سيرانج (إندونيسيا) (رويترز) - أبقى مزارع الأرز الإندونيسي عثمان علي ابنه البالغ من العمر 19 عاما مقيدا داخل كوخ الأسرة الخشبي الصغير لأكثر من شهر مترددا في إطلاق سراح الفتى الذي يعاني اضطرابا عقليا خشية أن يخرج ويسرق ماشية الجيران.
ذلك الفتى هو واحد من بين 20 ألف ضحية للاضطراب العقلي في إندونيسيا تقيدهم أسرهم والمؤسسات الحكومية في ممارسة غير قانونية تستهدف إدارة الرئيس جوكو ويدودو القضاء عليها بنهاية عام 2017.
وقال عثمان لرويترز وهو جالس بجوار ابنه ديدين في الكوخ بمنطقة سيرانج بجزيرة جاوة الإندونيسية "لقد سرق جاموسا وملابس.
"نحن من يتعرض للحرج لذلك قيدته حتى لا يزعج الجيران."
أطلقت إندونيسيا البرنامج العام الماضي وترسل فرقا من العمال إلى قرى صغيرة نائية لتحرير المرضى من تلك القيود لضمان حصولهم على العلاج الطبي الذي يحتاجونه.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية خفيفة إندار باراوانسا "تقر الوزارة والهيئات في مختلف أنحاء إندونيسيا بأنه لا يزال هناك الكثير من هذه الحالات لذلك نحن عازمون على إنهاء ممارسة التقييد بحلول ديسمبر 2017."
وحظرت إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان مثل هذا الإجراء قانونيا منذ عقود لكن الممارسة مستمرة بخاصة في المناطق الفقيرة.
وفي قرية جامبو التي تبعد 80 كيلومترا فقط عن العاصمة جاكرتا قضت جوميا البالغة من العمر 28 عاما أكثر من أربع سنوات محبوسة داخل زريبة خشبية مظلمة بعد أن بدت عليها علامات الاضطراب العقلي في أعقاب عودتها من العمل في سوريا حسبما تقول أسرتها.
وقالت كريتي شارما كاتبة تقرير تناول القضية نشرته هذا الشهر منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان "يقضي أشخاص سنوات وهم مقيدون بالسلاسل ومشدودون إلى ألواح خشبية ومحبوسون في زرائب الماعز لأن أسرهم لا تعرف ما ينبغي أن تفعل. والحكومة لا تتقن عملها بتقديم بدائل إنسانية."
وتقول هيومن رايتس ووتش إن التقييد في بعض الأحيان مرتبط بمعتقدات خرافية حيث تعزو الأسر اضطرابات مثل الفصام أو الاكتئاب إلى اللعنات والسحر الأسود والأرواح الشريرة.
(إعداد محمود سلامة للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)