💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-آبار تعمل بالطاقة الشمسية تخفف أزمة ندرة المياه في كينيا

تم النشر 22/02/2016, 12:56
© Reuters. آبار تعمل بالطاقة الشمسية تخفف أزمة ندرة المياه في كينيا

من انتوني لانجات

تشيبكرام (كينيا) (مؤسسة تومسون رويترز) - فيما تحمل كريستين لينجانيا ابنها البالغ من العمر عاما واحدا على ظهرها ترفع عاليا وعاء بلاستيكيا مملوء بالماء سعته 20 لترا وتحفظ توازنه على رأسها..

تنصرف لينجانيا البالغة من العمر 25 عاما من موقع هذه البئر الارتوازية لتسلك طريقا صخريا يتلوى بين أشجار السَّنْط (الأكاسيا) الكثيفة صاعدة إلى بيتها الكائن على تلة.

إنها المرة الثانية التي تقوم بها المرأة بهذه الرحلة الشاقة يوميا إلى هذه البئر القريبة المخصصة للمنطقة والتي تعمل بمضخة تستمد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

قبل حفر هذه البئر كانت المرأة وهي أم لأربعة من الأبناء تقوم برحلتين يوميا لجلب الماء صباحا ومساء من خزان للماء يبعد عن بيتها سبعة كيلومترات.

قالت لينجانيا "كانت الحياة شاقة ولم أكن أنجز أي عمل مفيد بالمنزل إذ كنت أصل لبيتي مجهدة وكانت كميات المياه الشحيحة التي أحملها لا تكاد تكفي حاجة الأسرة".

كان زوجها يقطع نفس المسافة يوميا حاديًا سبعة من رؤوس الماشية خلفه إلى خزان الماء ليسقيها.

في أحايين أخرى حين ينضب الماء من الأنهار والخزانات بالمنطقة كانت عائلة لينجانيا وآخرون من سكان مقاطعة بوكوت الغربية في كينيا يضطرون إلى التوجه إلى مقاطعات مجاورة بحثا عن الماء وكان ذلك يثير نزاعات بين الحين والآخر مع أهالي مقاطعات توركانا وتوجين وسامبورو على موارد المياه الشحيحة للشرب والرعي بمنطقة الوادي المتصدع.

لكن حدة النزاعات خفتت الآن بعد أن قامت أجهزة الحكم المحلي في مقاطعة بوكوت الغربية بحفر البئر الجديدة بمنطقة تشيبكرام. وزودت هذه البئر الارتوازية بأحواض لسُقْيَا البهائم وهي واحدة من أكثر من 30 بئرا تم حفرها بالمنطقة خلال العامين الأخيرين.

واشترت مقاطعة بوكوت الغربية منصة خاصة لحفر الآبار وقامت أيضا بإصلاح أكثر من 100 بئر أخرى معطلة وزودت الآبار ذات الإيراد العالي من المياه بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية تتيح إمدادات كبيرة من المياه بصورة أسرع وأيسر.

وقال ألفريد توليل كبير مسؤولي المياه بمقاطعة بوكوت الغربية إن المشروع يركز على "مناطق تفتقر إلى الآبار الارتوازية وتلك التي تعاني من شح المياه".

* الماء يجلب السلام

والآن بات لدى هذه المنطقة شبه الجافة موارد مستديمة من الماء وهو تغير يقول توليل إنه سيجلب معه مزيدا من الأمن والسلام لرعاة الماشية.

وقال موضحا "لدى معظم أهالي هذه المقاطعة قطعان من الماشية وإذا توافر الماء لديهم لسُقْيَا الماشية والأغنام فلن يثيروا أي مشاكل".

وأضاف أن الآبار جاءت بتغييرات أخرى إذ أن أصحاب القطعان الذين كانوا يرتحلون لمناطق أخرى بحثا عن الكلأ والماء بدأوا يستقرون في أماكن مستديمة.

وقال صمويل كوزجي مدير موارد المياه في مقاطعة بوكوت الغربية إن الحد من التوتر في منطقة الحدود بين كينيا وأوغندا أدى إلى بناء مزيد من المساكن.

وقال إن المقاطعة زرعت 247 فدانا من نباتات المراعي المقاومة للجفاف بمنطقة ماسولو لاستخدامها كمراعٍ للثروة الحيوانية لسكان المنطقة مشيرا إلى أن الحشائش والأعشاب بدأت تنمو لتصبح جاهزة لتسليمها عما قريب لأهالي المقاطعة ليحصدوها ويحصلوا على أعلاف لماشيتهم.

وأضاف أن من المتوقع أن تنتقل وزارة المراعي والمشروعات –التي تحصل على تمويل من البنك الدولي- إلى مناطق أخرى من البلاد تنفيذا لمشاريعها.

وساهمت الآبار الجديدة في تزايد الإقبال على الالتحاق بالمدارس بعد أن تفرغ الأهالي لتعليم الأبناء فيما كان تركيزهم ينصب قبلا على جلب الماء بغض النظر عن مسألة التعليم.

وقالت المعلمة ماتيلدا سيميو إن 228 تلميذا التحقوا بمدرسة تشيبكرام الابتدائية وهو عدد كبير بالمقارنة بما كان عليه الحال قبل عامين عندما تم حفر أول بئر بالقرية.

وقالت لينجانيا إنه بعد حفر البئر فإن ابنها البالغ من العمر سبع سنوات واظب على الدراسة بعد أن كان ينشغل في مساعدتها في جلب الماء أو رعي الماشية وسُقْيَاها مع والده.

وتعتزم مقاطعة بوكوت الغربية الآن حفر مزيد من الآبار لا‭‭ ‬‬سيما على منطقة الحدود مع مقاطعة توركانا.

وقال توليل "نرى أن المهمة لم تنته بعد لأننا لم نستكمل رفع مستوى بقية الآبار".

وشرعت مقاطعتا بارينجو وتوركانا المجاورتان في تحسين جهود حفر وصيانة الآبار للحد من النزاعات بالمنطقة عندما تنضب موارد المياه.

© Reuters. آبار تعمل بالطاقة الشمسية تخفف أزمة ندرة المياه في كينيا

وقال توليل "إذا استمرت جهود الجيران في هذا الشأن فإننا نكون قد عالجنا مسألة النزاعات -لا‭‭ ‬‬سيما على المياه- مرة واحدة وإلى الأبد".

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.