عتليت (إسرائيل) (رويترز) - قال فريق من الباحثين يوم الأربعاء إن جدارا قديما للأمواج أقيم قبل آلاف السنين على ساحل البحر المتوسط في نهاية عصر جليدي يعد أقدم دليل على حضارة كانت تحاول الدفاع عن نفسها ضد ارتفاع مستوى البحر.
يبلغ ارتفاع الجدار مئة متر وجرى تشييده قبل سبعة آلاف عام من الصخور فيما بات يعرف الآن بشمال إسرائيل ويعد محاولة مبكرة من القرويين لدرء مخاطر التغير المناخي.
لكن الأمر كان عديم الجدوى إذ أن القرية التي كانت تعود للعصر الحجري الحديث ابتلعها البحر منذ زمن بعيد إثر ارتفاع منسوب المياه جراء الانصهار الجليدي في نهاية العصر الجليدي الأخير. واليوم بات الخط الساحلي أكثر ارتفاعا وأجري البحث تحت المياه.
ولم يتبق من الجدار سوى بضعة صخور جلبها مستوطنون قدماء من مجرى نهر يبعد أكثر من كيلومتر ووضعوها في قاع البحر في إجراء من شأنه أن يكون مناسبا لخط الدفاع الساحلي.
وقال عالم الآثار البحري إيهود جاليلي من جامعة حيفا "التغيرات البيئية كانت ملحوظة للأشخاص خلال وقت الاستيطان عبر عدة قرون".
وأضاف "في نهاية المطاف استلزم تزايد مستوى سطح البحر سنويا استجابة بشرية تمثلت في تشييد جدار حماية على الساحل مماثل لما نشهده حاليا في أنحاء العالم".
وتناوب على الساحل الإسرائيلي خليط من الحضارات على مدى آلاف السنين لا يزال الكثير منها حاليا تحت الماء. وكشف علماء الآثار البحرية كنوزا لا تعد منها حطام سفن وموانئ ومساكن.
وأجرى البحث باحثون من جامعة حيفا وجامعة فليندرز في أستراليا وهيئة الأثار والجامعة العبرية ونشر في دورية بلوس وان.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)