من رينيه مالتيتسيو وكيت هولتون
أثينا/ لندن (رويترز) - كافحت خدمات الطوارئ وفرق الإطفاء حرائق الغابات التي اشتعلت في مساحات كبيرة من جنوب أوروبا ونفذت السلطات عمليات إجلاء جماعية يوم الأربعاء بينما تعالت أصوات التحذيرات من عواقب عدم تكثيف الجهود لمكافحة آثار التغير المناخي في لندن بعد أن شهدت بريطانيا أشد يوم حرارة في تاريخها.
وفر مئات في وسط إيطاليا مع انفجار خزانات غاز في حريق غابات قرب بلدة لوكا في إقليم توسكانا بينما فرت أعداد مماثلة في اليونان مع استعار حرائق أججتها الرياح العاتية في مناطق جبلية شمالي أثينا.
واجتاحت جنوب أوروبا موجات شديدة الحرارة منذ الأسبوع الماضي تخطت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، في إطار نمط عالمي لارتفاع درجات الحرارة عزاه العلماء والمتخصصون في المناخ بشكل كبير لتغير المناخ بسبب الأنشطة البشرية. ومن المتوقع أن تصل هذه الموجة من الحرارة الشديدة إلى الصين في أواخر أغسطس آب.
ومن المتوقع أن يتعرض 100 مليون أمريكي لدرجات حرارة تزيد عن 38 درجة مئوية يوم الأربعاء وأن تصل درجات الحرارة في تكساس، ولويزيانا وأركنسو لمعدلات قياسية.
وبينما تراجعت قليلا درجات الحرارة من معدلات قياسية سُجّلت الأسبوع الماضي في مناطق بحوض البحر المتوسط، إلا أن القراءات لدرجات الحرارة بدأت في الارتفاع مجددا في البرتغال وإسبانيا وإيطاليا.
وقال أرماندو سيلفا قائد إدارة الحماية المدنية في المنطقة الشمالية في البرتغال إن درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع والرياح القوية ستعرقل جهود مكافحة أكبر حريق غابات في البلاد والمتركز في بلدية مورسا.
وأتى الحريق على ما بين 38 و46 ميلا مربعا من الغابات منذ يوم الأحد ويكافحه نحو 800 رجل إطفاء بمساعدة ست طائرات متخصصة في مكافحة حرائق الغابات.
وفي إسبانيا، التي تكافح فيها فرق الطوارئ حرائق في خمس مناطق، تتوقع هيئة الأرصاد الوطنية أيضا ارتفاعا جديدا في درجات الحرارة.
واستعرت حرائق غابات في عدة مناطق في إيطاليا من بينها حريق يهدد بحرمان جزء من مدينة تريستي شمال شرق البلاد من الكهرباء والماء. ومن المقرر وضع 14 منطقة حضرية من بينا روما وميلانو وفلورنسا ضمن أعلى درجات التحذير من الموجة الحارة يوم الخميس.
وقال خبراء الأرصاد هناك إن من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في أنحاء شمال ووسط البلاد هذا الأسبوع.
لكن هذا الرقم تخطته بالفعل درجات الحرارة في بريطانيا للمرة الأولى في تاريخها يوم الثلاثاء. وشهدت البلاد وفاة 13 شخصا على الأقل لدى ممارستهم السباحة هربا من شدة الحر.
وسارع مهندسون في بريطانيا يوم الأربعاء لإصلاح قضبان السكك الحديدية التي تعرجت بسبب شدة الحرارة في حين كافح رجل الإطفاء خلال الليل للسيطرة على حرائق الغابات.
ويوم الثلاثاء كان أكثر الأيام التي عملت فيها خدمة إطفاء لندن منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي اليونان، غطت سحب كثيفة من الدخان السماء فوق جبل بينتيلي على بعد نحو 27 كيلومترا شمال أثينا، حيث يحاول نحو 500 من رجال الإطفاء و120 عربة إطفاء و15 طائرة محملة بالمياه إخماد الحريق.
وفي فرنسا، حيث يكافح رجال الإطفاء في منطقة جيروند الجنوبية الغربية منذ 12 يوليو تموز لاحتواء حرائق الغابات الضخمة، قال وزير الزراعة مارك فيسنو إن هناك حاجة لاستثمار المزيد من الأموال لمواجهة مثل هذه التهديدات.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)