دكار (مؤسسة تومسون رويترز) - قال باحثون يوم الاثنين إن القوات الأجنبية لعبت دورا حاسما في التصدي لوباء الايبولا في ليبيريا وسيراليون لكنهم حذروا من اللجوء إليها كحل نمطي في التعامل مع الكوارث الإنسانية في المستقبل.
وذكر باحثون من جامعة سيدني أن المساعدة العسكرية كانت ضرورية لان الأنظمة الصحية في ليبيريا وسيراليون كانت تعوزها المعدات وان عددا كبيرا من وكالات الإغاثة سحبت موظفيها وأوقفت عملياتها حين بدأ التفشي.
وجاء في تقرير بعنوان (سيفينج لايفز-انقاذ الارواح) أن أكثر من 5000 فرد من قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وكندا وفرنسا والمانيا نشروا عام 2014 وانهم كانوا في الأساس يدربون العاملين المحليين في قطاع الصحة ويبنون وحدات لعلاج الايبولا.
وقال آدم كامرات-سكوت الذي أشرف على التقرير لمؤسسة تومسون رويترز انه بالرغم من ذلك فان سوء التنسيق بين الحكومات ووكالات الاغاثة والقوات المسلحة وسوء الفهم لدورها ربما عطل عمليات التصدي للايبولا.
وأضاف "هناك خطر حدوث ارتباك او ضرر غير مقصود."
وجاء في التقرير الذي استند إلى مقابلات مع عاملين في الصحة ووكالات الإغاثة وأفراد عسكريين ومسؤولين في الحكومات والامم المتحدة ان بعض الناس تساءلوا عن سبب حمل الجنود لاسلحة وهم "يحاربون مرضا".
وقال كامرات-سكوت إن غالبية من أجريت معهم لقاءات استقبلوا اللجوء إلى قوات أجنبية بشكل جيد لكنه حذر من أن ذلك قد لا يحدث في دول أخرى وقد يفاقم من أزمات انسانية في المستقبل.
واستطرد "رد الفعل الذي شاهدناه مع الايبولا قد لا ينفع كبرنامج عمل لعمليات مستقبلية وعلينا ان نبذل المزيد من الجهد لنحدد متى وأين يمكن استدعاء الجيوش للمساعدة."
وقالت وكالات اغاثة لتومسون رويترز ان شدة الوباء وبطء رد فعل الدولي جعل من اللجوء الى جيوش اجنبية "ملاذا أخيرا".
وتعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات واسعة النطاق لبطء رد فعلها واعترفت المنظمة بوجود أخطاء شديدة في تعاملها مع أزمة الايبولا اوائل العام الماضي.
وقالت ايلودي شيندلر المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في افريقيا "الازمة كانت ببساطة أكبر من ان تتعامل معها وكالات انسانية وحدها."
وقال مايكل هوفمان كبير المسؤولين عن الشؤون الانسانية في أطباء بلا حدود إن المنظمة دعت العام الماضي زعماء العالم لارسال فرق طبية مدنية وعسكرية في "رد استثنائي للتفشي غير المسبوق".
وأضاف هوفمان "من السابق لاوانه الحكم على التأثير الطبي للقوات الاجنبية...لكن دعوة اليأس التي أطلقت كملاذ أخير لقيت دعما دوليا."
ودعا كامرات-سكوت الى توضيح متى يكون اللجوء الى الجيش ضروريا في الازمات المستقبلية.
وأصاب أسوأ تفش مسجل للايبولا أكثر من 28 ألف شخص وقتل 11300 في غينيا وليبيريا وسيراليون منذ بدئه في ديسمبر كانون الاول عام 2013.