نهاية أسبوعية هادئة إلا أن التوتر لايزال سيد الموقف مع فشل المزاد الأسباني أمس في تقليص حجم المخاوف بشأن أزمة الديون الأوروبية مع الغمامة السوداء التي تحيط التصنيف الائتماني في فرنسا التي تحضر للانتخابات الرئاسية، و اليوم اننا على موعد مع بيانات الثقة الألمانية و مبيعات التجزئة البريطانية.
تشهد الأسواق الأوروبية حالة من عدم الاستقرار و الحيرة حول مستقبل الاقتصاديات الأوروبية التي لا تزال تعاني من تداعيات أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، و هذا ما بدا أثره الواضح على الأسواق المالية بعد المزاد الأسباني و الفرنسي بالأمس.
لم تكن نتائج المزاد الأسباني سيئة للغاية، إذ تمكنت الحكومة من بيع سندات قريبة من المستويات المستهدفة، و على الرغم من الارتفاع الطفيف في العائد على السندات و تراجع مستويات الطلب على هذه السندات، و هذا بدوره ما هو قريب من المزاد الفرنسي الذي لم يكن مرضيا للاسواق بشكل كامل.
قال المشاركين في الأسواق و المحللون أمس أن هنالك شائعات غير محددة عن خفض محتمل للتصنيف الديون السيادية لفرنسا بعد ميل الحكومة لعلميات بيع كبيرة للسندات الحكومية الفرنسية، و في المقابل ردّت وكالة التصنيف الائتماني فيتش و أكدت بأنها لا تغير التوقعات المستقبلية السلبية للتصنيف الائتماني الفرنسي حتى 2013.
ومن فرنسا، يختتم المرشحون الخمسة الذين يتنافسون من اجل الفوز بمنصب الرئاسة الفرنسية اليوم حملاتهم الانتخابية، وذلك قبل ان يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع يوم الاحد المقبل، , تشير استطلاعات الرأي الى ان فرانسوا هولاند و نيكولاي ساركوزي متعادلان ، ولكن يتوقع الكثيرين فوز هولاند في الانتخابات التكميلية االتي من المقرر أن تتم فيي السادس من الشهر المقبل في حال اخفاق اي من المرشحين في الفوز باغلبية مطلقة.
يحاول اليورو و الأسهم الأوروبية منذ أمس الانتعاش و تقليص حجم الخسائر الكبيرة التي سجلتها خلال الأيام الماضية مع استمرار الارتفاع في العائد على السندات الأوروبية خاصة الأسبانية بعد أن أشتعلت المخاوف نتيحة ارتفاع معدل الديون المعدمة بين المصارف المحلية الأسبانية إلى أعلى مستوياته منذ ثمانية عشر عاما خلال شهر فبراير/شباط كما صرح بذلك البنك المركزي الإسباني أمس.
انتقالا إلى البيانات الأساسية الأوروبية اليوم، فمن المتوقع اليوم أن تظهر مستويات الثقة بمناخ الأعمال في ألمانيا تراجع خلال الشهر الماضي مع تجدد المخاوف في الأسواق من انتشار أزمة الديون السيادية في أسبانيا، و احتمالية طلب المساعدة كما قامت قبلها اليونان , ايرلندا, البرتغال.
تأثرت مستويات الثقة في ألمانيا بالتوقعات بوقوع الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو بركود اقتصادي عميق خلال الربع الأول من العام الجاري، وسط تفاقم أزمة الديون الأوروبية و وقوع المنطقة في ركود اقتصادي طفيف، إذ لن تعاود مستويات الثقة تحسنها قبل أن تطمئن المستثمرين على مستقبل الاقتصاديات الأوروبية التي لا تزال تكافح جاهدة لوضع حلول جذرية لأزمة الديون.
و أخيرا، فأننا في الجلسة الأوروبية على موعد مع مبيعات التجزئة خلال الشهر الماضي و التي من المتوقع أن تظهر تراجعا متأثرة من الانخفاض الحاصل في مستويات الإنفاق الاستهلاكي بعد أن بقاء معدلات البطالة في البلاد حول مستويات عليا، و على الرغم من الانخفاض الأخير و الطفيف لمستويات 8.3% من السابق 8.4%.
عزيزي القارئ،يتوقع اليوم أن تشهد الأسواق موجه من البيوع مع ميل المستثمرين لإغلاق مراكزهم المالية بنهاية الأسبوع و خاصة في الوقت الذي لا تزال فيه الاقتصاديات تعاني من أزمة الديون الأوروبية، و مع ترقب الأسواق نتائج الانتخابات الفرنسية.