من شارون بيرنستاين
لودي (كالفورنيا) (رويترز) - برؤسها الصغيرة الحمراء وجناحيها الكبيرين (2.12 متر) وصوتها الذي يتردد في السماء أصبح منظر طيور الكركي الكندية من المناظر البديعة الفاتنة وهي تهبط بالالاف في المستنقعات قرب سكرامنتو بولاية كاليفورنيا كل مساء على مدار فصلي الخريف والشتاء.
لكن الجفاف المستمر الذي تعاني منه الولاية لم يترك أمام الكركي وملايين الطيور المائية الاخرى المهاجرة القادمة من كندا والمناطق الشمالية الاخرى لقضاء الشتاء في كاليفورنيا أماكن كافية تهبط فيها مما يشكل خطرا على صحتها وهي تزاحم بعضها البعض بحثا عن المأوي والمأكل.
وقالت ميجان هرتيل المعنية بقضايا الموئل في جمعية اودوبون في كاليفورنيا "لم يعد أمامها سوى أماكن محدودة أكثر فأكثر لتذهب اليها. وهذا سيبدأ في التأثير على أعدادها. يمكن أن تموت هنا من الجوع أو المرض أو تصاب بالوهن فلا تقوى على القيام برحلة العودة الى الشمال."
منظر طيور الكركي في وادي سكرامنتو ووادى هواكين بكاليفورنيا هي من المناظر المحببة كل خريف.
يتوافد السياح لرؤيتها وهي تقلع في أسراب كل فجر أو وهي تهبط في مجموعات متلاحقة مع الغروب. وفي مطلع هذا الأسبوع شهدت بلدة لودي الصغيرة قرب دلتا نهر سكرامنتو-هواكين مهرجانها السنوي لطيور الكركي الذي يشمل جولات سياحية للمستنقعات التي يقضي فيها الطائر الذي يبلغ ارتفاعه خمسة أقدام نهاره بحثا عن الطعام ثم يبيت في مياهها الضحلة ليلا.
وتقول جمعية اودوبون إن الوادي الأوسط في كاليفورنيا الذي يضم سان هواكين وسكرامنتو يوفر مأوى شتويا لنحو 60 في المئة من 10 آلآف طائر كركي كندي (ساندهيل) وهو نوع أطول من طائر الكركي ضمته الولاية إلى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. كما يعيش 25 ألف طائر من الكركي الأقصر في المنطقة.
لكن الملاذات البرية التي حلت محل الموئل الطبيعي للطيور الذي تقلص ببناء السدود والحواجز في أكثر الولايات الأمريكية سكانا جفت بدورها هذا العام وتقلصت مساحات المستنقعات التي تستقبل الطيور المهاجرة عاما بعد عام.
وفي مفارقة أخرى اضطر المزارعون الذين انتقدهم الناشطون المدافعون عن البيئة لغمرهم حقول الارز والذرة التي يزرعونها بالماء دون الالتفات الى مشكلة الجفاف التي تعاني منها الولاية الى التخلي عن هذا الاسلوب مما قلص مساحات الاراضي التي تعتمد عليها الطيور المائية كمأوى وملاذ.
وتشهد كاليفورنيا موجة جفاف مستمرة للعام الرابع مما دفع القائمون على توزيع امدادات المياه في الولاية الى خفض نصيب ملاذات الحياة البرية بواقع 45 في المئة عام 2015.
ومن المنتظر ان تخفف الامطار الاوضاع في المناطق الجنوبية من الولاية بفضل ظاهرة النينيو التي تدفيء مياه المحيط الهادي وتأتي بغوث يوفر أراضي رطبة لتكون موطنا للطيور المهاجرة.