلقى الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة والبالغ عددهم 5.2 مليون نسمة نحو 32 ألف جرعة لقاح عبارة عن هبات صغيرة من إسرائيل وروسيا والإمارات العربية المتحدة. ويتوقع الفلسطينيون وصول المزيد من الجرعات من روسيا ومن شركة أسترا (SE:1212) زينيكا خلال أسابيع.
وأغلقت السلطة الفلسطينية معظم المدارس في الضفة الغربية يوم الأحد في محاولة لوقف الارتفاع الحاد في الإصابات بفيروس كورونا. وقال مسؤولون إن الإشغال في وحدات العناية المركزة لمرضى كوفيد-19 في الضفة وصل إلى 95 بالمئة.
(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله - إعداد أحمد صبحي ومحمد عبد اللاه ومحمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)