نيفاشا (كينيا) (مؤسسة تومسون رويترز) (رويترز) - بدأت شركة في كينيا مشروعا جديدا يستخدم الطاقة الشمسية لتحويل فضلات دورات المياه إلى وقود طهي فعال في مبادرة لتحسين الأحوال الصحية لقاطني قرى لا يوجد بها صرف صحي داخل البيوت والحد في نفس الوقت من قطع الأشجار من أجل الحصول على الفحم.
وفي القرى الواقعة حول نيفاشا التي تبعد 90 كيلومترا شمال غربي نيروبي بدأت سانيفيشن وهي مشروع اجتماعي كيني وشركة تسعى لتحقيق الربح في توفير المراحيض للمنازل التي تفتقر لوسائل الصرف الصحي المناسبة.
وهذه المراحيض المصنوعة محليا يٌطلق عليها اسم"الصناديق الزرقاء" ويمكن حملها ولا تتطلب وجود صرف صحي ثابت. ويدفع المستخدمون رسما شهريا للاستفادة من خدمة المراحيض مرتين أسبوعيا.
وقال الدكتور أورين أومبيرو مسؤول الصحة في نيفاشا إن الآثار الصحية على قرية لا يمكنها دون ذلك استخدام المراحيض الحديثة كبيرة.
وأضاف أن السبب الرئيسي وراء وفاة الأطفال دون سن الخامسة في كينيا هو الإسهال وهي مشكلة أدى سوء الصرف الصحي إلى تفاقهما. وقال إن معظم المنازل في المناطق شبه الحضرية ليس بها صرف صحي ولا يوجد أي خيار أمام الناس سوى قضاء حاجتهم في الخلاء.
وقال أومبيرو "التخلص الآمن من المخلفات أحد أفضل السبل لمنع الإسهال. هذا تحد للأغلبية الكبيرة من سكان المناطق شبه الحضرية وهم أساسا أصحاب دخول منخفضة."
وتم توفير نحو 80 مرحاضا حتى الآن تخدم أكثر من 400 شخص. ولكن ما يحدث للمخلفات التي يتم جمعها من المراحيض هو ما يجعل المشروع أكثر من مجرد محاولة لتحسين الأحوال الصحية.
ويتم خلط المخلفات بمسحوق الفحم وبمخلفات نباتية من مزارع زهور قريبة تُحرق وتطحن لتصبح مسحوقا ناعما.
وتستخدم شركة سانيفيشن تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتركيز أشعة الشمس وتسخين مخلفات المراحيض حتى درجة حرارة مرتفعة وتعقيمها وجعلها آمنة لإعادة استخدامها.
ويتم تحويل الخليط إلى قوالب لا رائحة لها يمكن للناس شراؤها للطهي في المنزل.
وقال بنجامين كرامر روتش مدير الطاقة في شركة سانيفيشن إن مشروعها واحد من مشروعات قليلة جدا تستخدم هذا النموذج لتحويل الفضلات البشرية إلى وقود صلب.
وتستخدم ناعومي وانجيرا تشيج وهي أم لثلاثة أولاد من منطقة كاراجيتا التي تبعد نحو 15 دقيقة بالسيارة عن نيفاشا مرحاض الصندوق الأزرق في المنزل وتقوم بالطهي باستخدام قوالب سانيفيشن منذ عام.
وقالت "حقيقة أن المرحاض يمكن حمله تعني أنه يمكن استخدامه في أي حجرة بالمنزل. ومن ثم فيجب ألا تشغل بالك بالخروج لاستخدام المرحاض."
وتستخدم تشيج نصف كيلو من هذه القوالب لطهي وجبة. وعلى الرغم من أنها تكلفها أكثر بقليل مما تدفعه مقابل الفحم العادي حيث يبلغ سعر الكيلو من هذه القوالب 25 شلنا (0.25 دولار) فإنها تقول إن هذه القوالب تظل مشتعلة لفترة أطول تصل إلى أربع ساعات.
وقالت "لن تواصل إضافة الوقود عند الطهي في ضوء أنها يمكنها الاستمرار لفترة طويلة."
وأضافت أن لهذه القوالب ميزة أخرى وهي أنها لا تؤدي إلى تصاعد دخان أو رائحة.
وقال كرامر روتش "عندما يستخدم الزبائن قوالبنا المشتراة بسعر أكبر من الفحم فإن الكفاءة الناجمة عن الاشتعال لفترة طويلة توفر بشكل فعلي ما بين عشرة و15 في المئة شهريا من تكلفة الوقود."
وقال إنه مادامت هذه القوالب تشتعل لفترة أطول من الفحم المنتج من الخشب فإن كل طن يباع ينقذ ما يعادل 88 شجرة.
وقال إن المراحيض تحظى بشعبية أيضا. وتقوم سانيفيشن بتركيب المراحيض مجانا ولكنها تتقاضى رسما شهريا يبلغ 600 شلن كيني (نحو ستة دولارات) لنزح الفضلات.
واعترف كرامر روتش بأن هذا الرسم يصعب على البعض تحمله لكنه قال "نظرا لأن الدفع يكون شهريا نجد الناس قادرين على التخطيط مسبقا وتوفيره تماما مثلما يحدث بالنسبة للكهرباء أو إيجار المنزل."
وتعالج سانيفيشن طنا من فضلات المراحيض شهريا وقال كرامر روتش إن الشركة تأمل بزيادة ذلك إلى ثلاثة أمثاله خلال الأشهر الستة المقبلة.
ويعتقد كرامر روتش أن المراحيض المحمولة يمكن أيضا استخدامها في بيئات مثل مخيمات اللاجئين حيث يزداد الطلب على صرف صحي بسيط.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)