مدريد، 14 مارس/آذار (إفي): يسعى الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم مرتين لسباقات الفورمولا1 ، خلف لقب ثالث للمرة الرابعة منذ انضمامه إلى فيراري، الفريق الإيطالي الذي يتميز هذا الموسم بنكهة إسبانية غير مسبوقة في وجود سائقي تجارب يحملان جنسية الدولة الأيبيرية هما بدرو دي لاروسا ومارك خينيه.
ويستعد ألونسو، المولود في 29 يوليو/تموز عام 1981 بمدينة أوبييدو وبدأ مشواره مع سباقات السرعة عام 2001 في فريق ميناردي قبل أن يصبح سائق اختبارات في رينو حيث حصد لقبيه الوحيدين حتى الآن، لخوض موسمه الثالث عشر في عالم سيارات الفئة الأولى، والرابع مع فيراري.
وعلى أمل إحراز لقبه الأول مع أكثر الفرق عراقة في عالم الفورمولا1 (الوحيد الذي شارك في جميع نسخ البطولة منذ خروجها إلى النور عام 1950 وصاحب العدد الأكبر من الألقاب سواء على مستوى السائقين أو الصانعين)، يتطلع فريق بلدة مارانيللو الإيطالية بعد ثلاث محاولات فاشلة، إلى تقديم أفضل سيارة ممكنة إلى البطل الإسباني.
وانتظارا للأداء الذي ستقدمه السيارة "إف138"، التي صممها اليوناني نيكولاس تومبازي، بذل الفريق الذي يترأسه الإيطالي لوكا دي مونتيزيمولو ويديره مواطنه ستيفانو دومينيكالي فيما يشغل منصب مديره التقني الإنجليزي بات فراي، قصارى جهده من أجل خلق أفضل الأجواء فيما يتعلق بمركبة سائقه الأهم.
فقد تحول ألونسو، الذي اكتفى بوصافة البطولة قبل ثلاثة أعوام ثم العام الماضي مع فريق لم يعرف سوى الامتياز عبر تاريخه، إلى قائد إيطاليا، البلد الذي سيفتقد لحضور مواطنيه في الحلبة هذا الموسم، الذي ينطلق يوم الأحد المقبل بسباق الجائزة الكبرى الأسترالي في ملبورن، ويختتم بعد 19 سباقا في ساو باولو البرازيلية يوم 24 نوفمبر/تشرين ثان.
وفي ظل هذه العلاقة التبادلية وانتظارا لاستعادة سيارة الفريق لتفوقها التقني، يحاول فيراري إسعاد سائقه بكافة الطرق، بعد أن حقق العام الماضي على حلبة هوكينهايم الألمانية انتصاره الثلاثين في عالم الفورمولا1 -خامس أفضل رقم في التاريخ- والتاسع له بالسيارة الحمراء.
ففي الموسم الماضي خسر البطولة بفارق ثلاث نقاط فقط خلف فيتل، الذي احتفل بلقبه الثالث على التوالي، ليصبح أصغر من يحرز ثلاثة ألقاب في سن الخامسة والعشرين. في الوقت نفسه كان فريقه، النمساوي رد بول، يحرز للمرة الثالثة على التوالي كذلك لقب بطولة العالم للصانعين.
ويشعر فرناندو ألونسو، بطل العالم موسمي 2005 و2006 مع فريق رينو الذي عاد إليه لاحقا بعد "عامه المرعب" 2007 في مكلارين، بالرضا عن رفقة البرازيلي فيليبي ماسا، الذي سانده في أسوأ أوقاته.
لذلك، وبالنظر إلى التحسن في النصف الثاني من العام الماضي، قرر "سكوديريا" كما يطلق على الفريق الإيطالي التجديد للبرازيلي، الذي سيخوض موسمه الثامن مع فيراري.
وكانت بداية ألونسو، الذي انطلق من المركز الأول 22 مرة بينها أربع بسيارات فيراري، ولا أروع مع الفريق الإيطالي حيث توج بلقب سباق الجائزة الكبرى البحريني. ورغم أن الألماني المعتزل مايكل شوماخر، رجل الأرقام القياسية في عالم الفورمولا1 بسبعة ألقاب و91 انتصارا، لم يفز بلقبه الأول من خمسة مع فيراري سوى في الموسم الخامس، فإن موسما رابعا للإسباني دون لقب قد يطلق صافرات الإنذار.
وتزامنت السنوات الثلاث لألونسو في فيراري مع سيطرة شبه ساحقة لرد بول، الذي يملك فضلا عن يدي فيتل، ميزانية ضخمة تسمح له بمواصلة التعاقد مع الإنجليزي أدريان نيوي، نجم مصممي السيارات في عالم الفورمولا1.
في إيطاليا هناك رغبة في إنهاء هذه السيطرة، لذلك عادوا للنظر باتجاه إسبانيا. فدي لاروسيا، الذي كان يتبقى له عام في تعاقده، أصبح حرا بعد تفكك فريق "إتش آر تي"، الذي خاض معه سباقه رقم 107 في عالم سباقات الفئة الأولى، التي قاد فيها أيضا سيارات فرق آروز وجاجوار ومكلارين وساوبر.
كسب ألونسو احترام وإعجاب فيراري، ولاسيما في الموسم الماضي، الذي رأى فيه كثيرون أن السائق الأفضل لم يحرز اللقب. وفيراري تمثل إحدى الماركات الإيطالية المميزة. لكن بفضل ألونسو، أصبح الفريق الإيطالي "إسبانياً". (إفي)