لندن، 24 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" اليوم تصنيف مصر الائتماني للديون السيادية طويلة الأجل بالعملة المحلية والأجنبية من "BB-" إلى "B+" مع نظرة مستقبلية سلبية، كما أبقت على تصنيف الديون متوسطة الأجل عند "B".
وأرجعت الوكالة في بيان قراراها هذا إلى "ضعف المشهد الاقتصادي والسياسي" في مصر، مبرزة أن أوضاعها في تدهور مستمر.
وأضافت أن من الأسباب الأخرى لتخفيض تصنيف مصر المواجهات الأخيرة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي بدأت في 20 من الشهر الجاري وأدت إلى خسائر في الأرواح.
وأشارت الوكالة إلى أنها حذرت الشهر الماضي من أنها قد تخفض تصنيف مصر إذا تعثرت الفترة الانتقالية بشكل يؤدي إلى مزيد من "الاضطرابات السياسية"، الأمر الذي سيضغط بدوره على صافي احتياطيها الدولي.
وأوضحت "ستاندرد آند بورز" أن صافي احتياطي مصر الدولي انخفض بشكل مستمر منذ بداية العام من 36 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، وفقا لبيانات صدرت في 31 من الشهر الجاري.
وأبرز البيان أن الوكالة تعتقد "أن الاجراءات التي اتخذها المجلس العسكري المصري مثل السماح بتصاعد أعمال العنف في ميدان التحرير لتفريق المتظاهرين، أدت إلى اضعاف احتمالات انتقال سلمي للديمقراطية وقدرة الحكومة على وضع الأموال العامة في طريق أكثر استقرارا".
وبالرغم من هذا، ترى "ستاندرد آند بورز" انه لايزال من الممكن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المقرر لها نهاية الشهر الجاري.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن أي حكومة مستقبلية لمصر، التي بلغ نصيب الفرد بها من إجمالي الناتج المحلي هذا العام 2.700 دولار، ومؤشر التنمية البشرية بها في 2010 كان يحتل المرتبة 101 في قائمة مكونة من 169 دولة، ستواجه تحديات هامة.
ولذا، تتوقع "ستاندرد آند بورز" أن الحكومة المقبلة ستواصل إدارة "عجز حكومي، مثل الحكومات السابقة"، ما سيخفض الضعف ويزيد النفقات وخاصة تلك المتعلقة بالغذاء ودعم الوقود.
وأضافت أن "النظرة السلبية تعكس رأينا في أن اتخاذ القرارات من جانب الحكومة أو المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية السياسية قد يضعف قدرة مصر على تلبية احتياجات التمويل أو المتطلبات الخارجية للبلاد".
واختتمت الوكالة بيانها بأنه "في حال استمرار الاضطرابات السياسية، فقد تعاني مصر قريبا من تخفيض آخر في تصنيفها".
وكانت قد اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن المصرية منذ السبت الماضي للمطالبة بنقل السلطة للمدنيين، ما أسفر عن مصرع أكثر من 33 شخصا وإصابة المئات بحسب مصادر رسمية، فضلا عن استقالة الحكومة برئاسة عصام شرف. (إفي)