بغداد، 5 يونيو/حزيران (إفي): تجمع مئات الآلاف من الشيعة، بمدينة الكاظمية شمالي بغداد، لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، الإمام السابع في سلسلة الأئمة الـ12 المقدسين لدى الشيعة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي طلب عدم ذكر اسمه لمراسل وكالة (إفي) اليوم الاربعاء إن ثلاثة أطواق أمنية، يشارك فيها الآلاف من أفراد قوات الجيش والشرطة مدعومين بالعربات المدرعة، تتولى توفير الأمن للزوار المشاركين في إحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم.
وأضاف أن الخطة اشتملت كذلك على قطع جميع الطرق المؤدية إلى مدينة الكاظمية ومنع حركة السيارات والدراجات بكافة أنواعها في المدينة، بالإضافة إلى منع السيارات التي تحمل لوحات أرقام مؤقتة من السير في عموم بغداد ولحين انتهاء مراسيم الزيارة.
وأوضح أن الزوار يخضعون لعمليات تفتيش دقيقة قبل دخولهم إلى الكاظمية، كما يخضعون لعمليات تفتيش داخل المدينة تقوم بها القوات الأمنية وبعض المتطوعين من الزوار، فضلا عن قيام المروحيات التابعة لطيران الجيش بدوريات مستمرة في سماء المدينة، مبينا أنه لم تقع حتى الآن أي حوادث تذكر.
ومن جانبه، قال الشيخ فاضل الكعبي، وهو رجل دين شيعي، إن الزوار بدأوا منذ أكثر من أسبوع التوافد على مدينة الكاظمية، من مختلف أنحاء البلاد للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الأمام الكاظم"، مبينا أن الآلاف منهم جاءوا سيرا على الأقدام.
وأضاف أن عددا كبيرا من الزوار من الدول العربية والإسلامية جاءوا إلى مدينة الكاظمية للمشاركة في إحياء هذه المناسبة.
وجرى تشييع نعش رمزي مغطى بالقماش الأخضر، انطلاقا من جسر الأئمة شرقي المدينة باتجاه مرقد الإمام الكاظم وسطها، فيما سار مئات الألاف من المشيعين خلفه، وهم يرددون الأناشيد الدينية الخاصة بهذه المناسبة، ويلطمون صدروهم ورؤوسهم.
وبدت شوارع مدينة الكاظمية مكتظة بالزوار من النساء والرجال والأطفال، الذين ارتدى أغلبهم الملابس السوداء، فيما ارتفعت الأعلام السوداء على أغلب مباني المدينة، تعبيرا عن الحزن العميق بهذه المناسبة.
وانتشرت في معظم الطرق المؤدية إلى مدينة الكاظمية مخيمات لتقديم الخدمات من الطعام والشراب وهو ما يطلق عليه محليا "المواكب الحسينية"، كما تم نشر سيارات الإسعاف بالقرب من هذه المخيمات تحسبا لأي طارئ.
وقال بشار جعفر (27 عاما) إنه جاء مع عدد من أصدقائه مشيا على الأقدام من مدينة بلد، 80 كلم شمال بغداد، للمشاركة في إحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم، على الرغم من الأوضاع الأمنية السيئة وارتفاع درجات الحرارة.
أما ضياء حسين (45 عاما) من أهالي مدينة البصرة، 550 كلم جنوب بغداد، فأكد أنه وصل إلى مدينة الكاظمية مع مجموعة من أفراد عائلته بعد 15 يوما من السير على الأقدام، مبينا أن المواكب الحسينية المنصوبة على طول الطريق إلى بغداد ساعدتهم كثيرا في إنجاز مهمتهم، كما أشاد بجهود القوات الأمنية التي وفرت لهم الأمن على طول الطريق.
وأكدت الحاجة أم علي (65 عاما) من أهالي مدينة الصدر شرقي بغداد، أنها جاءت مع أفراد عائلتها سيرا على الأقدام للمشاركة في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم، مبينة أن الخدمات التي تقدمها المواكب الحسينية كانت جيدة.
وكان شهر مايو/آيار الماضي قد شهد سلسلة تفجيرات بسيارات ملغمة وأعمال عنف واغتيالات أسفرت عن مقتل أكثر من ألف عراقي وإصابة مئات آخرين بجروح وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة.
وجدير بالذكر أن الشيعة في العراق ومختلف أنحاء العالم الإسلامي يحتفلون بالذكرى السنوية لوفاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم، سابع أئمة الشيعة، الذي توفي في سجنه ببغداد، في الخامس والعشرين من رجب عام 183 هجري، وفقا للتقويم الإسلامي. (إفي)