💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الجفاف يضاعف من مشاكل زامبيا بعد خسارة معركتها لإنقاذ الغابات

تم النشر 04/03/2016, 10:41
محدث 04/03/2016, 10:50
© Reuters.  الجفاف يضاعف من مشاكل زامبيا بعد خسارة معركتها لإنقاذ الغابات

ليفنجستون (زامبيا) (مؤسسة تومسون رويترز) - ينهمك آلان سيامبوندو وهو عاري الصدر في إهالة التراب بالجاروف على أتون مشتعل مملوء بأخشاب أشجار (الساج) الضخمة لإنتاج كمية من الفحم النباتي في قلب أدغال محمية دامبوا الطبيعية خارج منطقة ليفنجستون.

في منطقة قريبة من سهول السافانا العشبية المنبسطة العامرة بالأشجار قرب الحدود الجنوبية لزامبيا يتأهب رجل آخر لتحويل الحطب الذي اقتطعه إلى فحم نباتي أيضا.

وعلى الرغم من الجهود الجماعية للحد من إزالة الغابات فقد أدى شُحُّ الأمطار هذا الموسم -الناتج عن ظاهرة النينيو المناخية- إلى تراجع إمدادات الغذاء ومصادر الطاقة ما قد يجبر سكان القرى في زامبيا على اللجوء إلى قطع الغابات لتوفير الوقود وجلب الدخل.

يلتمس سيامبوندو قسطا من الراحة وهو يتصبب عرقا بعد أن انتهى من تقطيع ثالث شجرة ضخمة من (الساج) خلال أسبوع. وبعد ثلاثة أيام من الكَدْح يتعشم أن يملأ تسعة أجولة على الأقل من كتل الفحم النباتي –الناتجة من الأخشاب الحمراء- يزن الواحد منها 50 كيلوجراما.

يقول سيامبوندو "لدى حديقة بمنزلي لكن المحصول شحيح لذا فإني أبذل قصارى جهدي وإلا تضورت جوعا".

يباع جوال الفحم النباتي الواحد مقابل 25 كواتشا (نحو 2.5 دولار) في ليفنجستون لكن السعر يتجاوز ذلك كثيرا في زيمبابوي وناميبيا المجاورتين.

وأُنْشِئَت غابات محمية دامبوا عام 1972 فيما تحظر القوانين على منتجي الفحم النباتي ممارسة أنشطة غير مرخصة لصناعة الوقود المستخرج من الخشب أو بيعه لكنها تظل ممارسات تقليدية متجذرة لدى سكان المنطقة.

تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن زامبيا تملك واحدة من أعلى معدلات إزالة الغابات للفرد في العالم وتقول تقديرات إدارة الغابات في البلاد إن مساحات تتراوح بين 617800 إلى 741300 فدان من الغابات تزال سنويا ويرجع ذلك أساسا إلى قطع الأشجار الجائر والأغراض الزراعية وإنتاج الفحم وتوطين المجتمعات البشرية.

وقال تقرير من برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2015 إن المنظومة البيئية للغابات تسهم في اقتصاد البلاد بواقع 1.3 مليار دولار سنويا بما يعادل نحو ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتستخدم الأخشاب الصلبة مثل (الساج) و(الموبان) و(الموكوسي) في صناعة الأثاث وأغراض البناء فيما يجري تصدير بعض الأنواع الأخرى.

وفيما تحدث موجات الجفاف أضرارا فادحة بالمحاصيل في جنوب القارة الأفريقية يقول المسؤولون إن انعدام الأمن الغذائي والضائقة الاقتصادية يدفعان المزيد من السكان إلى قطع الأشجار.

تقول شبكة منظومة الإنذار المبكر من المجاعات إن أسعار الغذاء ارتفعت في منطقة حزام الذرة بجنوب غرب البلاد في الوقت نفسه يحذر مجلس وزراء الإدارة الوطنية للكوارث من أن الآثار الشديدة لظاهرة النينيو قد تدفع نحو 1.6 مليون شخص إلى الحاجة إلى معونات غذائية أي ما يمثل ضعف المعدل الحالي.

وقال فيكتور تشييبا مسؤول الغابات بالإقليم الجنوبي في زامبيا "توجد زيادة ملحوظة في قيام أهالي الريف باستغلال الغابات بسبب شُح الأمطار".

وأضاف "هناك سوق للفحم النباتي لذا فإن لم يحصلوا على عائدات محصولية طيبة يتحولون بصورة متزايدة إلى أنشطة أخرى لتحقيق دخل".

ويرجع بعض نشطاء البيئة زيادة الطلب على الفحم النباتي إلى النقص الشديد في مصادر الطاقة كما أن اضطراب معدلات سقوط الأمطار أضر بشدة بإنتاج زامبيا من الكهرباء المستمدة من الطاقة المائية لذا فقد صار انقطاع الكهرباء يوميا هو النسق السائد.

وقال بنجامين مودينجي الذي يعمل مع شركة جرينبوب وهي منشأة اجتماعية مقرها جنوب أفريقيا تقيم مهرجانا سنويا لزراعة الأشجار في ليفنجستون "الجميع هنا يستخدمون الفحم النباتي حتى الفنادق وذلك بسبب انقطاع الكهرباء. ثمة طلب متزايد على الوقود الزهيد الثمن وإذا استمر مثل هذا الاتجاه فإننا سنفقد غاباتنا بالفعل يوما ما".

ومنذ إنشاء جرينبوب عام 2010 تقول إنه تمت زراعة 14 ألف شجرة في زامبيا من خلال أنشطتها وبرامج التوعية التي تنشرها بالمدارس.

في الوقت نفسه تنتشر مخاوف من أن تغير المناخ قد أدخل تغييرات على غابات أشجار (الميومبو) المتساقطة الأوراق بعد أن زادت أعمار بعض الأنواع بواقع 30 سنة فيما يخشى تشييبا أن يؤدي ذلك إلى قطع الأشجار الأطول عمرا.

وفي إطار مساعي مكافحة تزايد أنشطة قطع الأشجار أقنعت إدارة الغابات بالإقليم الجنوبي بعض القرويين بتطبيق قوانين فرعية تشجع على إعادة زراعة الغابات وان يقتطعوا مساحات من رقعتهم الزراعية لهذا الغرض وذلك من خلال بث برامج التوعية الإذاعية وإنشاء شبكة من حراس الغابات المتطوعين.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي) OLMEITE Reuters Arabic Online Report Internet News 20160304T073951+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.