💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-الإجهاض عند الفلسطينيات.. باب للكذب والسجن وما هو أسوأ

تم النشر 09/03/2016, 13:04
محدث 09/03/2016, 13:10
© Reuters.  تحقيق-الإجهاض عند الفلسطينيات.. باب للكذب والسجن وما هو أسوأ

من صابرين طه

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - صُدمت "فاطمة" عندما علمت -وهي أم لتوأمين وتفرض عليها أعباؤها بذل مجهود كبير- أنها حملت من جديد. ولم يوافق طبيبها على إجراء عملية إجهاض إلا بعد أن وعدته بأن تدعي أن العملية كانت لعلاج حالة طبية طارئة.

قالت فاطمة التي تعيش في الضفة الغربية "شعر بالأسف لحالي وقال لي: إذا سألك أحد كيف انتهى بك الأمر إلى عملية إجهاض فسأجد نفسي في ورطة وأفقد وظيفتي. ولذلك قولي إنك تعرضت لنزيف في ذلك الوقت."

وأضافت لرويترز مشترطة عدم استخدام اسمها الحقيقي لأنها لم تخبر زوجها قط بما جرى "أجرى لي عملية الإجهاض في المرة الأولى ومرة ثانية ومرة ثالثة."

والخيار قاس بالنسبة للفلسطينيات الراغبات في الإجهاض بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة حيث يفرض القانون حدودا صارمة لمثل هذا الإجراء. فالخيار المتاح إما بين الإبقاء على الجنين أو التخلص منه بالحيل أو بأساليب سرية تنطوي على خطورة أو التوجه إلى إسرائيل حيث القوانين المتعلقة بهذا الأمر أكثر تسامحا بكثير.

وينتقد المدافعون والمدافعات عن حقوق المرأة الحظر بقوة لكن تعديل القوانين يبدو غير مرجح. فالتقاليد المحافظة تتحكم في معظم مظاهر المجتمع الفلسطيني كما أن البرلمان معلق فعليا منذ عام 2007 بسبب الانقسامات مما يجعل من المستحيل تعديل القوانين أو إصدار تشريعات جديدة.

ولا يُسمح للأطباء وفقا للوائح وزارة الصحة الفلسطينية بإجراء عمليات إجهاض إلا إذا كان الحمل يعرض حياة الأم للخطر وليس صحتها النفسية.

وإذا تم رصد تشوه في الجنين يمكن إجراء عملية الإجهاض بموافقة الأبوين. لكن التخلص من الحمل الناتج عن اغتصاب أو زنا المحارم فمحظور وفقا لقواعد الوزارة.

وتحجم السلطات الفلسطينية عن ذكر أرقام تبين عدد حالات الإجهاض التي تمت الموافقة عليها أو عدد الأشخاص الذين حوكموا بتهمة انتهاك القانون. وتشير الحسابات المعتمدة على الملاحظة إلى أن مثل هذه الموافقات نادرة لكن الخوف من العواقب ومن انتهاك المحظورات يجعل الكثير ممن يخضعن للتجربة يتكتمن الأمر.

وقالت المقدم وفاء معمر مديرة وحدة حماية الأسرة بالشرطة الفلسطينية إن المرأة التي تخضع لإجهاض غير قانوني يمكن أن تواجه السجن من سنة لثلاث سنوات.

وأضافت أنه يمكن تخفيف العقوبة للسجن من ستة أشهر إلى 12 شهرا في حالات التخلص من الحمل الناجم عن اغتصاب أو زنا المحارم.

ويمكن أن ينطبق التخفيف على النساء المهددات بالقتل "دفاعا عن الشرف".

وقالت المقدم وفاء معمر إن من يجري عملية إجهاض غير مسموح بها يمكن أن يواجه أيضا حكما بالسجن من عام إلى ثلاثة أعوام أو من خمسة أعوام إلى 15 عاما إذا توفيت الأم. أما إن كان من أجرى العملية طبيبا فقد يحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات إضافية.

وأضافت أنه إذا أجهضت المرأة نفسها بنفسها فإنها تواجه نفس العقوبة كما لو أن شخصا آخر ساعدها.

حتى اللجوء لوسيلة كأقراص منع الحمل من المحظورات. ومن المعروف أن صيادلة يصرفون تلك الأقراص دون حتى توجيه سؤال.

* مخاطر مكلفة

قالت "سميرة" وهي فلسطينية أخرى طلبت إخفاء هويتها إنها وجدت صيدليا بعيدا عن بلدتها تعاطف مع صديقة لها وساعدها على منع الحمل.

أضافت "حدثته عن السيدة التي لها عشرة أبناء وتشعر بالإنهاك. قلت له: أنت في أمان وأنا حتى لست من هذه المنطقة ولن أذكر اسمك مطلقا. قال: وهو كذلك. تفضلي الدواء."

وقالت أمينة عويضات المديرة التنفيذية لجمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية إنها تحترم القانون الفلسطيني لكنها تريد توفير "خدمات آمنة" للنساء الراغبات في التخلص من الحمل.

وأضافت أن التجربة أثبتت أن الإجهاض غير الآمن مكلف لأن المرأة حين يحدث لها نزيف وتضطر للذهاب للمستشفى تكون تكلفة الإجهاض غير الآمن والتعافي من توابعه أعلى.

وتتوجه بعضهن لإسرائيل حيث يمكن أن يحدث الإجهاض فور موافقة لجنة طبية. ويمكن للفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية التي تدرجها إسرائيل ضمن دائرة اختصاصها القضائي دخول المستشفيات الإسرائيلية.

ولا تميز بيانات الحكومة الإسرائيلية الخاصة بين من خضعن لعمليات إجهاض بين فلسطينيات القدس الشرقية وعرب إسرائيل الذين يشكلون ما يصل إلى 20 في المئة من سكان إسرائيل.

وتشير أحدث بيانات المكتب المركزي للإحصاء والتي تغطي الفترة من 2012 إلى 2013 إلى أن حوالي 85 في المئة من متلقي الخدمة كانوا من الأغلبية اليهودية وأن 15 في المئة -أي ما بين 2600 و2800 حالة سنويا- إما من عرب إسرائيل أو فلسطينيات القدس الشرقية.

وقال مسؤول بمكتب الإحصاء مسترشدا بمعلومات من واقع الملاحظة استقاها من موظفي سجلات بمستشفيات إن تسع فلسطينيات من الضفة أو غزة خضعن لعمليات إجهاض في إسرائيل في 2012 وإن ستا أخريات خضعن لهذه العملية في 2013.

حتى هذا العدد الضئيل ازداد ضآلة في الآونة الأخيرة.

وقالت داليا باسا وهي مسؤولة بالحكومة الإسرائيلية مكلفة بترتيب دخول الفلسطينيين لتلقي العلاج الطبي إنها تعلم الآن بدخول حالة واحدة تقريبا سنويا لإجراء عملية إجهاض.

وأضافت لرويترز "يجئن إلى إسرائيل عادة لحساسيات قضايا الشرف التي تستلزم التخلص من الجنين."

وأوضحت أن مثل هذه الطلبات تتعامل معها عادة جمعيات حقوق الإنسان أو أقارب للأم بالقدس الشرقية أو القطاع العربي في إسرائيل.

(إعداد أمل أبو السعود - تحرير منير البويطي) OLMEITE Reuters Arabic Online Report Internet News 20160309T100330+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.