من ويل دانام
واشنطن (رويترز) - صنع أسلافنا من بني الإنسان أدوات حجرية في العصور الغابرة -ما يمثل انجازا بارزا في مسيرة الرقي البشري- وذلك قبل وقت طويل مما كان يعتقد من قبل وأيضا قبل ظهور أول أفراد الجنس (هومو).
وأعلن العلماء يوم الأربعاء اكتشاف أدوات حجرية -يرجع تاريخها إلى 3.3 مليون عام في منطقة ذات تضاريس وعرة قرب بحيرة توركانا في شمال غرب كينيا- من بينها رقائق حجرية حادة الحواف ربما كانت تستخدم في قطع لحوم الذبائح الحيوانية ومطارق بدائية قد يكون الإنسان الأول استعان بها لكسر حبات الجوز واللوز وسحق الدرنات النباتية.
وهذه الأدوات أقدم بواقع 700 ألف عام من أي أدوات حجرية أخرى وتسبق بمقدار 500 ألف سنة أقدم حفريات معروفة للجنس (هومو) ما يعني انها قد صنعت بأيدي أنواع أكثر بدائية في شجرة العائلة للانسان.
وقالت سونيا هارماند عالمة الأحياء القديمة بمعهد حوض توركانا بجامعة ستوني بروك في نيويورك "الانتقال من مرحلة مجرد استخدام الأدوات الطبيعية العضوية -مثلما تفعل حيوانات الشمبانزي- الى اللجوء عن قصد الى صنع أدوات معينة من الحجر يمثل تقدما في القدرة الادراكية لأسلافنا".
وظهر النوع الحالي لإنسان العصر الحديث واسمه العلمي (هومو سابينس) أي الإنسان العاقل منذ نحو 200 ألف سنة أما أقدم أفراد معروفين للجنس (هومو) فيرجع عهدهم الى 2.8 مليون سنة. وسبق الجنس (هومو) كائنات عديدة تشبه القردة الى حد كبير.
وكان يفترض منذ زمن طويل ان صنع الأدوات الحجرية من السمات المميزة للجنس (هومو سابينس) إلا ان هذا الاكتشاف يشير الى ان أسلافا أقدم بكثير من أجداد الجنس البشري هم الذين حققوا هذه القفزة الادراكية والمعرفية اللازمة لصناعة مثل هذه الأدوات.
وقال جيسون لويس عالم السلالات البشرية القديمة بمعهد حوض توركانا إنه لا يزال من غير الواضح من الذي صنع هذه الأدوات وسرد ثلاثة احتمالات: الأول هو جنس (كينيانثروبوس بلاتيوبس) أو انسان كينيا مفلطح الوجه والثاني جنس (اوسترالوبيثكوس افارينسيس) أي القردة الجنوبية المكتشفة في منطقة عفار بشمال شرق اثيوبيا وهما جنسان يجمعان بين السمات المميزة للقردة والانسان والاحتمال الثالث هو فرد بدائي من جنس (هومو) لم يكتشف بعد حتى الآن.
وعثر على حفريات جنس (كينيانثروبوس بلاتيوبس) قرب موقع رصد الأدوات الحجرية أما جنس (اوسترالوبيثكوس افارينسيس) فهو الذي
تنتمي له بقايا "لوسي" وهو من الحفريات الأكثر شهرة لأسلاف الجنس البشري التي اكتشفت عام 1974 في اثيوبيا.
وقال الجيولوجي كريس ليبر من مرصد لامونت-دوهيرتي التابع لجامعة كولومبيا الذي حدد عمر الأدوات الحجرية إن هذا الاكتشاف يشير الى ان مثل هذه الأدوات استعملت قبل تطور المخ وكبره في الحجم في سلالة النسب البشري.
وتتضمن هذه الأدوات المصنوعة من الصخور البركانية رقائق حادة الحواف ذات أحجام مختلفة والصخور التي صنعت منها هذه الأدوات وكتلا مستطيلة أكبر حجما استخدمت كسندان وصخورا أصغر وأشد صلابة استخدمت كمطارق.
وتضمن البحث الذي أوردته دورية (نيتشر) 149 قطعة وأداة حجرية استفاضت الدراسة في وصفها فيما لا يزال العمل يجري على قدم وساق لاكتشاف المزيد منها.