بكين، 15 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): صور الفنان والمنشق الصيني آي ويوي فيديو لنفسه وهو يرقص ويشدو بأغنية تهزأ من النظام الحاكم في الصين بناء على طلب أحد المتبرعين في حملة جمع 2.4 مليون دولار فرضتها السلطات عليه بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وتحول المقطع المصور الذي ظهر فيه أي ويوي ممسكا بـ(آي باد) بيده ويغني أغنية مخصصة للأطفال ولكن تلاعب في ألفاظها لتسمع كما لو كانت سباب في النظام الشيوعي الحاكم في الصين، إلى "النشيد الوطني" للمنشقين والمعارضين في بلاده على الشبكة العنكبوتية التي لا تسلم من ملاحقة النظام.
وتقول الأغنية (كاو ني ما) وهي تعني حرفيا (عشب وطين وحصان) ولكن نطقها بالصيني يبدو كما لو كان يقول (اللعنة على أمك أيتها اللجنة المركزية) الكيان التنفيذي بالحزب الشيوعي الحاكم.
ومع بداية الفيديو يظهر شريط مكتوب باللغة الصينية يقول "بناء على طلب من أحد المتبرعين. الفنان الشهير آي ويوي يغني النسخة المخصصة للأطفال من أغنية كاو ني ما... على الرغم من أنه لا يتذكر كلماتها جيدا".
ويظهر الفنان الصيني وهو يقرأ كلمات الأغنية من الـ"آي باد" وببدلة الحبس الزرقاء.
ويعد نشر هذا الفيديو استفزازا جديد يرفع من حدة التوتر بين آي ويوي مصمم استاد (عش الطائر) الأوليمبي الشهير في بكين والنظام الصيني الذي يطالبه بسداد الغرامه المستحقة عليه غدا.
وتم توجيه تهمة التهرب من دفع ضرائب وغرامات متأخرة بقيمة 15 مليون يوان (2.4 مليون دولار) على آي ويوي نهاية الشهر الماضي.
وأوضح محامو الناشط الصيني لـ(إفي) أمس الاثنين أنهم توجهوا لمكتب الضرائب لدفع كفالة 8.4 مليون يوان (1.3 مليون دولار) تم تجميعها من المتبرعين محبي آي ويوي وهو الأمر الذي يمنحهم حق الاستئناف ضد الغرامة.
ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بين المحاميين وموظفي المكتب الذي طالبوه بفتح حساب بنكي ووضع وديعة فيه وهو أمر غير قانوني، وفقا للمحامي بو تشى تشيانج.
وأضاف بو أن المكتب رفض قبول رهن منزل والدة الناشط، جاو ينج، كضمان لسداد المبلغ وهو أمر غير قانوني أيضا.
ويرى الفنان الصيني ومحاموه وأتباعه أن النظام يحاول منع آي ويوي من دفع الغرامة وهو الأمر الذي تعتبره جماعات حقوقية ومنشقين انتقاما من آي ويوي لمعارضته الصريحة للنظام.
وأعلن آي ويوي اليوم أن سلطات الضرائب هددته بتمرير ملف التهرب الضريبي للشرطة إذا لم يدفع الغرامة في موعدها غدا وهو ما قد يكون احتجازا جديدا له.
وذكر محامو الناشط بأنه كان يعمل مصمما في شركة زوجته لو كينج "Beijing Fake Cultural Development Limited" التي اعتبرته السلطات مسئولا عنها، كما أن سلطات الضرائب لم تقدم دلائل على التهرب الضريبي.
وكان ويوي قد تم اعتقاله في 3 أبريل/نيسان الماضي واستمر اعتقاله 81 يوما دون توجيه تهمة له، وتم إطلاق سراحه بكفالة في يونيو/حزيران الماضي وبعدها تم التحقيق معه في جرائم اقتصادية ومنعه من الإدلاء بأحاديث مع وسائل الإعلام الأجنبية.
وعقب إخلاء سبيله، قال المعارض الصيني إنه في حالة جيدة ولكنه لا يستطيع التحدث إلى وسائل الإعلام. فيما أكدت والدته أن نجلها اعتقل "خوفا من نقله احتجاجات الربيع العربي إلى الصين"، وانه عانى من "التعذيب النفسي" خلال فترة اعتقاله.
ولا يمكن لآي ويوي مغادرة بلاده قبل مرور عام على إطلاق سراحه. (إفي)