من وليام جيمس وكيت أبنيت وجلوريا ديكي
دبي (رويترز) - قال سايمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ يوم الأربعاء إن الدول المشاركة في محادثات كوب28 بحاجة إلى التوقف عن الاهتمام بالمظاهر ورفع سقف الطموحات والاتفاق على طريقة لإنهاء "عصر الوقود الأحفوري كما نعرفه" وسط قلق إزاء مستقبل الفحم والنفط والغاز.
وتأتي تصريحات ستيل بينما يقترب المؤتمر الذي يستمر أسبوعين من منتصفه، وهو وقت تتلاشى فيه التصريحات والتعهدات البراقة من الافتتاح ويبدأ التركيز في الاتجاه نحو التقدم الذي تحقق في محادثات خلف الكواليس.
وقال ستيل في مؤتمر صحفي "كل الحكومات يتعين عليها أن تمنح مفاوضيها أوامر واضحة بالتحرك قدما. نحتاج لأعلى طموح لا إلى تسجيل نقاط أو سياسات القاسم المشترك الأدنى".
وقالت الإمارات إن تعهدات التمويل الدولية لصالح العمل المناخي تخطت 83 مليار دولار في الأيام الخمسة الأولى من المؤتمر.
وقال المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري إنه كان "أسبوعا جيدا جدا" حتى الآن، لكن لا بد من تسريع وتيرة خفض الانبعاثات.
وأضاف "أنا لا أقول لكم إن الجميع سيأتون بسهولة إلى طاولة المفاوضات. لكنني أقول لكم، إننا سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن للتحرك نحو أقصى ما بوسعنا وبأسرع ما يمكننا".
وفي تسليط للضوء على إلحاح أزمة المناخ، قال علماء الاتحاد الأوروبي إن شهر نوفمبر تشرين الثاني شهد أدفأ فصل خريف في العالم على الإطلاق.
ومن المتوقع أن يقوم مفاوضون من نحو 200 دولة في القمة في دبي بتسليم عملهم إلى وزراء بلدانهم للمرحلة التالية من التفاوض على توافق عالمي بشأن شكل الاتفاق النهائي لمؤتمر كوب28.
وقال ستيل "لدينا نص أولي بين أيدينا... لكنه يحتوي على مجموعة من التمنيات المحملة بالاهتمام بالمظاهر. الأمر الأساسي الآن هو فرز ما ينفع من بين كل ذلك".
ومع تأخر العالم كثيرا عن الوفاء بأهداف المناخ، حث ستيل الوفود على تحقيق تقدم يصنع فارقا.
وتابع قائلا "هناك خيارات كثيرة مطروحة الآن تتعلق بالتخلص التدريجي من أنواع الوقود الأحفوري. يعود الأمر للأطراف المعنية في عدم اختيار ذلك لكن عليها أن تأتي ببيان بالغ الوضوح يشير إلى التراجع النهائي لعصر الوقود الأحفوري كما نعرفه".
وطرحت مسودة مبكرة يوم الثلاثاء ثلاثة خيارات بشأن الوقود الأحفوري تتراوح من عدم الإعلان عن الالتزام بأي شيء إلى الدعوة إلى التخلص الكامل تدريجيا من استخدامه.
* درجات حرارة استثنائية
وقالت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي إنه حتى الآن، وصلت درجات الحرارة لعام 2023 في المتوسط حوالي 1.46 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الثورة الصناعية.
وقالت سامانثا بيرجيس نائبة مدير كوبرنيكوس في بيان "شهد عام 2023 الآن ستة أشهر من الأرقام القياسية وموسمين من الأرقام القياسية".
وتابعت قائلة "درجات الحرارة غير العادية التي شهدها شهر نوفمبر على مستوى العالم بما في ذلك يومين تجاوزت فيهما درجة الحرارة مستويات ما قبل الثورة الصناعية بدرجتين يعني أن عام 2023 هو العام الأكثر دفئا في التاريخ المسجل" لدرجات الحرارة.
وقال دبلوماسيون لرويترز إن المعارضة للتخلص التام من الوقود الأحفوري تقودها روسيا والسعودية والصين، وهي أكبر مصدر لانبعاثات الكربون في العالم.
وحين طلب من كيري أن يحدد الدول التي تمثل أكبر العقبات، قال "أعتقد أن لدينا أناسا حسني النية. ونعلم أن هذه مفاوضات دولية ذات نتائج وسيقيس الناس مدى تقدم البعض، ومن منهم لا يفعل".
(إعداد سلمى نجم ومروة سلام ودنيا هشام ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير مروة غريب ومحمود رضا مراد)